المدن - لبنان
وحسب المصادر نفسها، فإن هناك إصراراً من قبل عون وحزب الله على البزري، الذي يوافق عليه الحريري، وإن من دون حماسة. هذا الإصرار يعود إلى مجموعة أسباب مرتبطة بكل طرف على حدة. فأولاً لا يكون الوزير جبران باسيل قد تخلّى كلياً عن الأحد عشر وزيراً، لأن البزري، المفترض أن يمثّل نواب اللقاء التشاوري، قريب من التيار الوطني الحرّ. وكان مرشحاً على لائحة التيار في الإنتخابات النيابية الأخيرة. وبالتالي، لا يخسر التيار الوطني الحرّ الثلث المعطّل بشكل كامل. وبالنسبة إلى حزب الله، فهو يعتبر أن البزري قريب منه، ويمثّل التنوع السنّي، وهو يفضّله نظراً لرمزية مدينته صيدا، والتي يكون الحزب قد كرّس فيها مبدأ الثنائية في مجلس النواب، وفي مجلس الوزراء في آن معاً.
بهية وفيصل
أما الرئيس سعد الحريري، فهو لا يمانع توزير البزري، باعتبار أن هناك تقارباً بينه وبين "المستقبل" في السنوات الأخيرة، وهو قد اختلف في محطات عديدة مع النائب أسامة سعد. كما أن الانتخابات النيابية الأخيرة شهدت تنسيقاً وصل إلى حدود التحالف بين الطرفين. لكن المعضلة الأساسية التي تواجه توزير البزري، تبقى لدى النائبة بهية الحريري، التي ترفض بشكل قاطع توزير أي شخص من مدينة صيدا، يكون قادراً على تفعيل حضوره في المدينة والمحيط، ويتحضّر للإنتخابات المقبلة.
أيضاً من بين الأسباب التي قد تحول دون إنجاز التوافق حول شخص البزري، هو بعض الإعتراضات التي قد تتسلل إلى صفوف النواب السنّة الستة، الذين انقسموا على بعضهم البعض، لجهة التمسك بتسمية شخص منهم، أو اختيار من يمثّلهم. وهنا، ثمة من يعتبر أن الوزير فيصل كرامي لن يوافق على توزير شخص من صيدا، إذا ما وافق على اختيار وزير من خارجهم. وهو بالتالي سيطالب بتوزير شخص من طرابلس يكون ممثلاً للنواب السنّة، وأيضاً يكون مقبولاً من مختلف الأفرقاء، وذلك نظراً لحسابات سياسية انتخابية طرابلسية.