الثلاثاء 2014/11/11

آخر تحديث: 13:08 (بيروت)

مشروع "الألِف": خط ساخن لـ"الايجابية الجنسانية"

الثلاثاء 2014/11/11
مشروع "الألِف": خط ساخن لـ"الايجابية الجنسانية"
ستوثق، لاحقاً، جميع الأسئلة والمواضيع والشهادات لإنتاج مواد وثائقية تساهم في إغناء الأبحاث المتعلقة بالجنسانية في لبنان
increase حجم الخط decrease


كثيرة هي "التابوهات" التي نرزح تحت وطأتها في العالم العربي، والجنسانية إحداها. فعلى الرغم من كونها "القوة المركزية" في حياتنا وتشكل مصدر قوة أو تحرر للانسان، إلّا أن الحديث عنها، وإن سُمح له بالخروج إلى العلن، يبقى محصوراً في أطر ضيّقة وتحت مسميات أخرى، كالصحّة الإنجابيّة مثلاً.

حتى يومنا هذا، ما يزال الإعتقاد السائد بأنّ حق المرأة في إختيار أسلوب حياتها من شأنه أن يهدد البنية الاجتماعية. من هنا كانت الحاجة إلى "مشروع الألِف" الذي أطلق منذ أيام. يسعى المشروع إلى بلورة قرارات وخيارات مستقلة حول الجنسانية والصحة الجنسية والجندر. ويهدف الى مقاربة موضوع الجنسانية ليس عبر تبريرات اعتذارية تحجز النقاش في حدود قضايا الوقاية الصحية من الأمراض أو العنف، وإنما عبر ادخال إطار ايجابي يحدد هذه القضية.

الفكرة الأساسية للمشروع هي "الإيجابية الجنسانية"، بالنسبة إلى لما المولى ورولا ياسمين، مطلقتي المشروع. "قد يكون المصطلح غريباً أو غربياً إلّا أنّ مشروعنا ليس كذلك، فالإيجابية الجنسية موجودة في مجتمعنا وفي تاريخنا وحضارتنا ولذلك علينا الإحتفاء بها بدلاً من إخفائها أو الخجل منها"، وفق المولى.

المشروع أنشأ خطا ساخنا للراغبين في الحصول على معلومات ودعم في القضايا المختلفة التي ترتبط بموضوع الصحة الجنسية والإنجابية، فيروس نقص المناعة البشري، الخيارات المتعلقة بمنع الحمل، الإجهاض، التوجهات الجنسية، الهويات الجندرية، العنف، السلامة واللذة. على أن توثق، لاحقاً، جميع الأسئلة والمواضيع والشهادات لإنتاج مواد وثائقية تساهم في إغناء الأبحاث المتعلقة بالجنسانية في لبنان. كما يستضيف المشروع مجموعات دعم متنوعة بحسب طلبات المتصلين وحاجاتهم، بحيث يستطيع الذين يحملون هموماً وأسئلة ونضالات متشابهة أن يلتقوا ويناقشوا القضايا التي تواجههم بهدف منحهم مساحة للتعبير عن همومهم والتعلم من تجاربهم ومساندة بعضهم البعض.

يركز المشروع على إقامة ورشات عمل وتدريب للفئات المهمّشة، كاللاجئين والعمال الأجانب، تُناقش فيها الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية، بالإضافة الى تقديمه ورشات عمل للجمعيات والمؤسسات التعليمية.

"أهميّة هذا المشروع، هي في تقديمه إجابات عن أسئلة ممنوعة، لا سيّما أنّ الثقافة الجنسيّة شبه معدومة في لبنان"، تقول الدكتورة ساندرين عطالله، المتخصصة في علم الجنس. وهي تؤكد أنّ هذا الموضوع "أساسي وأولي، وسيقوم بتصحيح الكثير من الأفكار الخاطئة التي يمتلكها الناس عن الجنس". كما أن "الخط الساخن" سيشجع العديد من النساء اللواتي يخجلن من طرح أسئلة تخص حياتهم الجنسية بشكل مباشر، فالسريّة قد تكون عاملا مشجعا لهن لكي يتكلمن، ومجانية المشروع ستساهم أيضاً في إستقطابهن ولا سيّما أن كلفة مراجعة الأخصائيين في هذا المجال، قد تكون باهظة أحيانا.

قد يعتقد البعض أنّ هذا الموضوع ثانوي وغير مهم أمام ما نشهده من أزمات، إلّا أن القيمين على المشروع يرون أن الجنسانية لا يمكن عزلها عمّا يحيط الناس من عنصرية وطبقية وتمييز ضد المعوقين أو كبار السن، وهي أيضا لا تنفصل عن السياسة، والإقتصاد والقوانين والحرب.

يبدو جليا في الفترة الأخيرة أنّ موضوع الجنسانية تخطى الغرف الضيقة وبات يخرج إلى العلن أكثر فأكثر، فالعديد من النساء ضقن ذرعا بمجتمع يعتبر المرأة كائنا ثانويا وهامشيا وأنّ كل شيء يتركز حول الرجل. مشروع "الألف" ليس وحده، فهناك أيضا مشروع "إستيقظت" الذي بدأ مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي ويتناول أيضا مواضيع الجسد والجنس والجنسانية ويروي قصصاً حقيقية من وجهة نظر نساء سوريات.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها