ضرب ناطور مسجد جبيل يغضِب طرابلسيين..ويشعل حفلة زار سياسية

جنى الدهيبي

السبت 2020/11/14
انشغل الرأي العام في لبنان يوم أمس الجمعة 13 تشرين الثاني، باعتداء مجموعة من الأفراد على مسجد السلطان إبراهيم بن أدهم في جبيل. وجرى التداول بشائعات متضاربة حول اقتحام الشبان للمسجد واعتدائهم بالضرب على المؤذن وشتمه وشتم الآذان والقرآن.  

صداقة وعنف مرفوض
لكن رئيس بلدية جبيل وسام زعرور، يوضح في تصريح لـ "المدن" حقيقة الحادث، آسفًا على طريقة المبالغة في تداوله، لا سيما في هذه المرحلة الحساسة التي يمرّ بها العالم. ما قد يؤدي إلى اندلاع فتنة لا يرغب بها أحد، وفي طليعتهم أبناء جبيل.  

وأشار زعرور أن الحادثة لم تقع يوم الجمعة، بل يوم الثلثاء الفائت. لكنها شاعت الجمعة بعد إلقاء القبض على المعتدين. وخلافًا للسيناريو المتداول، قال زعرور إن الحادثة "فردية وعارضة ولا أبعاد دينية لها. فالشباب المعتدون على ناطور المسجد يجمعهم به صداقة. وهم يجلسون معه دومًا في باحة المسجد. ويوم الثلاثاء حصل تلاسن كلامي بين الشبان والناطور الذي هرع إلى داخل المسجد، فلحقوا به وضربوه".  

وأكد زعرور أن جبيل ترفض هذا الإشكال الفردي العارض الذي يمكن أن يحصل بين أبناء الدين الواحد. هو "أصلاً مرفوض من أهالي المدينة التي تمتاز بعيشها المشترك، وتجسد ملتقى سياحي للبنانيين من مختلف المناطق والطوائف". وهو دعا الأجهزة الأمنية إلى استكمال تحقيقاتها، ومنع أي اعتداء مماثل قد يهدد السلم الأهلي.  

لا صلة بفرنسا واحتجاج طرابلس
ويوم أمس الجمعة، أوقفت دورية من مديرية المخابرات في الجيش شخصين من المعتدين على ناطور المسجد وهما "م. خ." و"ا. م.".  

وما أثار الربية في طريقة تداول الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما رافقها من منشورات طائفية وتحريضية، هو أن البعض وضعه في سياق أحداث العنف التي تحصل في فرنسا. وهناك من اعتبر الحادثة محاولة استنساخ ما يحدث في فرنسا، أو أنه محاولة للردّ على المتطرفين الذين يعتدون على الكنائس هناك!  

لكن ما ضاعف المشكلة أن محتجين على الحادثة عمدوا إلى قطع الطريق في ساحة النور بطرابلس. وجرى إشعال الإطارات ليلًا حتى صباح اليوم السبت 14 تشرين الثاني، وطالب المعتصمون الأجهزة الأمنية بتوقيف الفاعلين ومحاسبتهم. 

حفلة شجب واستنكار
وأعربت مطرانية جبيل المارونية، عن استنكارها لما حدث أمام المسجد مؤكدة أن "جبيل ستبقى مدينة العيش المشترك الذي لم يهتز في أحلك أيام الحرب اللبنانية المشؤومة". وراعي الأبرشية المطران ميشال عون أكد مع المرجعيات المسلمة في جبيل، "المحافظة على وحدة أبناء المدينة". وختمت المطرانية بيانها: "وقانا الله شر الفتنة وألهمنا الحكمة والوعي".

وكان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أشار في بيان أنه "يتابع حادث الاعتداء على مسجد جبيل من بعض الشبان الذين تعرضوا بالضرب للمؤذن". وأصدرت دائرة أوقاف جبل لبنان بيانا جاء فيه أنها تابعت الأمر مع الجهات الأمنية المختصة، وتقدمت بشكوى مع اتخاذ صفة الادعاء الشخصي على المعتدين. وقال الشيخ غسان اللقيس أن "المعتدين أصبحوا في عهدة آمر فصيلة جبيل الرائد كارلوس حاماتي. وندين هذا الاعتداء ونرفضه".  

وكرت الاستنكارات التي تستغل كل حادثة للبروز، من المفتي الجعفري أحمد قبلان الذي حذر من "اللعب الاستخباراتي والحزبي والتعبوي في قضايا حساسة من شأنها دفع البلد نحو المجهول".  

وغرد السيد علي فضل الله مديناً الاعتداء ولاسيما في "مدينة جبيل التي مثلت ولا تزال نموذجا للعيش المشترك والتلاقي بين الأديان والمذاهب". 

زار السياسيين
صدرت مواقف مستنكرة عن جبران باسيل الذي قال إن "المسجد كما الكنيسة بيت الله وأي اعتداء عليهما طعنة للبنان التلاقي".  وقال سعد الحريري: "جبيل مدينة عريقة مكانتها مميزة في الاعتدال والانفتاح والعيش المشترك". وأجرى نجيب ميقاتي اتصالات بالمراجع الدينية والأمنية لمتابعة القضية مشددًا على "ضرورة تطويق ذيول الاعتداء بموقف مسيحي - إسلامي مشترك".  وشارك حزب القوات اللبنانية في الهرجة الإعلامية معلناً "تمسك القوات باحترام الطوائف اللبنانية في ما بينها، ومدى تمسكها بالعيش المشترك". هذا واتصل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، مستنكرا الحادثة.

وقال فيصل كرامي: "الاعتداء على المسجد عمل خبيث قام به موتورون ويهدف إلى استدعاء فتنة بغيضة".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024