ساميّو "الكتائب"

صبحي أمهز

الجمعة 2016/06/17
يتصارع في "حزب الكتائب"، ضمن الأطر التنظيميّة، جيلان وعقليّتان. فالرئيس الحالي لـ"الكتائب"، الشاب سامي الجميّل، يسعى إلى ترسيخ جيله وعقليّته الشبابيين في وجه التراكم التاريخي المتمثّل في "وجهاء" قدّمهم الحزب وأسهم في ترسيخهم وتنصيبهم. ولهذا الهدف يرافقه فريق شبابي يرعى تقدّم الجيل الجديد في المؤسسة الحزبيّة والسياسة.

هنا إطلالة على بعض الذين يشغلون المشهد الخلفي المستعد ليكون الصورة المستقبليّة لـ"الكتائب":

سيرج داغر
تبدأ عينة القيادة غير التقليدية للكتائب من سيرج داغر، مواليد بكفيا عام 1974. انتسب إلى الحركة الإصلاحية الكتائبية، برئاسة النائب الراحل بيار الجميل، عام 2005، أبان إنتفاضة الإستقلال.

ما يجمع داغر والجميل، أبعد من السياسة، إذ كانا صديقين وزميلي دراسة في مدرسة "الشانفيل" ديك المحدي. وتدرجت الصداقة إلى أن أصبحا رفيقين في الحزب.

داغر الذي يشغل عضوية المكتب السياسي في الحزب لم يرث منصبه من والده. كل ما في الأمر هو أنه ابن بيت كتائبي آمن "بالله والوطن والعائلة".

ولا تركز معيشة ابن الـ٤٢ عاماً على العمل الحزبي، فسيرج الحائز شهادة دراسات عليا في الإعلام والتسويق من "جامعة سيدة الويزة"، يعمل مديراً في شركة للإعلام. أما عمله في "الكتائب" فيقتصر على اهتمامه بالشأن العام. يقول لـ"المدن": "نحن لم نطرح أنفسنا كسياسيين تقليديين، إنما نحن شباب نعمل في الشأن العام بهدف تغيير واقع الحال في البلاد لعلنا نستطيع تأمين الحياة الكريمة إلى الأجيال المقبلة. فنحن لسنا أشخاصاً طامحين للوصول إلى المناصب، وسنكون في المستقبل حيث يريدنا حزبنا أن نكون، سواء في الإستحقاقات المطلبية في الشارع أم في المراكز السياسية".

باتريك ريشا
وجه شبابي آخر لمع إسمه في الأوساط الكتائبية، هو نائب الأمين العام باتريك ريشا، المولود في عمارة شلهوب عام 1982. درس العلوم السياسية في "جامعة الحكمة "، المكان الذي تعرف فيه على "الرفيق سامي الجميل" عام 2000. وانتقل ريشا بعد الدراسة إلى الموقع الإلكتروني لمحطة "MTV"، حيث بقي في عمله إلى أن استقال منه وتفرغ في "الكتائب" منذ عام 2014، مكرساً وقته للورشة التنظيمية الحزبية.

تدرّجت علاقة باتريك ريشا بسامي الجميل، من النضال في الحركة الطلابية في "الجامعة اليسوعية" إلى تأسيس مجموعة "لبناننا" عام 2006، وصولا إلى قسم اليمن الكتائبي عام 2007.

وانتُخب باتريك ريشا رئيساً لمصلحة الطلاب والشباب عام 2010، ثم صار مساعداً للأمين العام للحزب لشؤون الطلاب، ليتولى أخيراً منصب نائب الأمين العام.

المختلف بين ريشا ورفاقه القياديين الشباب، أنه يفضل البقاء في الظل، ويقول لـ"المدن": "ما يهمني هو تطوير العمل الحزبي، وليس لدي في المدى المنظور أي رغبة في تبوء المناصب السياسية. بل الأساس هو كيفية فتح آفاق جديدة لاستقطاب رفاق جدد".

ألبير كوستانيان
إسم آخر ولكن بالموقع الإستشاري، لرئيس "حزب الكتائب"، زميل سامي الجميل منذ المرحلة الثانوية في مدرسة "الليسيه الفرنسية"، ألا وهو ألبير كوستانيان، الذي ولد في صور عام 1980. يرجع تاريخ انتساب كوستانيان إلى "الكتائب" إلى عام 2007، بُعيد إغتيال النائب بيار الجميل. وقبل ذلك التاريخ كان هذا الشاب الذي درس الإقتصاد في "الجامعة اليسوعية" وأكمل دراساته في باريس من مؤسسي حركة "لبناننا"، لكن اغتيال النائب بيار الجميل فرض واقعاً جديداً، أساسه أن رفاق سامي أصبحوا "الكتائبيين الجدد".

التجربة العملية الأولى لكوستانيان، كانت عام 2009، حيث تولى إدارة الماكينة الانتخابية لـ"الكتائب". بقي بعدها متنقلاً بين لبنان وباريس، حيث يعمل مستشاراً إستراتيجياً في شركة ARTHURD LITTLE، إلى أن قرر أخيراً تولي مكتب بيروت في الشركة المذكورة منذ عام 2014، لينتقل بشكل نهائي إلى لبنان ويعمل مستشاراً كتائبياً.

الياس حنكش
للياس حنكش قصة مغايرة. ابن رومية، مواليد عام 1977، ناضل في صفوف القاعدة الكتائبية. خاض العديد من المحاولات لرص الصفوف الحزبية، إلى أن نظم عام 1996 أول اجتماع بين سامي الجميل وألبير كوستانيان من جهة وطلاب من "جامعة الكسليك" من جهة ثانية، في منزله.

خريج إدارة الأعمال في "جامعة الكسليك" ومهارات القيادة في "جامعة هارفرد"، عمل عام 2006 مديراً لفرع اليابان في "شركة رد بول"، وانتقل بعدها إلى العديد من البلدان. لكن النقطة المفصلية بالنسبة إليه كانت عام 2009 عندما خاض الشاب سامي الجميل المعركة الانتخابية، فقرر العودة إلى لبنان، وكثف نشاطه الحزبي ليصبح عام 2014 عضواً في المكتب السياسي.

ميرا واكيم
وللمرأة الشابة في "حزب الكتائب" دورها، إذ يطبق الحزب مبدأ الكوتا النسائية في المواقع القيادية. القيادية الأصغر في المكتب السياسي الكتائبي ميرا واكيم مواليد صور عام 1988، حائزة شهادة الدكتوراه في الصيدلة من "الجامعة اللبنانية الاميركية"، بدأت رحلتها الكتائبية عندما سافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 2009، حيث شعرت بانتمائها ومسؤوليتها تجاه لبنان، وبدأت تستهويها القراءات السياسية، إلى أن عادت إلى الوطن، وعملت في مصلحة الصيادلة في "الكتائب" عام 2012.

لكن عمل ميرا واكيم في مصلحة الصيادلة لم يصل إلى حدود الانتساب الحزبي، حتى عام ٢٠١٤، تاريخ إنتسابها إلى إقليم كسروان- قسم ساحل علما.

مستغرَبة المدة القياسية التي وصلت خلالها ميرا واكيم إلى القيادة، لكن الديناميكية في النظام الداخلي تسمع للأعضاء المنتخبين في المكتب السياسي بانتخاب ٦ أعضاء لا تسري عليهم الأقدمية الحزبية. وهذا ما طبق في حالة واكيم.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024