المدن - لبنان
هذه السمة تنسحب على الاجتماع الذي عقد بين وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، شربل وهبه، والسفيرة الأميركية في لبنان. فعندما استدعى وهبه السفيرة الأميركية، بدأ التسويق للأمر على أنه استدعاء، بهدف مساءلتها عن المستندات التي دفعت بوزارة الخزانة الأميركية إلى إصدار عقوبات على جبران باسيل ووزراء آخرين. وعلى ما يبدو، فإن رد الفعل الأميركي كانت سلبياً، ما أدى إلى تخوّف وزير الخارجية والمسؤولين من هكذا رد الفعل. فبدأ التمهيد إلى التراجع، عبر "مصادر في الخارجية" تشير إلى أن اللقاء هو لقاء عادي وليس استدعاءاً، والغاية منه التشاور في كل ملفات المنطقة، من ناغورنو قراباخ، إلى الانتخابات الأميركية، وما سيليها بعد صدور النتائج ومجيء الإدارة الجديدة. بالإضافة إلى البحث في التعاون الأميركي اللبناني. وأخيراً، تم تمرير الموقف بشأن السؤال عن المستندات التي أدت إلى فرض العقوبات على باسيل وآخرين.
تمنيات الوزير
بيان وزير الخارجية بعد اللقاء، وضعه في خانة اللقاءات الدورية التي يعقدها مع السفراء، وكرر مضمون ما تم تسريبه حول الملفات المطروحة فقال البيان: "التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، شربل وهبه، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا. وبحث معها في العلاقات الثنائية وتعزيزها، ودعم وتأييد الولايات المتحدة للبنان في مجالات عدة. بالإضافة الى مسألة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية وعودة النازحين إلى بلادهم، ومرحلة الانتقال من الإدارة الحالية إلى الإدارة الجديدة في أميركا".
كما تناول البحث الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأميركية بحق بعض اللبنانيين، من بينهم نواب ووزراء سابقين ورئيس كتلة نيابية وازنة. وتمنى وهبه على السفيرة الأميركية "أن تتمكن السلطات اللبنانية والقضائية من الوصول إلى أي معلومات أو مستندات ارتكزت عليها الإدارة الأميركية في اتخاذها لتلك الإجراءات. وذلك، في إطار الإصلاحات التي وعدت بها وتعزيز الشفافية في العمل العام".
وهذا ما بقي من "الديبلوماسية" اللبنانية في "العهد القوي".