الإثنين 2014/09/01

آخر تحديث: 13:57 (بيروت)

ثانويات النبطية: واقع تربوي جديد

الإثنين 2014/09/01
ثانويات النبطية: واقع تربوي جديد
سيزيد عدد التلاميذ، في النبطية، الذين يحقّ لهم الترفع إلى السنة الثانوية الأولى على أربعة آلاف تلميذ (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

لا تزال تأثيرات قرار إصدار إفادات لطلاب الشهادة الرسمية تتفاعل. فالقرار، وإن كان حلا لمشكلة ما، فسينتج عنه مشكلات أخرى لا سيّما على مستوى الثانويات الرسميّة. اليوم تبدو المعادلة شبه نهائية: زيادة عدد تلاميذ الصفّ الأول ثانوي من جهة، وتراجع المستوى التعليمي من جهة أخرى.

في مدينة النبطية سيزيد عدد التلاميذ الذين يحقّ لهم الترفع إلى السنة الثانوية الأولى على أربعة آلاف تلميذ، أي بنسبة تقارب الـ25 في المئة، مقارنة مع السنوات الخمس الماضية. وهذا ما ويضع مدراء الثانويات أمام واقع مربك خصوصاً في ظلّ غياب آليات واضحة للتسجيل.


قدرة محدودة

جولة على الثانويات في محافظة النبطية تكفي لفهم أسباب الإرباك المتنامي مع بدء شهر أيلول واقتراب العام الدراسي. العبارة نفسها يكرّرها مدراء الثانويات في قلب النبطية ومحيطها القريب: "نتوقع زيادة في أعداد التلاميذ، لكنّ القدرة الإستيعابية لدينا محدودة. ليس لدينا الإمكانية لفتح صفوف جديدة. إمّا بسبب عدم توفّر غرف شاغرة داخل المبنى، وإمّا لغياب العدد الكافي من الأساتذة القادرين على تغطية عدد الساعات الإضافية".

تعتبر ثانوية حسن كامل الصباح الأكثر استقطابا للتلاميذ في المحافظة. وهي تضمّ 14 غرفة مخصصة لتلاميذ صف الأول ثانوي. وتضمّ ثانوية جبشيت ثماني غرف. أمّا ثانوية ميفدون ففيها خمس غرف شاغرة. وهذه نماذج بسيطة لثانويات رسمية ذات معدّل استقطاب مرتفع مقابل قدرة استيعابية محدودة. ثانويات ستجد نفسها أمام مشكلة أساسية تتعلق بكيفية الحفاظ على المستوى التعليمي والتمييز بين التلميذ المؤهل لمتابعة تحصيله العلمي، وبين التلميذ غير المؤهل.

الخيارات ليست متوفرة. فالثانويات الرسمية لا تمتلك الحق في رفض استقبال أي تلميذ يحقّ له الترفع حين يتقدّم بطلب تسجيل. كذلك لا يحقّ لها إجراء امتحانات دخول كما تفعل الثانويات الخاصة. أمّا الإطلاع على العلامات خلال العام الدراسي المنصرم، فهو في حالات عديدة لا يشكل دليلاً كافياً ذات ثقة.


مع غياب المعايير الموضوعية لكيفية تقييم التلاميذ المؤهلين، يتجه مدراء المدارس لأخذ مبادرات فردية تقوم على حصر التسجيل ضمن النطاق الجغرافي الأقرب إلى الثانوية، بالإضافة إلى محاولة إقناع بعض التلاميذ ممّن يعرفون بأنهم لا يمتلكون القدرة على متابعة التحصيل العلمي النظري للتوجه إلى المهنيات وتنمية مهاراتهم العملية. وسيكون التوجه في بعض الثانويات الأخرى ناحية تسجيل مبدئي للأسماء من دون دفع الرسوم، إلى أن يتمّ تبيان العدد النهائي للتلاميذ. إنّ طرح هذه المبادرات لا يزال محصورا ضمن دردشات بين مدراء الثانويات وفرق عملهم الإدارية، مع الإشارة إلى عدم التوصل إلى الآن إلى حلّ نهائي لهذه المشكلة.



ثانويات أكثر استفادة

على المقلب الآخر، تبدو الثانويات الرسمية التي تقع خارج النطاق الجغرافي المركزي لمدينة النبطية، الأكثر إستفادة. إذ أنّ اكتظاظ الثانويات المركزية سيفرض على العديد من التلاميذ التوجه إلى ثانويات الضيع النائية، التي تضمّ في غالبيتها أماكن شاغرة ستساعدها في تعويض انخفاض عدد تلاميذها خلال السنوات الماضية.

واقع تربويّ جديد لن يستدعي تلبية الدعوات لعقد اجتماعات تهدف إلى ايجاد خطط إستراتيجية من أجل مساندة الثانويات الأكثر استقطاباً في اختيار التلاميذ ذوي المستوى الأكاديمي الجيّد، ضمن قدرة استيعاب محدودة. فالمسألة لا تبدو ملحة عند أصحاب القرار خصوصاً مع توفر مقاعد دراسية في "الثانويات النائية"، من دون الأخذ في الإعتبار مخاوف الكثير من المدراء من جهة، أو ما سيترتب من تكاليف مادية ومعنوية على معظم التلاميذ من جهة أخرى.

increase حجم الخط decrease