وليد حسين
ووفق معلومات "المدن"، دفعت كفاءة سركيس وخبرتها الواسعة، رئيس حزب القوات اللبنانية إلى تعيينها أمينة عامة. فأثبتت جدارتها في إدارة الانتخابات النيابية للقوات، التي حققت نتائج باهرة في انتخابات العام 2018. وقد خصص لها جعجع مكتباً خاصاً إلى جانب مكتبه، واعتمد عليها في رسم السياسات التي اتبعتها القوات. وكانت تتابع ملفات نواب ووزراء القوات في أدق التفاصيل.
هذا التأثير الكبير لسركيس في صنع سياسات "القوات" الداخلية، وتأثيرها الكبير في خيارات جعجع، الذي كان يستشيرها في كل شاردة وواردة، لم يروقا للنائبة ستريدا جعجع، على ما أكدت مصادر خاصة بـ"المدن".
لذا، وبذريعة ضرورة انغماس سركيس في المهمات العملية والعمل مع القواعد الحزبية، عملت ستريدا جعجع على نقل مكتب سركيس من معراب إلى ضبية منذ نحو عام.
تحججت ستريدا جعجع بأن أمين عام القوات يجب أن ينزل على الأرض، ويتقرب من القواعد الحزبية، فلا يكتفي بالعمل النخبوي في المكتب. لذا، طلبت جعجع من سركيس التقرب من القواعد، لمعرفة شؤونهم اليومية. وهذا يفرض عليها الانتقال إلى مركز ضبية.
لكن سركيس قرأت الرسالة منذ البداية: تريد ستريدا جعجع إبعادها عن مركز القرار في القوات في مقر معراب، وقسر وظيفتها على مديرة لمكتب المهام اليومية، والانشغال بتأمين شؤون لوجستية لا أكثر، والاتكال عليها في موسم الانتخابات وحسب، نظراً لخبرتها الانتخابية التي لا تستطيع القوات الاستغناء عنها. أي عملياً خططت ستريدا جعجع لإبعادها عن التدخل في السياسات الاستراتيجية، والتوجهات العامة للقوات، ومنعها من التأثير على قرارات رئيس الحزب.
خبيرة انتخابية فقط
حاولت سركيس التأقلم مع الأوضاع الجديدة، وعملت في مكتب ضبية لأكثر من سنة. لكن تحول منصبها من أمينة عامة إلى مجرد مديرة مكتب، دفعها إلى تقديم استقالتها، للعمل على تأسيس شركة استشارية. ففي كل الأحوال ستستعين القوات بها لاحقاً في مواسم الانتخابات.
رد القوات
مصادر رفيعة في القوات نفت نفياً قاطعاً لـ"المدن" هذا الأمر، مشيرة إلى أن سركيس كانت تعمل على ملف الانتخابات، واليوم ما من انتخابات. وكانت تعمل على بعض ملفات وزراء القوات، واليوم لم يعد للقوات أي وزير في الحكومة. وبالتالي ارتأت سركيس أن تؤسس شركة استشارية خاصة بها، فقدمت استقالتها من الأمانة العامة. فانشغالها في مؤسستها يستهلك كل وقتها، ولن يكون لها متسع من الوقت للتوفيق بين عملها الخاص والأمانة العامة.
وأضافت المصادر أن البعض يريد تحويل المسألة إلى خلافات بين سركيس وستريدا جعجع لضرب صورة الأخيرة، وهي ليس لها علاقة بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد. بل هناك حملة على السيدة جعجع منذ زمن بعيد، نظراً لنجاحها في قضاء بشري، ولأن المغرضين لا يملكون أي ملف عليها، فيلجأون إلى تناولها بالخاص وتشويه الصورة.