نصرالله يخرج على جمهوره ليرمم الثقة المتصدعة.. ولا يُقنِع

المدن - لبنان

الجمعة 2020/03/20

في واحدة من أحرج لحظاته، أطل الأمين العام لحزب الله، عبر التلفزيون ليحاول لملمة كسور الجرّة التي تحطمت، مع فضيحة خروج عامر الفاخوري "بريئاً" ثم مهرَّباً من لبنان إلى أميركا.

قال حسن نصر الله، أن ما حصل خلال الأيام الماضية بخصوص العميل عامر الفاخوري، يدفعنا للحديث عن هذا الأمر، نتيجة ما بث من أخبار وشائعات وتحليلات حوله: "ونتكلم احتراماً للرأي العام، ونتوجه إلى جمهور المقاومة بالتحديد لأنه المستهدف منذ سنوات في صبره وثباته".

الثقة الغالية
وأكد السيد نصر الله أن "أغلى ما بين المقاومة وجمهورها هي هذه الثقة المتبادلة.. لذلك مسؤوليتنا الانتباه لهذه النقطة، لأن هناك معركة على وعي الرأي العام وعلى الثقة الكبيرة التي تستند عليها المقاومة بمواجهة الاسرائيلي وتحضر بالساحات وتدافع عن الوطن وتواجه المشاريع الأميركية والإسرائيلية والخطر الإرهابي، ولذلك تعنينا ابتسامة هؤلاء الناس ودمعتهم".

وقال السيد نصر الله: "منذ اللحظات الأولى لإخلاء سبيل العميل الفاخوري تم استهدافنا والتركيز علينا.. نحن لا علم لنا بوجود صفقة خلف اطلاق سراح العميل الفاخوري" (!!)، وأضاف: الضغوط الأميركية بدأت منذ وصول العميل الفاخوري إلى لبنان على معظم المسؤولين"، ولفت إلى انه "وجهت تهديدات مباشرة على كل من يقف في وجه إطلاق سراح العميل وتهديد بالعقوبات المتنوعة ووقف المساعدات للجيش اللبناني".

وأشار السيد نصر الله إلى ان "التعاطي بقضية مثل قضية هذا العميل نحن نتعاطى معها على أساس ماذا سنقول لله قبل ماذا سنقول للناس"، وتابع "في مثل هذه القضايا مع غيرنا من ابناء المقاومة نحن الذين قتلنا وسجنا وعذبنا"، وتابع "هناك من طرح معنا مسألة وجود ضغوط وهل بالامكان ان يكون هناك مخارج، لكن جوابنا كان واضحا ان هذا منحى خطير وسيفتح الباب امام الاميركي على كل ما له علاقة باللبنانيين في المستقبل"، وتابع "الاميركي سيحاول الضغط في مسائل كثيرة سواء في ترسيم الحدود او في تعيينات معينة وغيرها من الامور، وحصلت عملية التهريب من عوكر بالشكل الذي شاهده الجميع".

لله وللآخرة
وأكد السيد نصر الله "نحن لم نتعرض لاي ضغوط ولم نحرج من اي فريق سياسي لبناني، مع تقديرنا لحجم الضغوط التي كانت على بعض المسؤوليين في مختلف المجالات من قبل الاميركي لاتخاذ القرار باسقاط التهم عند العميل الفاخوري"، وتابع "انا كنت واضحا مع كل من سأل، قلنا هذه قضية انسانية واخلاقية وسيادية والمطلوب موقف لله وللآخرة وحتى مصلحة الدنيا تقضي ذلك ولا يجوز هذا النوع من الضغوط واتخاذ قرار من هذا النوع"، واضاف "كل قاضي كان سيصمد امام هذه الضغوط كان يجب علينا تقديم الحماية له من قبل الدولة اللبنانية"، ولفت إلى ان "معلوماتنا كانت انه لن تعقد مثل هذه الجلسة وقد سمعنا كغيرنا من الاعلام به وقد اصدرنا بيانا حول الامر وقد حصلت الجهود لمنع سفره وقد صدر قرار قضائي يمنع السفر وآخر بتمييز الحكم".

وشدد السيد نصر الله على ان "حزب الله رفض منذ اليوم الاول اسقاط التهم عن هذا العميل وسعينا كل جهدنا ليصدر الحكم انصافا للمظلومين"، وتابع "لم نظهر اي علامة قبول او رضى او قبول امام اي احد لاننا نحن جزء من اولياء الدم"، وتابع "لو كان اي شي خلاف هذا قد حصل ، نملك الجرأة بالحديث مع الناس حول ذلك، ولو كنا قد اخطأنا او استعجلنا لكنا قد قلنا ذلك".

الثنائي الشيعي لا يعلم
ولفت السيد نصر الله إلى ان "قضية الفاخوري قضية كبيرة فيها الكثير من العبر والاستنتاجات"، واشار إلى ان "المعركة لم تنته وهذه القضية جزء من تفصيل هذه المعركة التي كانت قائمة وما زالت"، وتابع "البعض طرح تساؤلات عن امكانية عقد صفقة مع الثنائي الشيعي حول ذلك ، وانا أجزم ان حركة امل لم تعلم بذلك كما نحن لم نعلم الا من الاعلام"، واكد ان "لا علم لنا بوجود صفقة خلف اطلاق سراح العميل بل ما نعلمه عدم وجود صفقة"، واضاف "البعض يحاول الجواب على هذا التساؤل على الشبهة فقط، لذلك يعقل ويمكن ان يصدر الحكم بدون علمنا وهذا ما حصل"، واوضح ان "هناك شبهة عمل عليها العدو ولكن للاسف عممها الخصم وبعض الاصدقاء اخذوا بها، والشبهة تقول ان السلطة في لبنان بيد حزب الله، والبعض يعلم ان هذا كذب ولكن لانه جزء من المعركة ضدنا يواصل في هذا الامر"، ولفت إلى ان "بعض المسؤولين والوزراء اصدقاء لحزب الله ولكن ليسوا تابعين"، واوضح ان "التوصيف الدقيق ان حزب الله هو قوة سياسية له حضوره ولكن في الداخل اللبناني هناك قوى سياسية تأثيرها اكبر من تأثير حزب الله".

واشار السيد نصر الله إلى ان "الاسرائيلي يقول ان الدولة والحكومة هي حكومة حزب الله بهدف تقييد المقاومة"، وتابع "من يصر على تحميلنا مسؤولية قضية العميل فاخوري وبذلك يصر على ان يكون في جبهة العدو"، واضاف "البعض طرح انه يجب ان يقوم حزب الله بـ 7 أيار جديد وهذا انتقاص للحقيقة لان المقاومة لم تقم بذلك من اجل مسؤول في امن المطار وانما لان الحكومة وقتها اخذت القرار بنزع سلاح الاشارة من المقاومة"، وسأل "هل المطلوب ان نقوم بسبعة ايار من اجل العميل الفاخوري، وهذا يعني صدام مع القوى الامنية المولجة بحماية الفاخوري"، ولفت إلى ان "البعض طرح ان حزب الله كان يجب عليه ان يقوم بمنع نقل العميل إلى السفارة الاميركية، هل مصلحة البلد القيام بذلك ان نقيم كمينا لهذا العميل والاصطدام مع القوى الامنية ونفس الامر لمن طرح مسألة اسقاط الطائرة التي نقلته، وغيرها من الطروحات نقول هل هذه هي مصلحة البلد والمقاومة، هل نقوم بحرب كونية من اجل هذا العميل؟".

ولا الحكومة تعلم؟!
وقال السيد نصر الله "البعض طرح مسألة اسقاط الحكومة التي شكرها ترامب، رغم ان الحكومة مجتمعة لم تكن تعلم بما سيصدر عن المحكمة العسكرية"، وتابع "طرح العديد من النظريات الاخرى، لكن هل هذه الطروحات مجدية بينما هي افكار لا تقدم ولا تؤخر في هذه القضية ونحن لا نجد مصلحة وطنية وللمقاومة بها"، واضاف "نحن لا نعمل بالمزاج والانفعالات بينما نحن حزب سياسي له قضية ورؤية ونظام اولويات ونقاش ودراسة وهذا حزب لا يقوده فرد بل يحصل نقاش ومن يفترض ان بالهجمة الاعلامية وبالشتائم او بالاحراج يمكن ان يأخذنا إلى خيارات غير متناسبة مع الرؤية والاولويات هو مشتبه ويضيع وقته"، واكد انه "البعض بدل لن يهاجم الاميركي ومن ارتكب الجرائم يذهب ليهاجم الضحية"، ولفت إلى ان "كل من يسكت عن المعبر غير الشرعي الذي هرب به العميل الفاخوري لا يحق لهم بعد الآن التحدث عن المعابر غير الشرعية، يجب ان يخجلوا من انفسهم"، واوضح ان "الاميركي خالف قرارات القضائية وانتهك السيادة ، العنجهية الاميركية هي ما يجب ان نصب الغضب عليها".

واشار السيد نصر الله إلى ان "في لبنان هناك من التزم فعلا بالقانون والدليل ان العميل لم يخرج من المطار لان هناك جهاز امني رفض الانصياع للضغوط كما فعل العديد من القضاة والمسؤولين"، واكد ان "لبنان لم يصبح تحت الهيمنة الاميركية بالكامل بل هناك من ينصاع للضغوط وهناك من يعمل لصالح الاميركي ايضا"، وتابع "لا يجب الانصياع للرغبة الاميركية تحت حجة التهديد وهذا يجب الانتباه له لاحقا".

تحذير للحلفاء
وقال السيد نصر الله "قضية العميل الفاخوري يجب ان تتابع قضائيا وهذا هارب ومطلوب للقضاء اللبناني ولا يجب ان يغلق الملف وان المسؤولية سقطت عن القضاء والدولة في لبنان ولما لا تطرح مسالة ملاحقته دوليا إن امكن"، وتابع "انا اطرح ما حصل في لبنان امام لجنة تحقيق، وليس فقط رئيس المحكمة اخذ القرار وانما ايضا الاعضاء لان القرار اتخذ بالاجماع، ومع ذلك لم نحكم عليهم بل يجب طرح الامر على لجنة تحقيق لان ما جرى خطير وكبير وفيه اساءة للبنان".

ولفت السيد نصر الله إلى ان "العدو يحاول ان يستغل اي شيء ضد المقاومة، لكن الامر مع الاصدقاء يختلف لان إن كان لهم ملاحظات يمكن طرحها بيننا وبينهم والتعاطي بأخلاق بدون أي اساءة، وهذا ما حصل مثلا بيننا وبين حركة امل"، وتابع "قبل طرح الامر بالاعلام يفهم كل التفاصيل وان كان لديه اي نصيحة نحن نقبل ذلك وايضا نقبل الاقتراح والانتقاد بالعلن، لكن هناك حدين لا يجب تجاوزهما، احدهما التخوين والتشكيك بالمقاومة والحد الثاني الشتيمة والكرامة ونحن لا نقبل من الصديق الاهانة ونحن نقدم الدماء من اجل الكرامة ومن يتجاوز حدود الاخوة والاحترام فليخرج من تحالفنا وصداقتنا"، وأضاف "أقول لجمهور من يتجاوز هذين الحدين اخرجوه من دائرة الاصدقاء وانه من اهل البيت"، واوضح "نحن حريصون على كل الاصدقاء والاخوة ولكن نتمنى ان يكونوا واقعيين ويتفهموا ولا يتجاوزوا الحدين الذين اشرت اليهما"، واكد ان "هذه المقاومة هي أشرف وأعقل مقاومة".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024