باسيل في الجنوب يتحدث عن "المبعدين" وإزالة مخيم اللاجئين

المدن - لبنان

الأحد 2019/07/14

بدت جولة باسيل "الجنوبية" بالغة الضيق، تكاد تشبه "ويك أند" مع أصحاب، أو وكأنها مجرد زيارة عائلية تضم بعض الأصحاب. لم يكن حضوره هناك على قدر رئيس "أكبر كتلة نيابية ووزارية". إذ تُرك وحده، من غير مستقبلين إلا بعض سكان أربع قرى زارها. بدا وحيداً من دون استقبالات لا من حزب الله ولا من حركة أمل ولا حتى من أحزاب "صديقة" أو وجهاء محليين على الأقل. يمكن القول أن باسيل تحاشى الجنوب، وظهر كأنه وصل متسللاً إلى هنا وهناك.

ومع ذلك، ما أن تكلم حتى أثار حفيظة "الحليف" البعثي، عضو كتلة "التنمية والتحرير"، النائب قاسم هاشم، الذي كتب تغريدة عبر حسابه على "تويتر" قال فيها: "ولأننا مازلنا في رحاب أيام العدوان والانتصار، وكي لا ينسى البعض ونذكر لعل الذكرى تنفع. في 25 أيار عام 2000 فوت أبناء الجنوب الفرصة على العدو الاسرائيلي، وقامت الدولة بدورها تجاه العملاء ولم يتم الاقتصاص من أحد حتى من أهل الشهداء ومن تم التنكيل بهم، لذلك ليس هناك من مبعدين بل فارون إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وبحماية العدو والتحاقا بسياسته، هذه هي الحقيقة ورغم كل التسهيلات والتخفيف من العقوبات بعض الفارين اتخذوا قرارهم بالبقاء حيث هم وبعض المصطلحات ضروري الانتباه لها".

ومن الواضح، أن ما قاله هاشم يعبّر بطبيعة الحال ليس عن موقفه الشخصي بل عن محور سياسي كبير، من المفترض أن باسيل حليفه.

على أي حال، بدأ صباح الأحد رئيس "التيار الوطني الحر"، وزير الخارجية والمغتربين، جبران باسيل، جولته الجنوبية من بلدة جديدة مرجعيون، حين وصل إلى البلدة على رأس وفد كبير وبمواكبة أمنية مشددة. وكان في استقباله مناصرو التيار ومحازبوه، وعقد لقاء مغلقاً مع مسؤولي التيار. ثم انتقل الجميع للمشاركة في القداس الإلهي في كنيسة مار جرجس في القليعة، بحضور ممثل الوزير طلال ارسلان وسام شروف، النائبين سليم عون وسليم خوري، الوزير السابق طارق الخطيب، قائمقام حاصبيا أحمد كريدي ورئيس بلدية القليعة حنا الخوري. وبعد القداس توجه الوزير باسيل والحضور إلى قاعة مار يوسف في البلدة، حيث عقد لقاء مع الأهالي والمحازبين والمناصرين من أقضية حاصبيا ومرجعيون وجزين.

بلدة الـ200 شهيد
باسم أهالي القليعة، ألقى يوسف دعيبس كلمة، مرحباً بالوزير في "قلعة الأبطال، قرية الـ200 شهيد، وبلدة القديس جاورجيوس البطل الشجاع شفيعها القائد". ثم عدد المشاكل التي "يعاني منها أهالي المنطقة بشكل عام، وبلدة القليعة بشكل خاص، كإقرار قانون العفو عام 2005 والذي لم يشمل أهلنا المشردين". قائلاً: "نحن فرحون بعودة الدولة إلى القليعة وعودة القليعة إلى الوطن. ولكن لا يكتمل الوطن إلا بعودة أبنائه. وفرحة القليعة لا تكتمل إلا بعودة أهلها إلى منازلهم. ‏نتأسف بقولنا هذا ولكن الدولة بعيدة عنا. ‏فمجلس الجنوب يتوقف عند مداخل بلدتنا وكأنها بلد غريب، والهيئة العليا للإغاثة لم تسمع أننا ‏نتعرض للأضرار من العوامل الطبيعية أسوة بغيرنا"(...)

مطالبة بإزالة مخيم للاجئين
واختتم شاكراً التيار لاهتمامه بموضوع تلوث مياه الشفة "الذي يسببه مخيم مرج الخوخ لـ13 بلدة في قضاء مرجعيون، وتقديم الشكوى إلى وزارة البيئة، وبانتظار أخذ الإجراءات الضرورية والأساسية لإزالة هذا المخيم، الذي بات عدد اللاجئين فيه يفوق استيعابه".

ثم كانت كلمة لمنسق التيار الوطني الحر في مرجعيون وحاصبيا إيلي مسعود، شكر فيها الوزير على "اهتمامه بحقوق المسيحيين وبشؤون المنطقة" مطالباً بإزالة مخيم مرج الخوخ للنازحين السوريين في خراج إبل السقي قضاء مرجعيون".

باسيل و"مسيرة العودة"
بعدها ألقى الوزير باسيل كلمة تطرق فيها إلى عودة اللبنانيين الموجودين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ضمن قانون، مشيراً إلى "حقهم بالعودة إلى وطنهم، وأن وزير العدل ألبرت سرحان سيتقدم بمشروع مرسوم لوضع آلية تطبيق للقانون، الذي يساعد على عودة المبعدين وعلى بدء مسيرة العودة"، مؤكداً "إننا ملتزمون بهذه القضية كالتزامنا بالسيادة، وسنعمل على هذا القانون كما عملنا للمبعدين في السويد، حتى يبقوا هناك. لأن السويد دولة أوروبية وعملنا بحسب واجبنا ولم نقبل أن يعودوا إلى لبنان"، آملا أن "نستطيع ردهم في ظروف أفضل ولا يخسروا كل ما بنوه، في حين أنه يجب العمل على إعادة المبعدين إلى وطنهم".
وبعد ذلك، أكد باسيل انتصار لبنان على اسرائيل قائلا: "لقد انتصرنا سياسياً وعسكرياً، ولكن لم ننتصر اقتصادياً. وواجب علينا أن نؤمن المقاومة الاقتصادية"! كما أعلن تأييده المطالبة بازالة مخيم مرج الخوخ للنازحين السوريين بسبب الضرر البيئي وما يسببه من ضغط اجتماعي في المنطقة.

في الدولة المدنية
واختتم بالتطرق إلى موضوع الدولة المدنية، لافتاً إلى أننا "نتحدث عن هذا الموضوع بقناعة وعبره يستطيع المواطنون أن يأخذوا حقوقهم"، مشددا على "أنه المشروع الذي يساعدنا على الوصول إلى لبنان الذي نحلم به، وإلى ذلك الحين يجب أن نعيش المساواة بين المسلمين والمسيحيين تحت سقف الدستور".
وفي نهاية اللقاء قدم له المحازبون درعا تقديرية وشتلة زيتون. بعدها غادر الوزير باسيل منطقة مرجعيون متوجها إلى منطقة بنت جبيل. فوصل إلى حرش الصنوبر في بلدة عين ابل، على رأس وفد، وبمواكبة أمنية مشددة. وكان في استقباله رئيس أساقفة صور للموارنة المطران شكر الله نبيل الحاج، رئيس البلدية عماد اللوس، حشد من مناصري التيار ومحازبيه وفاعليات بلدية، اختيارية واجتماعية.

زيارة أميركا
ثم ألقى باسيل كلمة حيا فيها "اللقاء المميز". وقال: "سيبقى التيار الوطني الحر يبني للعمل مع المجتمع لتنميته وازدهاره، ونحن نريد العمل وهناك من سيعرقل، ولكن يجب أن نستمر، رغم ما نسمع يومياً من الخبريات الكاذبة. وتوقعوا خبريات جديدة، لأنني بعد يومين سأذهب إلى أميركا وستسمعون عن هذه الزيارة الكثير من التأليف و"التخبيص" والشائعات. أما زيارتي إلى أميركا فهي بدعوة من وزير الخارجية لمؤتمر حول الأديان، ومن المناسب أن لا يغيب عنه لبنان لرمزيته وأهمية الحدث، ومن دون أي ارتباط ثان. وهذه المؤتمرات تجمع عدداً كبيراً من الدول. ونعرف الغاية منها وما تحققه، وأينما كنا في لبنان أو خارجه نتحدث عن فكر لبنان الواحد الموحد".

رئاسة الجمهورية
وتوجه إلى المناصرين في التيار بـ"عدم الحديث عن رئاسة الجمهورية"، قائلاً "ممنوع على التيار الوطني الحر أن يفكر حتى برئاسة الجمهورية. وهذا الموضوع هو خارج البحث، ومن أحبني وأحب التيار عليه أن لا يتحدث بهذا الموضوع".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024