الأحد 2014/12/07

آخر تحديث: 13:08 (بيروت)

حرق خيم للاجئين السوريين في عكار.. هل يحاسب المرتكبون؟

الأحد 2014/12/07
increase حجم الخط decrease
عند الثانية بعد منتصف ليل السبت، علت ألسنة اللهب في حي المغراق في بلدة مشحا العكارية. دب الرعب في نفوس أهالي البلدة. سارعت فرق الدفاع المدني إلى إخماد النيران، ليتبيّن لاحقاً، أن مجموعة من شبان بلدة مشحا "المتحمسين" أقدموا على حرق خيم للاجئين السوريين إحتجاجاً على إقامة مخيم جديد لهم في البلدة.

وكان صدر، امس، بعد إعلان "جبهة النصرة" عبر حسابها الخاص على "تويتر" عن قتل العسكري علي البزال، "بيان تحذيري" للاجئين، موقع باسم "شباب مشحا"، جاء فيه: "ننذر كافة اللاجئين السوريين في البلدة بالخروج منها خلال مهلة أقصاها ثلاثة أيام. ومن الأفضل لكم التجاوب مع الإنذار وإلا إتخذنا إجراءات قاسية بحقكم". أضاف البيان "يأتي ذلك نتيجة لكثرة البطالة والسرقة والمشاكل داخل البلدة. والأهم التعديات على المؤسسة العسكرية التي تحمي الجميع وتقدم شهداء لأجلنا، وقد تبين أن لبعض السوريين يدا فيها".

"الإجراءات القاسية" جاءت سريعة، حتى قبل إنقضاء مهلة الأيام الثلاثة، إذ أقدم "مجهولون" على إحراق أربع خيم للاجئين السوريين، في مخيم قيد الإنشاء في حي المغراق في مشحا. وفي الحال إستنكر الأهالي هذا العمل، وأعلنوا في بيان لهم عن إدانتهم له، مطالبين "الأجهزة المعنية بالكشف عن المرتكبين ومحاسبتهم منعاً للفتنة والإصطياد بالماء العكر. كما أننا نطالب محافظ عكار عماد لبكي بالإسراع في نقل إقامة المخيم من بين الأحياء السكنية إلى أماكن آخرى تشكل للاجئين مساحة راحة، تحسباً لأي إشكالات".

من جهته، رأى رئيس بلدية مشحا زكريا الزعبي في حديث مع "المدن" أن "المشكلة لدى أهالي البلدة تتعلق أولا بالوضع الأمني وثانياً بالبطالة، حيث أدت أزمة البطالة إلى وجود حوالي 300 شاب من أبناء مشحا من دون أي عمل، وبعضهم يعتبر الوجود السوري سببا في ذلك. إلا أنني أضع هذا الأمر برسم وزارة العمل والجهات المولجة بإيجاد فرص عمل لأبناء هذا البلد". أضاف: "خرج الوضع عن السيطرة بسبب دخول طابور خامس هدفه الإيقاع بين أهالي البلدة والنازحين، ولا سيما أن سكان مشحا يرفضون فكرة إقامة مخيم جديد فيها، ومن حقهم التعبير عن رأيهم". علماً أن المخيم المزمع إنشاؤه عبارة عن مزرعة صغيرة يملكها أحد أبناء البلدة، وقد قسمت إلى أربع غرف وستتكفل إحدى الجمعيات الإغاثية الدنماركية ببنائه.


كما إستنكر أحد أبناء البلدة، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، ما يتعرض له اللاجئون السوريون، مشدداً في الوقت عينه رفضه لبناء المخيم الجديد، قائلاً: "عندما وفد اللاجئون إلى البلدة أسكناهم داخل بيوتنا، لكن الوضع لم يعد يحتمل ولا سيما أن عددهم بلغ نحو 3 آلاف لاجىء في بلدتنا، ومن بينهم من ينسق مع الخلايا الإرهابية".


وفي وقت رفض أي من النازحين التحدث عن الحادثة، خوفاً من ردود فعل إنتقامية وعنصرية بحقهم، يبقى السؤال ما إذا كانت الأجهزة المعنية ستتحرك لتوقيف المرتكبين ومحاسبتهم؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها