الحريري: غضب السنّة حقيقي وبديل "التسوية" هو المجهول

المدن - لبنان

الثلاثاء 2019/06/11
بعد مسلسل السجالات السياسية على أكثر من مستوى، وما سببته من مناخات سلبية، عقد رئيس الحكومة سعد الحريري مؤتمراً صحافياً في السراي الحكومي، للتعليق على كل ما حصل في المرحلة السابقة. وقال الحريري أنه "لا يحب المزايدات"، ولو أراد ذلك لكان أصبح في مكان آخر، إنما هو متمسك بالعيش المشترك، والعمل على راحة الناس، و"لكن لن أسمح بالمزايدة عليّ".

وقال الحريري:"كنت أغلي بسبب المناكفات خلال جلسات الموازنة، ولكنني آثرت الصمت من أجل تمريرها". منتقداً أداء الأفرقاء بما يخص الموازنة. وأبدى استغرابه: "كأن النواب في واد والوزراء المحسوبين عليهم في كوكب آخر"، اعتراضاً منه على إضاعة الوقت في مناقشات المجلس النيابي.. و"هذه المناكفات وإطالة الوقت تعني أن البعض لا يريد نتائج مؤتمر سيدر والمساعدات الدولية".. و"قلت في نفسي: بعد الموازنة سيتم ترييح الوضع، ولكنهم أدخلونا في سجالات".

الغضب في الشارع السني موجود، بسبب ممارسات سياسية من شركاء أساسيين، وهذا يتعلق بعلاقات لبنان مع الدول العربية، وهذه العلاقات غير خاضعة لمزاج القيادات والأحزاب، واعتبر الحريري أنه شارك بقمم مكة باسم لبنان، وهو مثّل لبنان، وكلمته وموقفه يلتزم بالبيان الوزاري والنأي بالنفس، ومن لا يرى ذلك عليه أن يعود للبيان الوزاري. رداً من الحريري  على حسن نصر الله من دون أن يسميه.

في موضوع التسوية السياسية والسجال الذي وقع مع التيار الوطني الحرّ، قال الحريري إنه كان منزعجاً جداً من الكلام الذي نقل عن لسان الوزير جبران باسيل في البقاع، لافتاً إلى أن أفضل ما قام به باسيل هو نفيه للكلام، متمنياً لو أنه قد نفى الكلام فور صدور البيان وقبل التداول به بالشكل الذي حصل إعلامياً. وفيما بعد جاء حكم المحكمة العسكرية بقضية زياد عيتاني وتفجير طرابلس، والتي ترافقت معهما مواقف سياسية تستهدف طرفاً أساسياً في البلد. وانتقد الحريري أداء أحد القضاة، الذي وصفه بأنه "فاتح على حسابه"، ويقوم برفع دعوى على قيادة قوى الأمن الداخلي، قائلاً: "لن أقبل أو أسمح بالتطاول على المؤسسات الأمنية والعسكرية". وهذه المؤسسات هي للدولة اللبنانية، ولا يمكن أن تكون خاضعة لمنطق المحاصصة. وانتقد الحريري تدخّل التيار الوطني الحرّ في عمل المحكمة العسكرية ما أدى إلى حدوث أمر غير طبيعي في الحكم على سوزان الحاج وإيلي غبش.

وبعد التفجير الإرهابي في طرابلس، كان هناك "كلام بلا طعمة" وفق قول الحريري، حول البيئة الحاضنة وغيرها، وتوجيه اتهامات إلى شعبة المعلومات، وأرادوا إعادة التحقيق حول إخلاء سبيل الإرهابي عبد الرحمن مبسوط، بينما المحكمة العسكرية هي التي أصدرت حكمها وقضى الإرهابي محكوميته.

واعتبر الحريري أن هناك أشخاصاً يريدون تخريب التسوية، ولكن البديل عنها هو الذهاب إلى المجهول، وأي خلاف مع رئيس الجمهورية، سيدفع ثمنه لبنان وأمنه واستقراره. ومن يريدون ضرب التسوية يريدون القول إنهم كانوا على حق وأن الحريري قد دخل في مغامرة، ولكن الأهم هو أن البلد لا يزال واقفاً على قدميه، وتم إبعاد شبح الفتنة عنه. واعتبر أنه ضحّى من أجل حماية طائفة تتعرض لمؤامرة كبرى في المنطقة.

وركز الحريري على الشراكة وفق وثيقة الوفاق الوطني واتفاق الطائف، معتبراً أن أهم بند بالتسوية السياسية كان الالتزام باتفاق الطائف، وأهل السنّة لا يمكن أن يستقووا على أي طرف، وقوتهم تكمن في الشراكة، ولو حاول البعض بممارساتهم إظهار السنّة ضعفاء. وتوجه الحريري إلى اللبنانيين والسنة: "صلاحيات رئاسة الحكومة بخير، وكل الكلام بخلاف ذك هو كذبة كبرى يتعرض لها الحريري". وتوجه إلى من يسوق هذه الكذبة بالقول: "لا تكونوا سبباً للإحباط واخرجوا من هذه الكذبة، ونحن مع دار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقين سنكون في خطّ الدفاع الأول عن السنّة وعن لبنان، ولمنع الحريق السوري والفتنة من الدخول إلى مختلف المناطق اللبنانية".

وأعلن الحريري انه سيزور رئيس الجمهورية بروحية الحفاظ على التسوية والعيش المشترك، والرئيس ميشال عون يمثل ضمانة للجميع، خصوصاً أن لا أحد سيكون قادراً على فرض نفسه ملكاً متوجاً على عرش الجمهورية. واعتبر الحريري أن العلاقة مع عون علاقة مميزة، وكذلك مع باسيل، ولكن هناك من يريد أخذ الأمور إلى مكان آخر، وحتى لو كان هناك بعض الحساسية في العلاقة ولكن الأمور تحلّ ولا أحد سيلغي أحد.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024