رشقات متبادلة قبل الصمت: عون وبرّي ونصرالله والسنيورة

المدن - لبنان

الجمعة 2022/05/13
تتوالى المواقف السياسية الداعية إلى كثافة المشاركة في العملية الانتخابية قبل الدخول في الصمت الإنتخابي.

عون والرشوة الانتخابية
يسجّل رئيس الجمهورية  ميشال عون اعتراضاته على الأموال الانتخابية التي يتم صرفها. وهو أبلغ أعضاء وفد بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات، برئاسة النائب براندو بينيفيه Brando Benifei، الذين استقبلهم قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور سفير الاتحاد الاوروبي رالف طراف، أن "ثمة مرشحين إلى الانتخابات النيابية يستغلون الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها اللبنانيون حالياً، ويدفعون المال لمصادرة خيارهم الذي يفترض أن يكون محرراً من أي قيد".

وأشار إلى أن "بعض المال الذي يدفع في هذا الاستحقاق الانتخابي يأتي من خارج لبنان، وهو ما دفعني بالأمس إلى طلب التشدد في ملاحقة الأجهزة الامنية والقضائية للراشين والمرتشين، لمنع استمرار هذه الممارسات، التي سوف تؤثر سلباً على الممارسة الديموقراطية في الانتخابات، وربما على نتائجها". وأكد عون رهانه على "وعي الناخبين ورفضهم أن يكونوا سلعا تباع وتشترى، لا سيما في زمن الانتخابات"، وأبلغ أعضاء البعثة الأوروبية أن "كل المعطيات المتصلة بأعمال الرشوة وغيرها ستوضع بتصرف البعثة، لتكون لديها صورة كاملة عن هذه المخالفات التي تعاقب عليها القوانين".

برّي: الاستحقاق الأخطر
من جانبه اعتبر الرئيس نبيه برّي أن "استحقاق الانتخابات النيابية في الخامس عشر من أيار هو الأخطر في تاريخ لبنان المعاصر، وهو أيضاً الأهم منذ اتفاق الطائف"، داعياً "الناخبين اللبنانيين وخصوصاً أبناء الجنوب، إلى تحويل هذا الإستحقاق إلى يوم للاستفتاء على الثوابت الوطنية وخصوصاً ثوابت الوحدة والعيش المشترك". وذكر برّي في كلمة أمام الوفود التي التقاها، بـ"السياسة العدوانية الاسرائيلية المتواصلة اليوم في فلسطين وبالمجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق لبنان لا سيما في عام 1985 في حومين التحتا، وعامي 1995 و1996 في النبطية الفوقا بحق عائلتي آل بدير وآل العابد، وفي قانا والمنصوري وسحمر"، مشدداً على "وجوب تحويل يوم الخامس عشر من أيار إلى يوم للاستفتاء على الوحدة وعلى حفظ خيارات لبنان بالمقاومة وصون العيش المشترك وتضحيات الشهداء التي أثمرت تحرير الأرض والإنسان".

نصرالله يهاجم الخصوم
أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وخلال مهرجان انتخابي في البقاع ركز على مهاجمة كل خصومه وخصوصاً فؤاد السنيورة والقوات اللبنانية، واتهم السنيورة بأنه يتحمل مسؤولية اختفاء 11 ملياراً، ويريد تحرير لبنان من حزب الله ومن نفوذ إيران. وعمل نصرالله على تحفيز المسيحيين على ضرورة البقاء على تحالف معه معتبراً أنه هو الذي حمى لهم قراهم. فتوجه إليهم بالقول: "أسألكم وارجعوا إلى ضمائركم، قيادات بعض الأحزاب المسيحية التي راهنت على الجماعات المسلحة ومنعت الجيش أن يقاتل هل فكرت بكم؟ بدمائكم؟ ببيوتكم بأموالكم بأعراضكم بأمنكم بكرامتكم؟ أنا أقول لكم لم يفكروا". وهو بذلك أراد تحريض المسيحيين ضد القوات اللبنانية، وكل خصومه، في محاولة منه لاستمالة المسيحيين وتعزيز وضع التيار الوطني الحرّ.

وقال: "يريدون من أهل البقاع التخلي عن المقاومة وسلاحها عبر القصف السياسي والمالي والإعلامي، ولو قدر لمشروع الجماعات الإرهابية أن ينتصر في سوريا لشكلت خطراً على البقاع وكل لبنان. وكلنا نتذكر من منع الجيش اللبناني من مواجهة الجماعات الإرهابية مع جهوزية الجيش وقدرته على المواجهة". وسأل: "لو لم يكن هذا السلاح موجوداً الذي تطالبون بنزعه في بعلبك الهرمل، أين كانت زحلة والبقاع الغربي وراشيا والبقاع وكل لبنان؟".

وكشف أن "وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية بدأ اتصالات مع سفراء ودول مختلفة وشركات خاصة، وسيتابع بكل جدية مشروع النفق الذي يصل بيروت بالبقاع". ورأى أن "البعض يوجه الاتهامات بان المشكل الأساس في البلد هو بسبب سلاح المقاومة. ولكن أسأل هل سلاح المقاومة منعكم من تنفيذ خطة الكهرباء أو من إقامة السدود أو من فتح الأبواب للشركات الأجنبية للاستثمار في لبنان، أم هل سلاح المقاومة قرر السياسات المالية المفجعة في لبنان".

السنيورة والقانون المسموم
الرئيس فؤاد السنيورة دعا اللبنانيين إلى ضرورة المشاركة بكثافة في عملية التصويت وقال: "نحن نخوض الانتخابات في ظل قانونٍ مسموم، ولكننا نطلبُ من الناخبين أن يُحوِّلوا هذا السمّ إلى ترياق عبر مشاركتهم الكثيفة في الاقتراع والتصويت للوائح السيادية الجديرة بالثقة. إنّ المشهد السياسي اللبناني قد أصابه العطبُ والشللْ، بسبب تسلّط دويلة حزب الله والأحزاب الطائفية والمذهبية الموالية له على الدولة اللبنانية، في سلطاتها وإداراتها ومؤسساتها وأجهزتها كافة. ولذا، فقد كان علينا المواجهة وسنواجه هذا السقوط من موقع وطني لبناني، وذلك من خلال ممارسة سياسية سيادية من أجل أن لا يسقط لبنان واللبنانيون. يتهموننا بأننا ضربنا بالميثاقية عُرضَ الحائط لاستمراري بترؤس ما سموه زوراً "حكومة بتراء"، وهم الذين استقالوا لتعطيل تأليف المحكمة الدولية التي أعلنوا موافقتهم عليها في البدء ثم تنكروا لها، وحاصروا السراي الحكومي، وعطّلوا المجلس النيابي لعام ونصف العام. وصفونا بحكومة المقاومة السياسية، ثم فبركوا لنا تهم العمالة زوراً وبهتاناً، فيما هم يعلنون بالفم الملآن تبعيتهم وتبعية قراراتهم لإيران التي تُفاخر بالهيمنة على أربع عواصم عربية بقوة ميليشياتها المحلية. وهم يتحملون الكثير من مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي. يحطمون مبدأ حرية الاقتصاد، ويجردون لبنان من الثقة العربية والدولية، ثم يطلبون منا أن نتشبه بالاقتصادات الفاشلة التي لا تنتج إلاّ قهراً وجوعاً، وطوابير ذل طويلة لمواطني تلك الدول. يُحوِّلون لبنان من دولة مؤسسات ودستور وقوانين لها مصالح حيوية مع الأشقاء والأصدقاء إلى معسكرات تدريب ومنَصَّة خطابية مستدامة للشتم والتهجّم، ومركزاً لتهريب المخدرات إلى الدول الشقيقة لتخريب مجتمعاتها. يعبثون بالمواعيد والاستحقاقات الدستورية، ويسترهنون الدولة بإداراتها ومؤسساتها، ويعملون على تعطيلها حتى يُتاح لهم انتخابُ من اختاروه رئيساً للجمهورية ليسلّمهم القيادةَ والتحكّمَ بقرار الدولة الحر".

 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024