أكثر من 20 شخصاً أصيبوا بمرض الريقان في بلدة عين الذهب في عكار، في الأيام الثلاثة الماضية. وقد نقلوا إلى مستشفيات المنطقة وتمت معالجة عدد منهم، فيما لا يزال 4 أشخاص يتلقون العلاج في مستشفى عبد الله الراسي الحكومي.

عوارض كثيرة ظهرت على المصابين، مثل الاصفرار والتقيؤ والارهاق الشديد. ويرجع رئيس بلدية عين الذهب أحمد محمد مرعي تفشي هذا المرض إلى تلوث مياه الشرب في البلدة، بسبب أزمة المياه المزمنة هناك، وفق ما يقول مرعي لـ"المدن".

ورغم أن نتائج فحوص عينات من مياه الشرب التي أخذها فريق من المراقبين الصحيين، كان قد أوفدهم إلى البلدة رئيس مركز طبابة محافظة عكار الدكتور حسن شديد، لم تظهر بعد، إلا أن مرعي يرجح أن يكون تلوث المياه هو السبب الرئيسي لمرض الريقان، الذي كان قد أصاب عدداً من أبناء البلدة قبل نحو عقد من الآن وأودى بحياة عدد من الأشخاص حينذاك.

هذا الواقع المزري، تعود أسبابه إلى طبيعة البلدة الجبلية واختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، وفق مرعي. وهذه الاصابات ما كانت لتحدث لو أنه بوشر العمل بمشروع الخزان المركزي للمياه وتم تمديد شبكة تغذية لتأمين مياه صحية وسليمة من نبع كاف التين، في أعالي جرود الضنية، الذي بدأ العمل على انشائه قبل ثلاث سنوات وكان يفترض انجازه في العام 2017، ولكن إلى اليوم لم يتم تشغيله، لأسباب تتعلق بطريقة التنفيذ.

لذلك، ناشد مرعي باسم اهالي عين الذهب، في بيان الثلاثاء في 28 آب 2018، رئيس الحكومة سعد الحريري التدخل وإعطاء توجيهاته للجهات المعنية لحل الأزمة، مطالباً وزارة الطاقة والمياه ومجلس الانماء والاعمار الكشف على المشروع والضغط على الشركة المتعهدة لإتمامه كلياً وفق المواصفات التي تضمنها دفتر الشروط وتأمين ضخ المياه إلى المنازل بالسرعة اللازمة، وإلا فإن الأهالي سيلجأون إلى خطوات تصعيدية في وقت قريب.

وتؤكد مصادر في وزارة الصحة أن هناك فريقاً تابعاً لها أجرى كشفاً ميدانياً في البلدة، وأن هذا المرض مستوطن في لبنان وليس جديداً. بالتالي، "لا داعي للهلع". وأشارت الوزارة إلى أنها لجأت إلى الكشف الميداني بسبب كثرة الاصابات، وهي تنتظر النتائج لمعرفة الأسباب، وفي ضوء ذلك تتخذ الاجراءات اللازمة بالتنسيق مع الجهات المعنية.