صحيفة فرنسية: "لبنان.. السقوط إلى الجحيم"

المدن - لبنان

الخميس 2020/07/23
بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، نشرت صحيفة "الفيغارو" الفرنسية، اليوم الخميس 23 تموز، ملفاً عن لبنان تضمن خمسة تقارير ومقالات، تحت عنوان "لبنان: السقوط إلى الجحيم". ومن هذا الملف، ننتقي مقالة جورج مالبرينو.

العقوبات وصندوق النقد
بعدما طالته العقوبات الأميركية بشدّة، يخشى حزب الله من انشقاق بعض حلفائه السياسيين عنه، أولئك الذين يستفيدون من المشاريع الإصلاحية التي وضعها صندوق النقد الدولي.

فاستراتيجية حزب الله، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان هي: الاستعداد لحماية مصالحه في حال وقوع لبنان في الفوضى. وانتظار نتائج الانتخابات الأميركية في 3 تشرين الثاني، على أمل أن يخسرها دونالد ترامب الذي فرض عليه العقوبات. ورغم أنّه يحاول ألا يبدو في الصفوف الأمامية، فهو الذي يحكم البلاد بترسانته العسكرية، متردداً في تحمّل وطأة الإصلاحات التي يطالب بها صندوق النقد الدولي الحكومة اللبنانية. وهذا لتقليص حجم الدين العام، ووضع حد للطبقة السياسية الفاسدة والمفترسة، والمتحالفة مع النظام المصرفي الذي ينقذ هذه الطبقة من الغرق التام.

وحسب خبير لبناني مقيم في بيروت "بقي حزب الله صامتاً لوقت طويل، مصرحاً أنّ على خطة صندوق النقد الدولي ألا تقترب من مصالحه". وكان أمين عام حزب الله قد صرّح في منتصف آذار الفائت أنّ "ليس لديه مشكلة في حال أراد صندوق النقد الدولي تقديم المساعدة للبنان، على ألّا تتعارض الشروط التي يفرضها مع الدستور ومصالحنا الوطنية". وهو رفض رفضاً قاطعاً "وضع لبنان تحت الوصاية". وفي الوقت عينه، يلتمس عرّاب حزب الله الإيراني المختنق مالياً، مساعدة بقيمة 5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، عارضتها الولايات المتحدة الأميركية.

للوهلة الأولى، لا تطال الإصلاحات التي وضعها صندوق النقد الدولي لتصحيح النظام المالي، حزب الله مباشرة، وذلك بدءاً بالمصرف المركزي، الذي تحول وعاء لغسل المال العام. وحسب الخبير إياه فإن "النظام المالي الخاص بحزب الله يستند إلى السيولة، وليس مرتبطاً بالمصارف". ومبلغ الـ6 مليار دولار المحوّلة إلى الخارج في الأشهر الستة الأخيرة، ليس لحزب الله حصة فيها. وليس لـ963 شخصاً الذين يملكون أكثر من عشرة مليارات دولار ودائع في المصارف ما يهمهم من صندوق النقد الدولي.

نضوب في التمويل
أما حزب الله فيحصل على أمواله من إيران (التي خفضت مساعداتها الشهرية له إلى النصف، وهي مقدرة بـ70 مليون دولار)، ومن الجالية الشيعية، لا سيما في أفريقيا. وقد شددت وزارة الخزانة الأميركية المراقبة على هؤلاء المهاجرين، وتراقب تحويلاتهم المالية. وهناك أيضاً ما يحصّله حزب الله من بيئته المحلية اللبنانية (رجال أعمال، رسوم على الخدمات، ومن معاقله في الجنوب والبقاع الشرقي).

يبقى أن العقوبات الأميركية الهادفة إلى منع حزب الله من الاندفاع لإنقاذ حلفائه الإقليميين - بشار الأسد في سوريا، والمتمردين الحوثيين في اليمن والميليشيات الشيعية في العراق – أرغمته على تخفيض مساعداته الاجتماعية. وحسب الخبير فـ"الخطر يتجلى في أنّ 55 في المئة من الدعم الذي قدمه اللبنانيون لحزب الله في المرحلة المزدهرة، انخفض إلى 30 في المئة بسبب الأزمة". وبالتالي فقد حزب الله معظم مصادره المالية، وصارت سيطرته السياسية على بلد الأرز مهددة.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024