يوم الاستقلال وذكرى اغتيال الجميّل: أكاليل على ضريح البلاد

المدن - لبنان

الأحد 2021/11/21
في العيد الثامن والسبعين للاستقلال، يعيش اللبنانيون أسوأ أزماتهم المتكاملة على المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية. وفي مشهد متكرّر عن أعوام سابقة طيلة العقدين الماضيين، يحلّ عيد الاستقلال هذا العام وسط تشرذم سياسي وتعطّل حكومي، كأنه يحكم على اللبنانيين بإعدام وموت إضافيين. وإن كان يطيب لرؤساء وسياسيين ومسؤولين جمع برقيات التهنئة أو إصدار المواقف في هذه المناسبة، فإنّ كل هذا لا يخفّف من وقع الانهيار المُعاش وعمق الأزمة.
وفي حين من المفترض أن يوجّه رئيس الجمهورية، ميشال عون، بهذه المناسبة كلمة للبنانيين مساء اليوم، توالت المواقف الداعية إلى صون الاستقلال وإنقاذ الشعب اللبناني من أزمته.

الراعي: إنهضوا
اعتبر البطريرك الماروني، بشارة الراعي، أنّ "عيد ​الاستقلال​ الذي نحتفل به غداً يوجّه الدعوة للشعب والمسؤولين السياسيين وللذين ما زال ولاءهم لغير الوطن، ويعرقلون سير المؤسسات الدستورية واستقلالية القضاء وفصل السلطات ويخرقون السيادة، نقول: انهضوا واشهدوا بتحصين الاستقلال وتعزيزه، انهضوا واشهدوا بالعيش في كنف الدولة ودستوريتها وميثاقها واستقلالها، والتحرر من المشاريع الطائفية والمذهبية، انهضوا واشهدوا لتلك الأيام المجيدة حين اتّحد اللبنانيون واعلنوا استقلال دولة لبنان بعد 23 سنة على تأسيسها، انهضوا واشهدوا لفجر لبنان الذي كان أول دولة تتوحد وتوحد وتستقل وتتحرر في هذا الشرق".

مسؤولون غير استقلاليين
وفي العظة التي ألقاها الراعي في قداس يوم الأحد في بكركي، قال إنّ "الاستقلال يشكو اليوم من وجود لبنانيين غير مستقلين ولبنانيون يشكون وجود مسؤولين غير استقلاليين". وشدد على أنّ "الاستقلال لا يتعايش مع ضعف الدولة أمام الخارجين عنها، ومع حكم لا يوفر الحياة الكريمة لشعبه. ولا يتعايش الاستقلال في وطن تحول ساحة صراعات لجميع مشاكل الشرق الأوسط والعالم". وختم بالإشارة إلى أنه "حبذا لو يدرك المسؤولون أنّ وجود لبنان هو أساساً مشروع استقلال سيادي حيادي في هذا الشرق، حبذا لو يدركون أنّ ضعف وحدة لبنان ناتج عن ضعف استقلاله، بالتالي بداية الانقاذ تبدأ باستعادة استقلال لبنان وترسيخ حياده الإيجابي الناشط".

الحريري حزين جداً
وغرّد زعيم تيار المستقبل، رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، على تويتر سائلاً "بأي كلام نتوجه إلى اللبنانيين بعيد الاستقلال؟ لو قيّض للكلام الذي يتردّد منذ سبعة عقود أن يتحقّق لكان لبنان اليوم جنة الله على الأرض وليس دولة تقف على حدود جهنم". وتابع مشيراً إلى أنه "كاد لبنان في بعض المراحل أن يكون جنة الشرق ومنتدى العرب للحضارة والحوار والثقافة والديموقراطية، ومحزن جداً جداً أن يشعر المواطن اللبناني بعد 78 عاماً على الاستقلال أنه يحتاج إلى دولة حرة سيدة مستقلة ليست رهينة حزب أو طائفة أو منصة لحراس الحروب الأهلية العربية. وعلى الرغم من هذا الواقع المرير، لا مجال سوى أن نردد في هذا اليوم، حمى الله لبنان وشعبه وجيشه واستقلاله من كل شر".

أكاليل سنوية
وكما درجت العادة، تحرّكت الدولة اللبنانية ممثلة بوزرائها ومسؤوليها لوضع أكاليل الزهر على أضرحة رجال الاستقلال. فوضع وزير البيئة ناصر ياسين ممثلاً رئيس الجمهورية اكليلاً على ضريح رئيس الحكومة الراحل صائب سلام في قصقص، ووضع وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي إكليلاً على ضريح رئيس الحكومة الراحل رياض الصلح في الاوزاعي. كما وضع وزير الدفاع الوطني موريس سليم بإسم الجمهورية اللبنانية إكليلاً على ضريح الرئيس فؤاد شهاب في بلدة غزير كسروان، كذلك وضع وزير الاتصالات جوني القرم، إكليلا بإسم الجمهورية اللبنانية على ضريح رجل الاستقلال الوزير الراحل حميد فرنجية في إهدن، ووزير الصناعة جورج بوشيكيان على ضريح مؤسس حزب الكتائب بيار الجميّل في بكفيا.

اغتيال الجميّل الحفيد
وفي ذكر اغتيال حفيد الجميل، بيار الجميّل، غرّد الحريري قائلاً "صديق ورفيق درب سقط برصاص الغدر في مثل هذا اليوم. شهادته ستبقى إعلاناً صارخاً لحرّية لبنان، تحية من أعماق القلب لشجاعته ووفائه وروحه الطيبة". كما غرّد شقيقه، رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميل "صاروا 15 سنة! اشتقتلك! كلنا اشتقنالك! رفاقك ما رح يسمحوا أنو يروح استشهادك هدر على طاولة المساومات. صوتنا أعلى من أي وقت مضى ومعركتنا صلبة أكتر من أي وقت مضى. ومتل ما أنت قلت: لن نختار الطريق السهل بل طريق الحق". كما قال رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، إنّ "الشهداء حافز لنا لإكمال المسيرة"، في حين شدد عضو كتلة الجمهورية القوية النائب إدي أبي اللمع على أنه "نفتقدك في نضالنا لاستعادة القرار الحر".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024