14 شباط: العبور الى ..الذكرى!

صبحي أمهز

الثلاثاء 2015/02/10

بعد مضي عشر سنوات على اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، تمر الذكرى هذا العام على وقع متغيرات جذرية على الصعيدين الداخلي والإقليمي. بين العام 2014 والعام 2015 إنطلق عمل المحكمة الخاصة بلبنان، وبدأت بالإستماع إلى الشهود، ولاحقاً السياسيين منهم. رغم ذلك شكلت حكومة "المصلحة الوطنية"، بعد أن خرج الرئيس سعد الحريري، ومن لاهاي، معلناً فصل المسار السياسي عن مسار المحكمة، ولاحقاً إنطلقت عجلة الحوارات بين أكثر من طرف وفريق، يبقى أهمها الحوار القائم بين "حزب الله" وتيار "المستقبل".

 

إلى كل ذلك، تحل الذكرى العاشرة، وسط فراغ رئاسي، رغم أن البعض، يعول على الحوارات لتحقيق خرق مطلوب على هذا الصيد. ذلك أيضاً يجعل قوى "14 آذار" ومن خلفها "المستقبل" بعيدة كل البعد عن الشعارات التي رفعتها، من السيادة إلى الإستقلال، وصولاً الى الديمقراطية، والعبور الى الدولة، خصوصاً في ظل اصرار "حزب الله" على توريط لبنان في مشاريع إقليمية، ورفضه الإنسحاب من سوريا، واستمراره في خوض حرب مفتوحة ضد الشعب السوري الى جانب نظام بشار الأسد.

 

رغم الحوارات، إلا أن أكثر من ملف لا يزال عالقاً بين أقطاب السياسة في لبنان. ومع الإتفاق على جدوى الحوار وضرورته، وما حققه إلى الآن من إنجازات نوعية، أمنياً، في طرابلس ورومية، وعلى صعيد نزع الشعارات والصور الحزبية من المناطق والشوارع، تبقى الأنظار متجه إلى مضامين كلمة الحريري في الذكرى، والملفات التي سيتطرق إليها، وإن كانت ستجنح نحو التهدئة التزاماً بالحوار أو نحو التصعيد، على خلفية الملفات العالقة والمعلقة.

 

يشير منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد عبر "المدن" إلى أن السقف السياسي لكلمة الحريري لن يكون منخفضاً، مؤكداً "انه لا يمكن الاستسلام لارادة حزب الله رغم كل محاولاتهم لإظهار الحوار على أنه يحقق لهم ما يريدوه". ويلفت إلى أن "الحريري سيكرر تمسكه بمبادئ انتفاضة الحريري رغم الحوار الدائر بين تياره وبين حزب الله، خصوصاً أن الحوار لا يتعدى حدود ربط النزاع".

 

يتفق مصدر مطلع داخل تيار "المستقبل" مع سعيد، لجهة ان "الحوار سيحافظ على ربط النزاع مع حزب الله بخصوص القضايا الخلافية". يقول لـ"المدن" ان "العناوين العريضة المتعلقة  بقتال حزب الله في سوريا والسلاح المنتشر، بشكل فوضوي، والتمسك المطلق بالمحكمة الدولية، لن تكون موضع مساومة أو تغاضٍ من قبل الحريري، الذي لا يزال متمسكاً بالخطوط العريضة للمستقبل ولـ14 آذار". يذكر المصدر بأن "الحريري يطرح دائماً في ذكرى 14 شباط اسس الوجهة السياسية للمرحلة التي تليها، والتي ستكون هذه السنة إضافة إلى الحفاظ على النقاط الخلافية مع حزب الله، دعم الحوار من أجل حماية لبنان في الظروف المصيرية والدقيقة التي تمر بها المنطقة، وتخفيف الاحتقان الداخلي وترسيخ دعائم الدولة والخطوات المطلوبة لمواجهة الارهاب".

 

أما في ما يتعلق بشكل إحياء ذكرى 14 شباط لهذه السنة، يلفت منسق عام الإعلام في تيار "المستقبل" عبد السلام موسى عبر "المدن" إلى أنها ستكون مختلفة لجهة العنوان والشكل والمضمون. يقول ان الإحتفال سيقتصر على كلمة سياسية مركزية واحدة للحريري فضلا عن كلمات لثلاثة خريجين من مؤسسات الحريري وافلام وثائقية عن حياة الحريري، وتجربته، وجمهوره. ومن الوثائقيات ينتقل موسى إلى الغمز السياسي، فيركز على وثائقي بعنوان "مكملين"، للدلالة على أن جمهور المستقبل، سيكمل المسيرة، رغم كل محاولات الإلغاء والتخوين من الفريق الآخر، خصوصاً أن الذكرى تأتي تحت عنوان "عشرة ــ مية ــ ألف سنة مكمّلين" في قاعة تتسع للمئات.

 

بعد ذكرى 14 شباط هذه السنة، تتجه الأنظار إلى ذكرى 14 آذار. هذا العام تكثر الوعود. اذ تنشط ورش عمل البيت الآذاري الداخلي من  أجل توحيد القراءة السياسية. ويؤكد سعيد لـ"المدن" أنه سيتم الإعلان عن وثيقة تطرح قراءة شاملة لأحداث المنطقة وللواقع اللبناني فضلا عن تقييم لعمل الفترة السابقة ورؤية لمستقبل البلاد. كلام سعيد هذا يعيد الى الأذهان عشرات الوثائق التي طرحتها "14 آذار" في السابق، فهل يكون مصير الوثيقة الجديدة، تماماً كمصير "العبور إلى الدولة"؟

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024