مساوئ المشاركة في لقاء بعبدا.. وحسنات نجاح برّي

منير الربيع

الإثنين 2020/06/22

تستمر الاتصالات السياسية بين القوى المختلفة، بشأن تحديد الموقف النهائي من "اللقاء الوطني" الحواري، في قصر بعبدا يوم الخميس المقبل. ولا يزال القصر الجمهوري ينتظر مواقف القوى المختلفة، للإبقاء على الموعد أم تأجيله.

رؤساء الحكومة وبرّي
مزاج رؤساء الحكومة السابقين يميل نحو المقاطعة. فؤاد السنيورة وتمام سلام لديهما توجه حاسم للمقاطعة، بسبب أن لا جدول أعمال واضح. نجيب ميقاتي وسعد الحريري ينحوان إلى الموقف نفسه أيضاً، ولكن ليس بهذه الحدة، فهما يطرحان شروطاً وتساؤلات عديدة حول الغاية من هذا الاجتماع، خصوصاً أنهما لا يريدان أيضاً تعويم العهد، الذي لم يفوت فرصة إلا وانتهزها لتصفية الحساب معهما، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحكومة ورئيسها.

يعمل الرئيس نبيه بري على إنجاح اللقاء. من يدعم خيار برّي ويؤيده، يهدف أكثر إلى إعادة اللعبة إلى بين يدي برّي بغض النظر عن نجاعة هذا اللقاء، فيصبح صاحب القوة المتقدمة في "العهد"، عبر مسعى واضح لتطويق المشروع الباسيلي. ولا يمكن تحقيق هكذا تطويق من دون التنسيق بين برّي والحريري وجنبلاط وفرنجية وجعجع والآخرين.

الحضور السنّي والميثاقية
يبقى الأساس في "نجاح" اللقاء تأمين "الميثاقية"، أي حضور التمثيل السنّي الفعلي. فهل ستكون الميثاقية متوفرة للقاء أم لا؟ اجتماع رؤساء الحكومة السابقين هو الذي يحسم وجهة اللقاء وميثاقيته. قرار المقاطعة إن حدث، وإذا ما دفع دوائر القصر الجمهوري إلى تأجيل اللقاء أو إلغائه، يعني أنه تم تكريس معادلة الميثاقية السنّية، والتي يفترض أن تنطبق أيضاً على الحكومة، التي لا تتوفر فيها هذه الميثاقية. أما بحال استمر اللقاء في موعده (رغم قرار المقاطعة في حال صدوره)، يعني أنه تم تجاوز هذه الميثاقية.

في هذا السياق، زار الرئيس نجيب ميقاتي عين التينة، والتقى الرئيس نبيه برّي، الذي حاول إقناع ميقاتي بالحضور. الأخير قال بعد الزيارة: "كنا نتمنى على الرئيس عون إجراء مشاورات ثنائية مع الأقطاب كافة قبل لقاء الحوار في بعبدا". وأضاف: "القرارات التي اتُخذت في جلستي 1 أيلول و6 أيار لم تُترجم على الأرض. فما النفع من ذهابنا إلى لقاء بعبدا؟". وأكّد أنّ لا قرار قطيعة. و"لكن يجب أن نعرف النتيجة قبل أن نخطو أي خطوة"، مشدداً على أنّه "لا يمكن الانجرار إلى أي حرب لأن لبنان فوق كل اعتبار". ورد ميقاتي هازئاً على أحد الأسئلة بالقول: "طالما أن الحكومة تعلن أنها أنجزت 97 بالمئة من الملفات فما الداعي لذهابنا إلى الاجتماع؟"

التنسيق مع رؤساء الجمهورية
هناك تنسيق بين رؤساء الحكومة السابقين، ورئيسي الجمهورية السابقين أمين الجميل وميشال سليمان، لأخذ موقف موحد. استمر التواصل طوال يوم الإثنين لأخذ الموقف النهائي، طرحت أفكار عديدة، من بينها مثلاً الذهاب والتنسيق بطرح المواضيع، خصوصاً أن أغلبية القوى السياسية ستكون معارضة على الطاولة لسياسة العهد والحكومة. وكل طرف من توجهاته وخلفياته. فبإمكان أمين الجميل التقدم بطرحه وتوجهاته وانعكاسها على الساحة المسيحية. كما بإمكان ميشال سليمان العودة إلى إعلان بعبدا ومندرجاته والاستراتيجية الدفاعية. وللسنيورة توجهاته الاقتصادية والمالية المعروفة. الحريري وميقاتي يطرحان مواقفهما السياسية، وتقابلهما المواقف الاعتراضية من قبل سليمان فرنجية، وسمير جعجع، ووليد جنبلاط، ونبيه بري (ضمناً و"دوزنة"). بذلك يمكن أن يصبح الاجتماع لصالح المعارضين مقابل إحراج العهد وحزب الله، ووضع عون بين خيارين حرجين، إذا ما أطلق موقفاً ضد مواقفهم سيكون له انعكاساته الدولية والخارجية، وإذا ما صمت ووافق سيكون في حالة متناقضة مع حزب الله.

أصحاب الرأي المعارض للمشاركة وينادون بالمقاطعة التامة، يعتبرون أن أن اللقاء لن يؤدي إلى أي شيء جديد، ولن يسهم لا في إيجاد حلول ولا في تغيير العقلية الثأرية للعهد، الذي يبحث في أزمته عن غطاء ليدعي مجدداً أنه استعاد دوره السياسي. وبالتالي، هم لا يريدون منحه هذه الفرصة. والمقاطعة ستظهر عون محاصراً.
قد تصح هذه النظرة إذا ما كانت المقاطعة غير مقتصرة على رؤساء الحكومة. وكان هناك تناغماً بينهم وبين رؤساء الجمهورية السابقين، والقوات اللبنانية وسليمان فرنجية مثلاً.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024