تشكيل الحكومة: العقدة عند رئيس الجمهورية

المدن - لبنان

الخميس 2018/08/09

بين القاء بعض الأطراف اللوم على الخارج في تأخير تشكيل الحكومة ونفي الطرف الآخر الأمر، وفي ظل استئناف السجال على الحصص والرفض المتبادل لتهم التعطيل، بدأت الخلافات السياسية بين قصر بعبدا وبيت الوسط تأخذ مكانها في السجال السياسي. فبعد أزمة الصلاحيات غير المعلنة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، دخلت تهم عرقلة التأليف على خط الرئاستين الأولى والثالثة.

ففي السابق اقتصر أمر تظهير التناقضات بين الرئاستين الأولى والثالثة على "مصادر" الطرفين والمقربين، لكن مع استفحال أزمة التأليف في ظل الشروط المتقابلة التي يصعب التوفيق بينها، بدأت التصريحات العلنية تأخذ مكانها. فبعد تهديدات الوزير جبران باسيل باللجوء إلى الشارع لفك أسر لبنان من "الاعتقال السياسي"، أكدت عضو كتلة المستقبل النائب ​رولا الطبش​، في حديث صحافي أن الحريري "يعتبر أن الكرة في ملعب رئيس الجمهورية، الذي لا يأخذ موقفاً حيادياً في شأن تشكيل الحكومة"، لافتةً إلى "أن العقد لا تزال على حالها والحريري لا يزال متمسكاً بطروحاته وبموقفه لجهة مطالب كل من حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي​".

في الأثناء، اتهم النائب القواتي عماد واكيم في حديث إذاعي باسيل وتكتله بـ"عرقلة تشكيل الحكومة نتيجة الشروط التي يضعها وأخذه دور رئيسي الجمهورية والحكومة معاً". وشدد واكيم على أن "القوات التي تنازلت عن مقعد نائب رئيس الحكومة لن تتنازل عن حقها في الحصول على حقيبة سيادية، لاسيما بعد النتيجة التي حققتها في الانتخابات النيابية".

في الجهة المقابلة لمّح النائب في كتلة لبنان القوي أسعد درغام إلى لجوء التيار الوطني الحر إلى خيارات بديلة من الحريري. فقد اعتبر في حديث إذاعي أن "خيار تكتل لبنان القوي الأول لرئاسة الحكومة يبقى إلى اليوم الرئيس سعد الحريري، ولكن لا يمكن الانتظار إلى ما لا نهاية"، داعياً الحريري إلى "المبادرة إلى طرح صيغة أولية على الأقل لتبيان إذا ما كانت العوامل التي تعرقل التشكيل هي محض لبنانية أو أن هناك عوائق خارجية".

وطالب النائب ​في التكتل نفسه جورج عطالله الحريري بوضع "معيار موحد للتشكيل يطبق على جميع الاطراف". ولفت إلى أن رئيس الجمهورية "مستاء من التأخير في ​تشكيل الحكومة.. وعلى الحريري مخاطبة اللبنانيين لأنّه لم يقدّم أي مسودة أوليّة".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024