حل بـ21 مليون دولار لنفايات بيروت وجبل لبنان

حنان حمدان

الثلاثاء 2017/11/14

لم تثبت بعد حقيقة الحديث عن نقل نفايات قضاءي الشوف وعاليه إلى مطمر كوستابرافا، بعدما اتخذت الحكومة قراراً بتوسعته لطمر مليون طن إضافي من النفايات، بمساحة 150 ألف متر، وهي مساحة مماثلة لمساحة المطمر السابق.

يقول متابعون لملف النفايات، لـ"المدن"، أن لا قرار رسمياً أتخذ في هذا الموضوع، وما يتم تناقله من معلومات ليس سوى كلام لا يستند إلى أي دليل. لكن، إن صح ذلك، فهل يمكن لكوستابرافا استقبال هذه الكمية من النفايات، وهو وفق خطة الحكومة كان يلتزم استقبال 1200 طن منها؟

تعتبر مصادر "المدن" أن إضافة نفايات جديدة إلى كوستابرافا، وتقدر بنحو 400 طن يومياً (تنتج الشوف وعاليه 600 طن من النفايات تم الاتفاق على نقل 200 منها إلى كوستابرافا) سيقلل من العمر الزمني للمطمر. كما أن طرح هذا الخيار لن ينال قبول الجميع، لأن المطمر أنشئ في الأصل من أجل طمر نفايات الضاحية الجنوبية وأضيف إليه جزء من نفايات بيروت الإدارية، فيما لا يوجد أي حل قابل للتنفيذ في المدى المنظور، ولا يوجد أي قبول للمحارق المطروحة كحل، التي تحتاج إلى نحو 3 سنوات من أجل المباشرة بعملها، فيما تقدر الفترة الزمنية لانتفاء القدرة الاستيعابية للمطمر بعد توسعته عام ونصف ليس أكثر.

من جهة ثانية، يفترض انتهاء المهلة المحددة التي منحها مجلس الوزراء لمجلس الانماء والاعمار حتى ينجز الدراسة المتعلقة بتوسيع مطمري كوستابرافا وبرج حمود. مع ذلك، تفيد المصادر أنه تمت المباشرة بالتوسعة قبل أن يصدر قرار مجلس الوزراء، ومن دون أن تعرف كلفة ذلك، لأن القدرة الاستيعابية الحالية ستنتهي كحد أقصى في شهر كانون الثاني 2018.

ويقول الناشط في حملة إقفال مكب كوستابرافا عماد القاضي، لـ"المدن"، إن نقل النفايات إلى كوستابرافا خطوة مرفوضة وفشل للحكومة في إيجاد حل للنفايات، ومخالفة لقرارها الذي نص على لامركزية حل مشكلة النفايات.

تجري هذه الأمور في وقت كثرت فيه المكبات العشوائية في الشوف وعاليه، بعدما استثنيت من خطة الحكومة المركزية قبل عامين، في ظل عدم الإاتفاق على مطمر للمنطقة أو إيجاد معمل لمعالجة النفايات، فيما يبقى الحل مجهولاً لهذين القضاءين.

حل بيئي جديد
رفع رئيس الحركة البيئية اللبنانية بول أبي راشد إلى رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي كرستينا لاسن مشروع حل جديد لنفايات بيروت وجبل لبنان، بعدما أعلنت لاسن في لقاء مع الجمعيات البيئية، في 16 تشرين الأول 2017، عن نية الاتحاد الأوروبي تخصيص 21 مليون يورو لتحسين إدارة النفايات في بيروت وجبل لبنان.

ويمتاز الحل، وفق أبي راشد، بأنه يقفل المطامر البحرية، ويوفر نقل 250 طناً من النفايات يومياً من بيروت إلى صيدا، ويحل مشكلة قضاءي الشوف وعاليه، ويزيل شبح المحرقة عن أهالي بيروت، ويضع حداً للمكبات العشوائية المنتشرة في كل مكان. وهو سريع التنفيذ وأسرع بكثير من اعتماد المحارق. إذ يحتاج إنجازه إلى 6 أشهر فقط، وتبلغ كلفته نحو 21 مليون دولار، وهو المبلغ الذي سيؤمنه الاتحاد الأوروبي. وتنفيذه يوفر ما يعادل 100 مليون دولار سنوياً.

ويتضمن المشروع تحديث معملي الفرز في الكرنتينا والعمروسية، من خلال إضافة bag opener & ballistic separator على خطوط الفرز الموجودة وإضافة الآلات الخاصة بإنتاج RDF، أي الوقود البديل. وإنشاء معمل متطور في البقاع يتسع لنحو 1500 طن يومياً. ما يتطلب تأمين 25 شاحنة لنقل النفايات العضوية المفروزة إلى البقاع.

وسيوفر بذلك الوقود البديل لإنتاج الطاقة، والمواد الأولية لصناعات التدوير، السباخ للمزارعين وفرص عمل جديدة. ويتطلب نجاح الحل إرادة سياسية لتطبيق المشروع، وحملات توعية على الفرز من المصدر، ورقابة مشددة على أماكن مستوعبات الفرز تؤمنها السلطة المحلية. وتحديد موقع جديد لمطمر صحي وبيئي مخصص للعوادم، التي لا تتخطى 5% من مجمل النفايات. واعتماد أفضل التقنيات النظيفة لمعالجة النفايات الخاصة والخطرة.

فهل سيجد هذا الحل طريقه نحو التنفيذ؟

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024