وليد حسين
رغم الصعوبات المالية التي تعاني منها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) جراء القرار الاميركي بوقف المساعدات عنها، ما زالت الوكالة الدولية تسعى جاهدة لسد العجز المالي. وحتى الساعة لم تتأثر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على غرار ما آلت إليه الأوضاع في غزة حيث قررت الأونروا سحب عدد من موظفيها الدوليين بسبب الظروف الأمنية. وقد تصاعدت الاحتجاجات جراء وقف نحو ألف موظف فلسطيني عن العمل في الأشهر الفائتة.
ووفق القائم بأعمال مكتب الإعلام في لبنان هدى سمرا، لم تتأثر خدمات الاونروا في لبنان بالعجز المالي. وما زالت الوكالة تبذل المساعي لسد العجز المتبقي للاستمرار في تقديم الخدمات من دون انقطاع. وتكشف سمرا، في حديث إلى "المدن"، عن أن العجز المالي الحالي للوكالة ككل (لا يتم احتساب العجز على صعيد كل أقاليم من الأقاليم الخمسة) هو 64 مليون دولار حتى نهاية العام 2018. وهناك مساعٍ لسدّه عبر تأمين موارد مالية مستدامة للعام 2019، رغم أنّ الامر ليس سهلاً.
على المستوى الرسمي، يصل عدد اللاجئين المسجلين في الوكالة إلى 5.9 مليون لاجئ موزعين على قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان. أما في لبنان فيصل عدد اللاجئين المسجلين في سجلّات الوكالة إلى 464 ألف لاجئ و50 ألف مسجّل لا يحملون صفة لاجئ. يعيش 260 ألفاً منهم داخل المخيمات. علماً أن تعداد الفلسطينيين في لبنان تعتريه اشكاليات عديدة، جلّها سياسي. فبينما تشير الأرقام الرسمية للوكالة إلى وجود نحو نصف مليون لاجئ مسجّل، خلص التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، الذي قامت به لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني وإدارة الإحصاء المركزي والجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني في العام 2017، إلى وجود نحو 174 ألف لاجئ يضاف إليهم نحو 29 ألف لاجئ فلسطيني نزحوا من سوريا بعد العام 2011.
وصل عدد اللاجئين الذين استفادوا من خدمات الوكالة في العام 2017 إلى 204631 لاجئاً بحسب الوثائق الرسمية للوكالة الدولية. وتتوزع الخدمات المقدمة على التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والاغاثة.
على المستوى التعليمي وصل عدد التلاميذ المسجلين حالياّ إلى 36775 تلميذاً، بينهم 5482 من فلسطينيي سوريا، موزعين على 66 مدرسة على الأراضي اللبنانية تشغّل 2082 موظفاً. يضاف إليهم نحو ألف طالب في معهد التعليم المهني في منطقة سبلين.
على المستوى الصحي تستقبل مراكز الرعاية الصحية، التي يصل عددها إلى 27 مركزاً ويعمل فيها 352 موظفاً، أكثر من مليون حالة صحّية سنوياً استفاد منها نحو 160 ألف لاجئ في العام 2017.
على مستوى العمل الاجتماعي والإغاثي يوجد نحو 16 مركزاً يعمل فيها نحو 139 موظفاً. وقد قدمت الوكالة مساعدات عينية غذائية ونقدية في العام 2017 إلى 61672 لاجئ ممن يعيشون حالات العسر الشديد، من ضمنهم 29 ألف لاجئ من فلسطينيي سوريا. وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 10% من هؤلاء الاخيرين يعيشون في الفقر المدقع و90% منهم لا يستطيعون حتى تلبية حاجاتهم الغذائية اليومية.
ويشمل عمل الوكالة الاهتمام بالبنى التحتية في المخيمات عبر اعادة تأهيل خطوط مياه الشفة ومجاري الصرف الصحي وجمع النفايات، إذ وصلت إلى نحو 58 طناً في العام 2017.
يصل عدد المنشآت والمرافق الخاصة بالأونروا إلى 195 مرفقاً. وقد تمّ استحداث أكثر من 4 آلاف وظيفة لللاجئين الفلسطينيين، وفق أرقام العام 2017. أما عدد الموظفين المحليين الذين يعملون في الوكالة، فيصل إلى نحو 3096 موظفاً، يضاف إليهم 15 موظفاً دولياً.
مخيمات الاونروا
تأسست وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في العام 1949 وفقاً للقرار الأممي 302. وبدأت عملها في لبنان مطلع العام 1950، بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ولاسيما في المخيامات الـ12 التي تأسس معظمها بعد نكبة العام 1948 مباشرة، وهي: