بيان "لبنان القوي" وردّ الحريري: التفاهة واستغباء الناس

المدن - لبنان

الثلاثاء 2021/01/05

بكثير من استغباء الناس، يستمر أقطاب السياسة اللبنانية برياضة التراشق الكلامي والتشاطر اللفظي والتلاعب بالشعارات والعناوين، إلى حد إفساد أي معنى وإعطاب السياسة برمتها.

وعلى هذا المنوال، وكعادة كل اجتماع يعقده تكتل "لبنان القوي"، برئاسة النائب جبران باسيل، يصدر بيانه ليستأنف السجال المتخثّر مع الرئيس سعد الحريري، كما ليتحايل ويلتّف على ما لا يقوى على مواجهته أو مساجلته، كحال حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله.
أيضاً، وكما هو متوقع، يسارع مكتب الحريري للرد، مكرراً الكلام عن معالجة الانهيار وإعادة الإعمار!

بيان باسيل
وجاء في بيان التكتل "القوي":
يهنئ التكتل اللبنانيين بالعام الجديد، متمنياً أن يكون عام الحلول للأزمات المتراكمة. ويؤكد في هذا الإطار أن الدولة بشعبها ومؤسساتها تملك المقدرات المطلوبة للحل، شرط أن تتوفر الإرادة الوطنية لذلك.

يدعو التكتل رئيس الحكومة المكلّف، سعد الحريري، إلى تحملّ مسؤولياته والقيام بواجباته الوطنية والدستورية، فيتوقف عن إستهلاك الوقت ويعود من السفر، لينكبّ على ما هو مطلوب منه، وعدم اختلاق العراقيل الداخلية لإخفاء الأسباب الحقيقية وراء تأخير عملية التشكيل.

يؤكد التكتل أن قوة لبنان تنبع من وحدة موقفه في ما يخص حماية السيادة والاستقلال. وهذا يستوجب إعادة التذكير بأن لبنان بحدوده وأرضه وجوّه وبحره وثرواته يتعرض لتهديد إسرائيلي، كانت آخر مظاهره الخرق الجوي المتكرر والكثيف في الأيام الماضية. ويدعو التكتل للحفاظ على عناصر القوة اللبنانية، لتكون في خدمة لبنان ووجهة استعمالها الدفاع عنه، فتبقى تتمتع بالغطاء الوطني اللازم لها.

يراقب التكتل باهتمام بالغ التطورات في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي. ويدعو اللبنانيين إلى إدراك المخاطر والمتغيرات وبلورة موقف وطني يمنع عن لبنان الانعكاسات السلبية، وهي محتملة.

‏ويرحب التكتل بالمصالحة الخليجية، ويتمنى لكل إخوانه العرب أن يحلّ الوفاق والوئام، بدل الشقاق والصراع. ويأمل أن تعود جامعة الدول العربية إلى دورها الجامع واحتضان كل العرب لمواجهة أي أخطار تتهددهم.

يدعو التكتل الحكومة المستقيلة للقيام بواجباتها الدستورية والوطنية. وهي مُلزمة، خصوصاً عندما يتصل الأمر بأمن اللبنانيين وحياتهم، سواء في مواجهة كورونا أو ترشيد الدعم أو مكافحة الجريمة وطمأنة الناس إلى سلامتهم. وينبه التكتل الحكومة المستقيلة إلى أنه لا يوجد أي مبدأ دستوري يمنعها من القيام بواجباتها إلى حين أن تتشكل حكومة بديلة.

بعيدًا عن أي جدل قانوني أو سياسي، يؤكد التكتل أن كشف الحقيقة في جريمة المرفأ واجب وطني وإنساني. وعلى القضاء المختصّ أن يقوم بعمله وفقاً للأصول. فالناس تنتظر أجوبة كافية تحدد لماذا دخلت باخرة النيترات، ومن أدخلها ولماذا تم تخزينها، وهل جرى استعمال كميات منها، وعلى من تقع المسؤولية الجرمية.

يدعو التكتل اللبنانيين إلى التعامل بأقصى درجات المسؤولية والوعي مع وباء كورونا، باستعمال الكمامات قبل أي اجراء واتخاذ كل التدابير الوقائية، ويؤيد التكتل حصول الاقفال العام المدروس ‏للجم تصاعد الإصابات. ويدعو الحكومة إلى التشدد في فرض الغرامات على المخالفين الذين يعرضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر.

ردّ الحريري
وعلى الفور، أصدر المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري بياناً - رداً، جاء فيه:

يعود تكتل "لبنان القوي" إلى سياسته المفضلة، بتحميل الآخرين مسؤولية العراقيل التي يصطنعها عن سابق تصور وتصميم. وجديده اليوم دعوة الرئيس المكلف "إلى تحملّ مسؤولياته والقيام بواجباته الوطنية والدستورية، فيتوقف عن إستهلاك الوقت، ويعود من السفر لينكبّ على ما هو مطلوب منه، وعدم اختلاق العراقيل الداخلية لإخفاء الأسباب الحقيقية وراء تأخير عملية التشكيل".
فات التكتل ورئيسه أن الرئيس المكلف قام بواجباته الوطنية والدستورية على أكمل وجه. وقدم لرئيس الجمهورية تشكيلة حكومية من اختصاصيين غير حزبيين، مشهود لهم بالكفاءة والنجاح. وهي تنتظر انتهاء رئيس الجمهورية من دراستها.

وفات تكتل لبنان القوي أن الجهة التي عطلت البلد أكثر من سنتين ونصف السنة، هي آخر من يحق لها إعطاء دروسٍ بالتوقف عن استهلاك الوقت واختلاق العراقيل.

وفات تكتل لبنان القوي ورئيسه أيضاً أن المشكلة واضحة، وعنوانها معروف من قبل الجميع، وهي داخلية، عبر التمسك بشروط تعجيزية تنسف كل ما نصت عليه المبادرة الفرنسية، وتقضي على أي أمل بمعالجة الأزمة، بدءاً من وقف الانهيار، وصولاً إلى أعادة إعمار ما هدمه انفجار المرفأ.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024