منير الربيع
هو يعلم أن لبنان واقع على فالق تحولات إقليمية ودولية، ولا مجال لحلّ أزمته إلا بتدخل دولي. لذا حاول قطع الطريق على أي طرح قد يفقد حزبه القوة والسيطرة والإمساك بكامل الخيوط.
وردّ نصر الله على طرح التدويل، سيقابل بردّ مضاد. فهناك قوى سياسية متعددة تصرّ على إثارة هذا التدويل والعمل عليه: سواء بطلبها مواعيد من البطريرك الماروني بشارة الراعي للتضامن معه، أو لدفعه قدماً نحو بلورة هذا الطرح. وهذا لتقديم صورة أو وضعية سياسية يستعيد فيها الراعي دوراً لبنانياً ودولياً بارزاً، من بوابة التدويل.
لكن هناك قوى سياسية أخرى تسعى لدعم هذا الطرح، إلى جانب إظهارها موقفاً سياسياً متوازناً مع حزب الله. وهذه المرة من يسعى إلى هذا التوازن ليس طرفاً سياسياً متماسكاً، سواء كان مسيحياً أم سنياً. فحزب الله نجح بتطويق الطرفين معاً.
لذا سترتسم صورة الوضع بين قطبين: البطريركية المارونية في وجه حزب الله. أو الدفاع عن لبنان وكيانه، في مواجهة مشروع قابل لأن يقضي عليه.
وستعمل القوى السياسية المؤيدة لطرح بكركي على تكثيف تحركاتها، والذهاب أكثر في توسيع عملها وأطره، والتنسيق مع بكركي وسفارات وجهات دولية. والعمل هذا يحتاج إلى مسار طويل، على وقع التحولات التي تعيشها المنطقة.
ميزان السُّنّة والمسيحيين
أما في موقفه من تشكيل الحكومة، فقد وازن نصرالله بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف. وكان حريصاً على الموازنة في موقفه بين السنّة والمسيحيين. أظهر نفسه مرجعاً لحلّ المشاكل بينهما، من خلال طروحاته لتشكيل الحكومة، عندما يحين ظرف تشكيلها. وذلك بإرضائه الحريري وتفهم مطالبته بعدم منح الثلث المعطل لأي حزب وحيداً، إنما لفريق أو حلف كامل يمتلك هذا الثلث. وقد تفهم نصرالله أيضاً مطالبة الحريري بوزارة الداخلية.
هذا التفهم تظهر افتراقاً حقيقياً بين نصر الله والتيار العوني. وكان حزب الله قد عرض سابقاً على باسيل التنازل عن الثلث المعطل، لأنه يمتلكه مع حزب الله مجتمعين. لكن جواب باسيل وضع العلاقة بين الطرفين بأنهما ليسا فريقاً واحداً. لذا كان لنصر الله هذا الموقف: إرضاء الحريري وإرضاء عون من خلال الدعوة إلى توسيع الحكومة. وهكذا لا ينكسر أي من الرئيسين.
الحريري عربياً ودولياً
وتزامناً مع انسداد الأفق المحلّي للحلول في المدى المنظور، يستكمل الرئيس المكلف سعد الحريري زياراته إلى الخارج. وقد زار العاصمة القطرية الدوحة والتقى وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، للبحث في العلاقات الثنائية وتعزيزها. ويسعى الحريري إلى كسب الدعم والتأييد عربياً ودولياً، وشرح وجهة نظره حول تشكيل الحكومة وحل الأزمة اللبنانية والحصول على مساعدات.
وينوي الحريري إجراء المزيد من الزيارات إلى الخارج. إذ يعمل على تحضير زيارات إلى كل من الكويت وسلطنة عمان والعراق. وهو يبحث في إمكان زيارة موسكو في المرحلة المقبلة.