نادر فوز
اليوم، بدأت فعلياً أزمة الكهرباء بالتمدّد إلى سائر القطاعات، فلنضئ شمعةً لنسهر ونتضامن مع أنفسنا في الآن نفسه.
باتت بيروت على أغلفة الصحف والمجلّات العالمية، بفقرها وعتمتها وموتها. والتحذيرات مستمرة من الجوع الذي لم يحلّ بعد. فكان التحذير الأخير الذي أتى عن منظمة "سايف ذي تشيلدرن" التي قالت إنّ في العاصمة 910 آلاف نسمة لا يملكون المال الكافي لتأمين الطعام. أكثر من نصف مليون منهم، أطفال مهدّدون بالجوع. إنه جحيم الانهيار الكلّي لمؤسسات الدولة. إنه جحيم السلطة وما جنته على اللبنانيين.
لا كهرباء، ولا رواتب ولا اتصالات ولا ماء. لا مصانع (إن وجدت) ولا إنتاج (إن وجد) ولا خدمات ولا سياحة. وكل هذا يضاف إلى لا مصارف ولا حسابات مالية ولا دولار. وقريباً لا مولّدات خاصة تعمل، ولا محروقات للسيارات والتنقّل، لا خبز ولا طحين. وكل هذا مجتمِعاً، ناجم عن سلطة واحدة عجينتها العجز والفشل. سلطة تكابر وأسوأ ما فيها تمسكّ مكوّناتها اللا محدود بطاولة القرار، دائرية كانت على شكل محور سياسي أو بيضاوية على شكل طاولة حكومية.
إنه الانهيار. لا، هو الموت بعينه.