الرئيس البائت و"الفرش ماني"

يوسف بزي

الأربعاء 2020/02/05

يقول الخبر أن رئيس الجمهورية ميشال عون "تمنى أن يستعيد الوضع السياحي عافيته بعد زوال الأسباب التي أدت إلى تراجعه منذ التطورات التي حصلت بعد 17 تشرين الأول الماضي..". ويضيف عون أن "عائدات السياحة التي حققها القطاع السياحي خلال 2019، كان متوقعاً أن ترتفع أكثر بكثير لولا الأحداث التي طرأت".


هذا هو عون الذي نعرفه. هذا هو الرئيس الذي كلما أتانا، اصطحب معه الكارثة. منذ أن ظهر وهو هكذا، لا يعرف ولا يعترف إلا ما في مناماته وتهيؤاته. رئيس لم يعد يفاجئنا رغم كل غرائبياته.

إذاً، لقد قرر أن لبنان كان في ذروة الازدهار وأحسن حال، وفجأة هبطت ثورة 17 تشرين من دون أي سبب وأطاحت بالموسم السياحي. في يوم 16 تشرين الأول كان هناك ملايين السياح، وفي اليوم التالي، أتت مؤامرة 17 تشرين، فاختفوا.


برأي عون، كان كل شيء على ما يرام. بلد في عز وبحبوحة، أجانب وعرب تراهم كيفما تلفتّ، ومغتربون لبنانيون يهبطون كل دقيقة في المطار بمئات الآلاف. بالكاد تجد غرفة في أي فندق بلبنان، وعليك انتظار أيام حتى تحجز طاولة في مطعم. سائقو التاكسيات لا يستطيعون النوم لكثرة الزبائن المتنقلين بين ربوع البلد حتى الفجر. كانت مليارات الدولارات تخرج من جيوب السياح إلى أيدي اللبنانيين، فأنبلج شيطان 17 تشرين وخرب الحفل.

إذاً، لم يكن هناك أزمة. النفط والغاز على وشك التصدير، السياحة بألف خير، الصهر يقود نهضة مشاريع كهرباء وسدود وثورة على الفساد، والإصلاح يطال كل شيء، خصوصاً القضاء. أكبر كتلة نيابية وثلث معطل وزاري ورئاسة جمهورية و"شعب عظيم". فجأة، "كمّ شلعوط" قرروا يوم 17 تشرين، ومن أجل حفنة سنتات على الواتساب، أن يخربوا البلد. يا عيب الشوم عليهم.

"بيّ الكل" هذا هو. ما يتخيله فقط هو الحقيقة.


في صباح تحسره على السياحة، كانت البنوك تلقن اللبنانيين درساً في "المال الطازج" وتقنين السحوبات بالدولار. Fresh money. كلمة جديدة في التداول اليومي، تعني أن ودائعهم مجهولة المصير: هاتوا لنا أموالاً جديدة.

بالنسبة لعون، وعلى منوال السياحة، كانت البنوك حتى يوم 16 تشرين تفيض بالسيولة والأموال، وكان المصرف المركزي في حيرة من أمره أمام هذا الفائض الذي لا تسعه الخزنات. حتى أن بعض أهل السلطة كان يحاول التخلص من أطنان الدولارات برميها في سوريا.. كمساعدة للأشقاء. لكن "زعران" 17 تشرين أفسدوا كل شيء، بخّروا الأموال إلى حد الشحّ. تآمروا على سمعة لبنان ومصارفه.

هذا هو عون الذي نعرفه. رئيس بائت في زمن "الفرش ماني". 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024