بكركي حيادية حيال الحكومة.. وعينها على الانتخابات النيابية

المدن - لبنان

الأربعاء 2021/09/15
غابت في الصرح البطريركي عظة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لأحدين متتاليين. فالراعي الذي سافر ليشارك في مؤتمر "القربان العالمي" الـ52، في العاصمة المجرية بودابست، تابع من هناك المستجدات اللبنانية. وهو لطالما دعا إلى تشكيل حكومة بعد أشهر طوال من العجز، مشاركاً في مبادرات قام بها لتقريب وجهات النظر بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف آنذاك سعد الحريري. وبعد تشكيل الحكومة الجديدة، حرص الراعي على أن تصدر البطريركية بياناً ترحّب فيه بتشكيلها، ومهنئاً الرئيسين عون ونجيب ميقاتي.

أولويات بكركي
"ليس الوقت المناسب للدخول في تشنجات حول حيثيات التشكيل، فقد سمعنا أصواتاً تدين الحكومة على أنها إيرانيةـ فرنسية وأن قرارها إيراني". بالنسبة إلى بكركي، الأولوية اليوم في مكان آخر.

و"الأولوية في حث هذه الحكومة على وقف الانهيار ومعالجة الأزمة الراهنة". هكذا تشرح مصادر بكركي موقف البطريرك، الذي يرأس قداساً إلهياً يوم السبت المقبل في الصرح، مستقبلاً وفداً من "أكاديمية بشير الجميل" في ذكرى اغتيال الرئيس بشير الجميل. وفي عظة قداس السبت يتحدث الراعي عن مقاربة بكركي للحكومة الجديدة، على أن تتضمن العظة ترحيباً بالتشكيل ودعوة إلى العمل لإنجاز الإصلاحات المطلوبة ومعالجة أزمة اللبنانيين المعيشية وقيام الدولة اللبنانية بتفعيل مؤسساتها. وبناء على مسار العمل الحكومي، يمكن لبكركي أن تحدد موقفها لاحقاً، مرحّباً كان أو منتقداً.

الانتخابات في موعدها
بكركي كما المجتمع الدولي، كما اللبنانيين، ينتظرون البيان الوزاري وما يتضمنه من بنود تحاكي الأزمة. ولعلّ أهم ما تنتظره بكركي من البيان، إضافة إلى النهوض المؤسساتي والإصلاح المالي والنقدي والاقتصادي والاجتماعي، هو بند إجراء الانتخابات النيابية في موعدها. هنا، تتخوف مصادر بكركي من الإطاحة بالانتخابات النيابية تحت أكثر من عنوان. أولى العناوين التي يمكن أن تطيحها، هو القانون الانتخابي والدخول في نقاش حول تعديله أو تطويره أو تغييره. والكلام عن إعادة النظر بالقانون يقلق بكركي التي تتمسك به، للتأكيد على دعوة الهيئات الناخبة في المواعيد الدستورية.

ولا تقارب بكركي الانتخابات النيابية على الساحة المسيحية تحديداً من باب نصرة فريق على آخر. "بكير بعد على هيدا الحكي. المهم إجراء الانتخابات. وعناوين بكركي معروفة". هكذا تعلّق مصادر الصرح على المشهد الانتخابي المقبل. وتدرك أن المعركة ستكون طاحنة، ولكنها تصرّ على البقاء على الحياد حتى الساعة، مع الاحتفاظ بعناوينها المعروفة، من التمسك بحياد لبنان ووحدة أراضيه ووحدة قواه المسلحة المتمثلة بالجيش اللبناني.

الصوت المسيحي
في الواقع تبدو القوات اللبنانية أقرب إلى طروحات بكركي من التيار الوطني الحر. إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود عتب بطريركي على القوى المسيحية القريبة منها. وتقول مصادر مقرّبة من بكركي إن الصرح لا يملك جيشاً ولا نواباً، وبالتالي تبدو عناوين بكركي غير مكتملة التطبيق لأن القوى السياسية، حتى تلك القريبة من الصرح، لا تتبنّى هذه العناوين في المؤسسات الدستورية. شائك جداً المشهد الانتخابي على الساحة المسيحية. الأحزاب التقليدية بدأت تتحضر للمعركة، وكذلك تفعل مجموعات المجتمع المدني، ولذلك تتروّى بكركي جداً في مقارباتها حتى الساعة.

منذ حوالي الشهر، اجتمعت اللجان النيابية المشتركة لمناقشة قانون الانتخاب، فاصطفت الأحزاب المسيحية حول موقف واحد متمسكة بالقانون الحالي، رافضة الحديث عن الطرح بجعل لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس نسبي، لأن في ذلك قضاء على الصوت المسيحي، كما يقولون. وعلى الرغم من حجم خلافاتها، تتّحد القوى المسيحية، كما فعلت في المرة الماضية، حول قانون الانتخاب، إلى حين التسليم بالقانون الحالي أو تعديله بشكل يرضي التمثيل المسيحي، وبعدها تشرع أبواب المعركة على مصراعيها. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024