"غياب/ حضور".. ذوو المفقودين يحيون ذكرى أحبائهم

حنان حمدان

الخميس 2018/08/30

كما في 30 آب من كل عام، يحيي ذوو المفقودين والمخطوفين ذكرى فقدان أحبائهم، من أبنائهم وأقاربهم، في اليوم العالمي للمفقودين والمخفيين قسراً. ليس المقصود من إحياء الذكرى جعلها آلية تذكر كي يحضر الغائب في البال، فهم يرون أن أحباءهم أحياء فيهم رغم سنين الفقد. إنما هي للتأكيد أن الأهالي لم يفقدوا الأمل بمعرفة مصير مفقوديهم يوماً، وبأن من حقهم معرفة مصيرهم، أكانوا أحياءَ أم أمواتاً.

في خيمة أهالي المفقودين في حديقة جبران خليل جبران، في وسط بيروت، تتجدد الذكرى، مع عدد من المتضامنين، بدعوة من لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان، بعدما جعلت اللجنة آب شهراً للمفقودين، جالت خلاله في كثير من المناطق ونظم الأهالي في بعض البلدات نشاطات تحيي الذكرى، اختتمت، الخميس في 30 آب 2018، في بيروت.

بعد ذلك انطلقت مسيرة من حديقة جبران في اتجاه مجلس النواب، ضمت أهالي المخطوفين والمفقودين، يتقدمها النائب السابق غسان مخيبر ورئيسة اللجنة وداد حلواني، وأودع مخيبر وحلواني مشروع قانون انشاء الهيئة الوطنية المستقلة للمفقودين لدى الهيئة العامة لمجلس النواب.

تقول حلواني لـ"المدن" إن اقتراح قانون المفقودين شارف على الإقرار، على أمل التصويت معه في مجلس النواب، لاسيما أن العريضة التي تم توقيعها في نيسان 2018 نالت اجماعاً وطنياً.

فبعدما مر قانون المفقودين في لجنتي حقوق الإنسان والإدارة والعدل، بات جاهزاً للتصويت عليه في الهيئة العامة على أن يعرض هذا الاقتراح في أول جلسة تشريعية، حتى لو خصصت لتشريع الضرورة. إذ لا تتفوق أي قضية على هذه القضية الوطنية التي بات حلها أكثر من ضرورة، وفق حلواني.

وفي نيسان تم تسليم العريضة الوطنية التي تتضمن شقين: جمع عينات الحمض النووي من أهالي المفقودين وحفظها، وتشكيل الهيئة الوطنية للكشف عن مصير المفقودين، التي هي موضوع اقتراح القانون. وقد وقعتها غالبية رؤساء الأحزاب السياسية الموجودة في السلطة. وهذا الحد الأدنى من العدل، تقول حلواني.


غياب/ حضور
من عليا إلى والدها إدوارد: "لم نكن لنعرف يا أبي، أننا، في تلك الصبيحة حين لوحنا بأيدينا وودعناك وأنت ذاهب إلى الشغل، أننا لن نراك من بعدها لزمن طويل، وربما لن نراك أبداً. بالنسبة إلى الناس، أنت رقم، لكن بالنسبة إلينا أنت أكثر من ذلك: لك اسم وحياة تنتظرك، إن كنت ما زلت حياً، تمسك بأحلامك". بهذه الكلمات دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى المعرض الذي تنظمه في ذكرى المفقودين هذا العام بعنوان "غياب/ حضور"، الذي ينطلق الجمعة في 31 آب ويستمر حتى 6 أيلول 2018، في غاليري Art on 56th، الجميزة.

عليا واحدة من آلاف يروون قصص ذويهم المفقودين والمخفيين قسراً أثناء الحرب الأهلية في لبنان. صمم المعرض لتصوير بيت المفقود، بكل جزء منه بهدف إعادة بناء ذاكرة هشمت. ويظهر قدرة الحواس الخمس على التأثر جراء صدمة الغياب. وهذه الحواس تمنع ذوي المفقودين من التخلي عن أمل اللقاء، لكنها لا تنجح بإعادة حضورهم، وفق ما يقول القيمون على المعرض.

أنجز المعرض فنانون لبنانيون وأجانب، مثل حسين زين الدين، مي كساب وباتريك باز، الذين سعوا إلى تجسيد روايات مفقودي الحرب الأهلية.

ما حصل أخيراً في ملف المفقودين، وفق ما ترى اللجنة الدولية خطوة مهمة جداً. فمنذ 6 سنوات وهي تجمع معلومات عن هوية المفقودين. وفي العام 2015، بدأت جمع عينات اللعاب البيولوجية. وبذلك تكون قد تشكلت الأرضية الملائمة لبدء العمل بعد إقرار قانون المفقودين، وفق المتحدثة باسم اللجنة يارا خواجة. تضيف لـ"المدن": "لذلك نطالب المعنيين في الوقت الراهن بإقرار القانون من أجل إرساء قاعدة قانونية صلبة لتحديد آلية الكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسراً، بعد انتظار دام سنوات".

وتعقد اللجنة حلقة نقاشية، الخميس، يشارك فيها النائب رولا الطبش ومخيبر، بالإضافة إلى حلواني، بشأن القانون وحق ذوي المفقودين بمعرفة مصيرهم، عند الساعة الخامسة عصراً في قاعة المعرض.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024