هل التقى الحريري بباسيل: رأس سلامة مقابل الحكومة

منير الربيع

الثلاثاء 2020/10/27
لم يتعامل رئيس الجمهورية مع مبادرة الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة، إلا بوصفها جزءاً من كل. جزء من تسوية أكبر وأشمل، يريد عون من خلالها تحقيق أكبر قدر من المكاسب. ليست المكاسب وزارية بطبيعة الحال، إنما أشمل وربما أهم. والمنهج الذي يسلكه عون يوحي أنه يريد تكرار تجربة التسوية الرئاسية مع الحريري عام 2016، وإن كانت التسوية يومها حصلت برضى ورغبة الطرفين، فهذه المرة يريدها عون أن تحصل وإن لم يكن الحريري متحمساً لها. والمقصود هنا أن مندرجات توقيع عون وموافقته على حكومة برئاسة الحريري، لا يمكن أن تكون منحصرة بالحصة الوزارية ولا بالحقائب ولا بوحدة معايير التوزير.

"تطيير" سلامة
ما يريده عون أبعد بكثير. وهو يهدف إلى انتزاع ما عجز عن تحقيقه في حكومة حسان دياب. الهدف الأساسي لدى رئيس الجمهورية هو الإطاحة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. لن ينهي عون عهده وسلامة في موقع الحاكمية. يعرف أن الحاكم يستند إلى قانون النقد والتسليف الذي يحميه، لذلك يضغط في إتجاه تعديل القانون. وقد عمل نواب من تكتل لبنان القوي إلى تقديم إقتراح قانون معجل مكرر لتعديل قانون النقد والتسليف وتثبيت التدقيق الجنائي ورفع السرية المصرفية. يعرف عون أن الحريري يرفض التدقيق الجنائي ويرفض إقالة رياض سلامة. ولكن هذا أحد الأهداف التي يعمل عون في سبيل تحقيقها، إنطلاقاً من الإمساك بتوقيعه لتمرير تشكيلة الحريري الحكومية. وفي حال وُجد حلّ لهذا الملف، وحصل اتفاق بتأمين خروج سلامة سيكون التشكيل سريعاً جداً.

لم تعد مشكلة الحكومة فقط آلية توزيع الوزراء والحقائب، فهذا الأمر شبه منتهٍ، وهو خاضع لاعتبارات تفصيلية وحسب، طالما أن المبدأ العام الذي تم التسليم به هو اختيار الأحزاب للوزراء الاختصاصيين. التصور الأولي للتشكيلة الحكومية حمله الحريري بعد ظهر الثلاثاء إلى رئيس الجمهورية. حكومة من عشرين وزيراً، إضاف إلى تصور عن كيفية توزيع الحقائب على القوى الطائفية، قبل البت في الأسماء وماهية حصة كل طائفة ومذهب.

لقاء الأحد؟
تتحدث المعلومات عن أن باسيل كان موجوداً في القصر الجمهوري، يوم الأحد الفائت، عندما زار الحريري عون وعقد معه لقاءً مطولاً بعيداً عن الإعلام، وتتحدث المعلومات عن حصول لقاء مع باسيل يومها، إما على هامش اجتماعه مع عون، أو أن باسيل قد التحق باجتماع الرجلين. في موازاة هذه المعلومات، تؤكد معطيات أخرى أن المساعي بين الرجلين لم تتوقف من قبل الوسطاء، ضمن ورشة البحث عن صيغة مرضية لوزارة الطاقة التي شهدت تجاذباً بين القوى. فلا عون وافق على التخلّي عنها بعد تمسك حزب الله وحركة أمل بوزارتي المال والصحة، ولا الحريري كان يريد تثبيتها مع التيار الوطني الحرّ. فعمل الوسطاء على إيجاد صيغة - مخرج بتوزير شخص يرضى عنه الطرفان. وهنا، يتم التداول باسم كريستيان قمير.

في المقابل يصرّ رئيس الجمهورية على نيل وزارة الداخلية، مقابل التنازل عن وزارة الخارجية لصالح الطائفة السنية، التي يتم ترشيح إما مصطفى أديب لتوليها أو أمل مدللي سفيرة لبنان في الأمم المتحدة. وقبيل ساعات من توجه الحريري إلى بعبدا، كان لافتاً لقاء رئيس الجمهورية بالدروز المعارضين لوليد جنبلاط، بهدف المطالبة بتمثيلهم في الحكومة. وهذا شرط جديد من شروط عون بعدم إعطاء جنبلاط الوزيرين الدرزيين، إنما وزير محسوب عليه وآخر على خصومه، مقابل أن يتسلم الوزير الجنبلاطي حقيبتين وزاريتين، فيما حقيبة واحدة للمحسوب على طلال إرسلان.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024