وليد حسين
يعتقد بعض الحاضرين أن العونيين الملتزمين في التيار حالياً قسمان: من يعتبرون التيار بيتاً خسروه. ومن يرون في التيار السلطة التي يجب الاستفادة منها. فالتيار بواقعه الباسيلي لا يشبه من ناضلوا من أجله. وبات بعيداً عن "الحرية والسيادة والاستقلال". ويعتقد الحاضرون أنه من المستحيل أن يكون الفرد غير ديموقراطي في بيته، ويطالب بالديموقراطية في البلد. من غير الجائز معاداة الجيش وموظفي القطاع العام والمطالبة باسترجاع حقوق المسيحيين في الإدارة في آن واحد: "هذه الديماغوجية لم تكن يوما في التيار، الذي بات حالياً مجموعة تناقضات وأحقاد ومستزلمين، كانوا أيام الوجود السوري، وباتوا بيننا اليوم".
امتعاض داخل العائلة
كانت مناسبة اللقاء اجتماعية تلبية لغداء، لكن الحاضرين ناقشوا في مآل الأمور التي وصل إليها التيار، وتطرقوا إلى تنظيم الصفوف للمرحلة المقبلة. وأتى هذا اللقاء بعد لقاءات عدة في السابق لم يعلن عنها. لكن المعارضين يرفضون التعويل على وقوف روكز في مواجهة باسيل. فهم لا يعولون على الأشخاص، ويعترضون على التفرد بالقرار والقيادة الأحادية. والبديل ليس في وضع شخص مقابل شخص آخر.
وإذ لفتت المصادر إلى أن اللقاء ليس موجهاً ضد باسيل، شدّدت على وقوفهم ضد التوجه العام الذي يسير فيه التيار الذي لم يعد يشبه ما كانه سابقاً، والذي يمكن اختصاره بما قاله الجنرال عندما أتى إلى لبنان وقال "انبذوني إذا تكلمت طائفياً"، وأعلن رفض المال السياسي والاقطاع، وثبّت ما يؤمن به العونيون.
جميع الحاضرين خارج التيار تنظيمياً، ينطلقون في لقاءاتهم السياسية لرفض تلطيخ سمعة التيار كما هو حاصل حالياً. صحيح أن عدد الحاضرين قليل، لكن المصادر أكّدت أن جميع المعترضين وُضِعوا في صورة ما هم مقدمون عليه للمرحلة المقبلة.
وشدد الحاضرون على أن الاختلاف الوحيد عن لقاءاتهم السابقة، يتمثل في أن هناك أشخاصاً في عائلة عون ممتعضون من الواقع الحالي، وبدأوا برفع الصوت. وما حصل مع روكز بعد تصويت نواب التيار على الموازنة ووقوفه ضدهم، كان بمثابة النقطة التي فاض بها الكأس، ولم يعد بالإمكان حصر الخلاف داخل التيار أو إخفائه عن الناس.
وعن البقاء في مركب العائلة العونية التي تتقاذف المعارضين السابقين، وعما يحكى عن تجميع المعارضين داخل سرب العائلة، كي لا يقدموا على تشكيل حالة مزعجة لباسيل، لفتت المصادر إلى أن الحاصل هو العكس تماماً. فلا نية لتشكيل حالة اعتراض في التيار كون جميع المعترضين الحاضرين في اللقاء خارج الأطر التنظيمية. كما أن حالة الاعتراض ضد باسيل قديمة، ولو كان هناك من أمل لحل الخلافات داخلياً لما وصلت الأمور إلى الحد الذي وصلت إليه: "لا نقوم بتجميع أنفسنا لتشكيل حالة ضد باسيل، والعمل جارٍ على تنسيق الخطوات اللاحقة، وأتى اللقاء مع روكز لتسريعها"، قالت المصادر.
لا حاجة لمتمولين
عن الموارد والإمكانات التي يعولون عليها لتجميع مناصرين التيار الممتعضين من أداء باسيل، لفتت المصادر إلى أن باسيل "يملك السلطة ومحاط برجال أعمال ومتمولين، لكن المعارضين الحقيقيين هم من كانوا يتحركون على الأرض في التسعينيات، خلال غياب الجنرال عون عن لبنان. وليس هناك أصعب من مرحلة الوصاية وما مروا فيه. يومها كانت الاعتقالات والملاحقات، واستمر التيار، ولم نكن بحاجة لمتمولين وموارد مالية لإغراء المناصرين. كما أن الانتخابات السابقة فضحت تراجع شعبية التيار على الأرض. فرغم ارتفاع عدد النواب، فإن تراجع عدد الأصوات يشير إلى تراجع شعبية التيار. ونحن على تواصل مع الناس الذين لم يصوّتوا، للوقوف على هواجسهم".
وتعليقاً على اللقاء، لفت النائب شامل روكز في حديثه إلى "المدن"، إلى أن اللقاء كان عادياً. فـ"جميع الحاضرين هم أصدقاء وتربطني بهم علاقة قديمة ولا ألتقيهم للمرة الأولى". وعن الحديث عن تحضيرات ما لإطلاق حركة سياسية، أجاب: "الجميع يتعاطون بالسياسة وكل شيء إيجابي وليس سلبياً. لكن ليس صحيحاً ما صدر في بعض الوسائل الإعلامية عن توجه ما لتأسيس حزب سياسي ضد أحد ما، بل ثمة جو سياسي يلتقي ويتزخم ولا شيء سلبياً في الموضوع".