البطريرك الراعي: الحياد من الميثاق.. ولست ضد حزب الله

المدن - لبنان

الخميس 2020/09/10
أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ لبنان لا يمكنه إلا أن يكون حيادياً وألا يدخل في تحالفات لا غربية ولا شرقية. ولذلك عندما اتفقوا في الميثاق غير المكتوب، كان القرار أن يكون لبنان حيادياً، ولا يمكننا أن نحيا إلا هكذا. وإلا فسيتجه الماروني إلى فرنسا، والسني إلى السعودية، والشيعي إلى إيران أو النجف.

من البحبوحة إلى العوز
وقال خلال استقبال وفد من "اللقاء الروحي في لبنان": "كلكم تعلمون أننا عشنا في الخمسينات البحبوحة والازدهار. وهذا الأمر ضايق حينها إسرائيل التي كانت تقول إن لبنان كذبة، وسنبرهن أنه كذبة. وراحوا يعملون من أجل تحقيق هذه الغاية، لأن لبنان حينها كان حيادياً، وإسرائيل وغيرها من الدول تضررت من حياد لبنان".
وأضاف: "لذلك، أقول إن لبنان بطبيعته محايد. وموقعنا على البحر المتوسط فتح لنا أبواب التجارة. فلبنان وشعبه يحبون التجارة وليس الحروب. ولكن مع اتفاق القاهرة عام 1969 وحرب عام 1975 وفلتان الميليشيات، كل هذه الأمور جعلتنا غير حياديّين. وهذا ما أوصلنا إلى العزلة والفقر والعوز، ولأن نكون نموذجاً لأسوأ الشعوب. الحياد ليس طبيعة جديدة علينا وليس هو برنامجاً، بل هي طبيعتنا. ولذلك، عندما ذكرت كلمة الحياد للمرة الأولى منذ أشهر قليلة، تفاعل معها الناس بشكل غير مسبوق. وهذا دليل على أن الناس وجدوا ضالتهم في الحياد الناشط، وأنا أتفهم أن بعض القيادات لا يمكنها أن تتخذ موقفاً رسمياً، ولكن تصلني مواقفها من خلال بعض المقربين منها".

أما في ما يتعلق بالمرحلة المقبلة، فأكّد الراعي أنّنا كمجتمع لبناني علينا أن نوحد الفكرة، لأننا عندما نتحدث عن موضوع الحياد نعني به ثلاث نقاط أساسية: 
- عدم الدخول في محاور وصراعات وحروب اقليمية لأنها ليست ضمن قدرتنا، ونحن بلد صغير. 
- لبنان بطبيعة تكوينه له دور في الشرق الأوسط كبلد التنوع والسلم وأرض الحريات. 
- النقطة الثالثة، والتي يصعب تحقيقها بوجود الدويلات داخل الدولة، والتي أفقدتها قيمتها، فهي دولة قوية بجيشها ودستورها، ما يسمح لها بفرض سلطتها داخلياً وخارجياً، وهذه هي الدولة التي نريد.

بانتظار حزب الله
وقال: أنا وزعت نص هذا الحياد الناشط ومبادئه على عدد كبير من سفراء الدول، كي تصل هذه الفكرة الى أكبر عدد من دول العالم، وكي نتمكن من إنشاء "لوبي" دولي كي نستطيع في يوم من الأيام أن نصبح بلداً حيادياً.

وأضاف: "أما في الشق الداخلي، وعلى صعيد لبنان، فقد تلقينا اتصالات وردود فعل من الجميع باستثناء "حزب الله" الذي لم يعلن موقفاً رسمياً بعد، فكل ما يكتب في بعض الجرائد لا يعنيني ولا يمس بي، وموقفي من الحياد ليس ضد "حزب الله"، بل هو لمصلحة كل اللبنانيين، فالفقر اليوم يطاولنا جميعنا، وأنا أعتقد أنه لا يزال هناك سوء فهم لموضوع الحياد".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024