الحريري- طرابلس: لوم وخيانة وماء عكر

جنى الدهيبي

الإثنين 2018/03/12

أخذ إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري أسماء مرشحي تيّار المستقبل، الأحد في 11 آذار 2018، حيزاً واسعاً من السجال في عاصمة الشمال. وفيما أبدى المستقبليون دعمهم مرشحي اللائحة الزرقاء في دائرة الشمال الثانية، إلى جانب تجديدهم الولاء والالتزام بما يقرره ويطلبه الحريري، عبّر خصوم المستقبل عن انتقادات طاولت الأسماء ومضمون البرنامج الانتخابي وشعار "الخرزة الزرقاء".

11 مرشحاً مستقبلياً في لائحةٍ مكتملة لدائرة طرابلس- المنية- الضنية، وهم: محمد كبارة، سمير الجسر، ديما الجمالي، نعمة محفوض، ليلى شحود، شادي نشابة، وليد صوالحي، جورج بكاسيني، قاسم عبدالعزيز، سامي فتفت وعثمان علم الدين.

على مستوى الأسماء، ثمّة من وجه اللوم إلى الحريري لترشيحه 3 شخصيات على مقاعد نيابية في طرابلس هم من خارج المدينة ولا يستطيعون انتخاب أنفسهم: بكاسيني من البترون عن المقعد الماروني، محفوض المرشح من عكار عن المقعد الأرثوذكسي، وجمالي من طرابلس لكنّ سجل نفوسها في بيروت. وقد تمحور النقاش على تهميش اللائحة الزرقاء المسيحيين في طرابلس، لعدم ترشيح شخصيات من المدينة.

وفي هذه الدائرة، أبقى المستقبل على 3 من نوابه السابقين من أصل 7 نواب كانوا في كتلته. وذلك بعدما غيّب الموت النائب بدر ونوس، وقدم النائب روبير فاضل استقالته، وأخيراً استبعد النائب كاظم الخير. واستبدل النائب أحمد فتفت بنجله سامي. وفي المحصلة، فإنّ الحريري الذي جدد ترشيح كبارة والجسر وعبدالعزيز، تبدو معركته الفعلية على ضمان التجديد لهؤلاء النواب، لما يشكلونه من ضمانة ورافعة شعبيّة مستقبليّة، وتحديداً كبارة، الذي سحب نجله ترشيحه، منذ السبت في 10 آذار.

وفي السياق، استمرت ردود الأفعال بشأن استبعاد المستقبل الخير، إذ لم يعد ضماناً للمقعد السني الوحيد في المنية. وقد انتقل السجال الحاد إلى النائب السابق مصباح الأحدب وبكاسيني. فالأحدب الذي اعتبر أنّ "خيانة" الحريري الخير غير مفاجئة، لأنّه "سبق أن خاننا وخان كل من وقف إلى جانبه وسانده، وخان ثقة الشعب وباع البلد في سوق التسويات والصفقات الرخيصة"، وأنّ الانتخابات قريبة وسيحاسبه الناس على خيانته، جاءه الردّ من بكاسيني الذي علق قائلاً: "إلى من يبيع ويشتري في سوق الخيانة.. بضاعتكم مردودة عليكم وليس أفضل من مصباح الأحدب بأن يحاضر في الرخص والخيانة وهو خير من يمثلها. نعم الانتخابات قريبة والشعب سيحاسب كل من خان سعد الحريري".

سجال الأحدب- بكاسيني، تابعه خصوم الحريري في طرابلس بالتعليق على مضمون برنامجه الانتخابي، لاسيما في ما يخصّ إقرار قانون العفو العام الذي يشمل الموقوفين الإسلاميين، والحديث عن وعود إنمائية تتعلق بمطار القليعات وحلّ أزمة النفايات. إذ رأى كثيرون أنّ برنامج المستقبل بدا كأنه لتيارٍ يدخل السلطة للمرة الأولى بوصفه معارضاً، وليس بوصفه جزءاً أساسيّاً من منظومتها. كذلك، لم يستسغ الخصوم أن يربط الحريري بين استمرار مشروع الدولة وانتخاب لوائحه، مقابل اعتباره أنّه في "حال صوّتم للوائح أخرى تكونون قد اخترتم وقف المشروع، والقرار قراركم". ووجدوا في ذلك استخفافاً كبيراً بمنافسيه وجمهورهم.

مقابل هذه الردود، واصل أنصار المستقبل الردّ بالدعم المطلق لرئيس تيارهم، ووضعوا التعليقات السلبية في خانة الاصطياد في الماء العكر، لاسيما أن السجال تحوّل من نكت إلى جدلٍ جدي، وتحديداً في ما يخص شعار "الخرزة الزرقاء". فهذه الخزرة الزرقاء، التي وجد فيها المستقبليون رداً لحسد الخصوم وتأكيداً لحرصهم على لبنان وشعبه، وجد فيها آخرون مبالغةً غير مقبولة، نقلت النقاش من حيّزٍ سياسيٍ إلى آخرٍ ديني لاعتبار: "بيحمينا الله.. مش خرزة زرقاء".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024