إسرائيل: حزب الله يملك صواريخ سكود بي وسي

سامي خليفة

الجمعة 2018/08/10

تختلف نظرة إسرائيل إلى الوضع في سوريا عن رؤية روسيا والولايات المتحدة. إذ ترى، وفق ما يكشفة موقع "ستراتفور" الاستخباراتي الأميركي، أن حزب الله في موقع جيد لاستغلال نقاط الضعف الإسرائيلية من خلال ترسانته الصاروخية. بالتالي، فإن أي حريق جديد يشمل الجهات الفاعلة من المرجح أن يتسبب في أضرار بالغة، وليس من الناحية العسكرية فحسب.

في حالة الصراع المفتوح بين إسرائيل وإيران، يمكن أن تسعى الأخيرة إلى ضرب إسرائيل بطرق عدة. لكن التهديد الأكبر، وفق الموقع، يأتي من ترسانة الصواريخ الباليستية والمدفعية الإيرانية وحليفها اللبناني، حزب الله. ومن خلال ترسيخ نفسها في سوريا، يرى الموقع أن طهران تعزز ترسانة الحزب الكبيرة في لبنان، بينما تقوم بنشر مدفعية الصواريخ والقذائف الخاصة بها في سوريا.

أظهر حزب الله، وفق الموقع، خطورة تهديده لإسرائيل في الماضي، عندما ألحق أضراراً اقتصادية فادحة بإسرائيل من خلال الهجمات اليومية بالصواريخ خلال حرب تموز 2006. في ذلك الوقت، كانت ترسانة الحزب تتكون من نحو 10 آلاف صاروخ، غالبيتها الساحقة صواريخ مدفعية قصيرة المدى نسبياً. ورغم أن إسرائيل تمكنت من تدمير معظم مخابئ الحزب للصواريخ بعيدة المدى في أول هجماتها خلال الحرب، إلا أن حزب الله نجح في إطلاق ما متوسطه 120 صاروخاً يومياً على إسرائيل أثناء النزاع. وهذا ما كلف الاقتصاد الإسرائيلي 3.5 مليار دولار.

بعد 12 عاماً، يملك الحزب، وفق الموقع، ترسانة أكثر قوة تُقدر بأكثر من 130 ألف صاروخ وقذيفة. وقد قام الحزب بتحسين نوعية أسلحته بشكل كبير، وحشد العديد من المقذوفات الكبيرة التي تتميز بمدى أطول ودقة محسنة، بما في ذلك صواريخ فجر 5، وفاتح -110. ووفقاً لتقارير موثوقة حصل عليها الموقع، هناك احتمال أن يكون الحزب قد تلقى شحنات من صواريخ سكود بي وسي.

امتلاك الحزب هذه الصواريخ يعني التسبب بدمار هائل على الجبهة الإسرائيلية. إذ يبلغ مدى صاروخ سكود بي 300 كيلومتر مع رأس حربي يزن 1000 كيلوغرام، بينما يبلغ مدى صواريخ سكود سي ما بين 575 إلى 600 كيلومتر وتحمل رأساً حربياً يزن 600 إلى 700 كيلوغرام. ورغم عدم دقة هذه الصواريخ، إلا أن الرأس الحربي شديد الانفجار وقادر على إلحاق أضرار كبيرة جداً، والسبيل الوحيد لضمان النجاح هو إطلاقها بشكل جماعي.

قد يتباهى الجيش الإسرائيلي، وفق الموقع، بموارده الضخمة. لكن إسرائيل تشعر بالقلق من شن هجوم مباشر على الحزب في لبنان، ويرجع ذلك أساساً إلى الرادع الذي قدمته ترسانة صواريخ حزب الله. وتشير المعلومات التي وصلت إلى الموقع أن طهران تنوي تعزيز قوتها الصاروخية في المنطقة، سواء أكان في المواقع التي يسيطر عليها الحزب في لبنان، أو في سوريا.

وإدراكاً منها لمدى تأثرها بإيران وأسلحة الحزب، تبنت إسرائيل وفق الموقع استراتيجية للتخفيف من حدة التهديد. على الصعيد الدبلوماسي، ركّزت إسرائيل نهجها على الولايات المتحدة وروسيا، سعياً إلى إقناع الدولتين العظميين بالاستجابة لمصالحها في سوريا من خلال احتواء وتقييد نفوذ إيران وحضورها. ومع إدراكها لقيود هجومها الدبلوماسي، بدأت إسرائيل الاعتماد على ضربات لتخريب وتعطيل تعزيز القوات الإيرانية في سوريا، فضلاً عن عرقلة جهود طهران لتزويد حزب الله بالأسلحة في لبنان. على مدار العام الماضي، ازدادت الضربات الإسرائيلية حدة وتسببت الغارات في إلحاق أضرار بالغة بالأهداف الإيرانية وحزب الله، لكنها لم تمنع إيران من الحفاظ على وجودها في سوريا، بل وحتى تعزيزه. وما يثير مزيداً من القلق بالنسبة إلى الاستقرار الإقليمي، أن الضربات يمكن أن تثير في النهاية انتقاماً إيرانياً قد يؤدي إلى سيناريو حرب مدمر.

ويقول الموقع إن إسرائيل تبنت استراتيجية عسكرية تؤكد العمليات الهجومية في ظل أي صدام جدي مع الحزب أو إيران في الشمال. وتنطوي هذه الاستراتيجية على شن هجوم بري على لبنان وربما سوريا لتدمير منصات إطلاق الصواريخ. ما يقلل من الوقت الذي قد يستمر فيه الهجوم. ويخلص الموقع إلى القول إن حرب سوريا التي طال أمدها تنحسر على بعض الجبهات، لكن القتال قد يشتعل قريباً في أماكن أخرى من النزاع. وأن الحزب وإيران قد عملا بجد لبناء قدراتهما القتالية في محاولة لاستغلال بعض نقاط الضعف الإسرائيلية. ما دفع الأخيرة إلى صياغة استراتيجية دفاعية قوية ضد أعظم خصومها. وإجمالاً، يضمن الوضع الموصوف أعلاه أن الحرب المقبلة بين الجانبين قد تكون أكثر ضرراً بكثير من معركتهما في العام 2006.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024