منير الربيع
راعى الرؤساء موقف الثنائي الشيعي بعد العقوبات على الوزير علي حسن خليل، فلم يستعجلوا الضغوط في تسليم مسودة حكومية ورمي الكرة في ملعب رئيس الجمهورية. لم ينجح اللواء عباس ابراهيم في الحصول على موافقة فرنسية حول توسع حجم الحكومة، وإبقاء وزارة المال في يد حركة أمل. الجواب واضح إما التسهيل وإما المزيد من العقوبات. وتشير المعلومات إلى أن الضغوط أدت إلى تعديل الكثير من المواقف، فرئيس الجمهورية غير قادر على الرفض، بينما الثنائي الشيعي قد يعمل على تمرير هذه الحكومة. ولكن مهمتها لن تكون سهلة في ظل هذه المعطيات.
الانحناء أمام الرياح
يصر أديب ومن خلفه رؤساء الحكومة السابقين، على تسليم المسودة الوزارية إلى رئيس الجمهورية، ويبقى عليه رفضها أو التوقيع على مرسوم تشكيلها. بحال رفض عون، سيكون عرضة مع المقربين منه إلى عقوبات. وهذه يريد أن يتجنبها. ولذلك يبعد باسيل عن الملف كي لا يكون مهدداً. قد يطلب عون تعديلاً في التركيبة، خصوصاً أنه يستعد لشن حملة مضادة تحت شعار أن رئيس الجمهورية ليس "باش كاتب". وسيهاجم بهذه الحملة كل المسيحيين المعارضين له. في المقابل، مصادر رؤساء الحكومة السابقين تعتبر أن عون سيرضى بالحكومة، ولن يكون قادراً على رفضها، وستحال إلى المجلس النيابي، وسط توقعات بأن يمررها أيضاً الثنائي الشيعي.. انحناءً أمام الرياح بانتظار عبورها. أما بحال رفض الصيغة الحكومية، سيكون المعرقلون أمام عقوبات واسعة وشاملة.
غسان سلامة.. مثلاً
بعض المعلومات تتحدث عن أن الحكومة ستولد الأسبوع المقبل، وستحوي أسماء جيدة جداً ولها وقعها، من بينها مثلاً الوزير السابق غسان سلامة، المطروح لوزارة الخارجية، كمقاتل قادر على استعادة علاقات لبنان العربية والدولية وتحسينها. وحسب المعلومات، عندما فوتح سلامة بالموضوع وضع بعض الشروط، وتمسك بأن تكون حكومة إنقاذ وإصلاح، وسيحكم على الحكومة من تركيبتها للقبول، وسيستقيل منها فيما بعد، إذا ثبت عكس ذلك.
اسم غسان سلامة سيمثل تحولاً في مجريات السياسة اللبنانية، وستكون عودته انقلاباً على الانقلاب الذي نفذ في لبنان على القرار 1559 باغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولكن وجوده في الخارجية، ككاثوليكي، سيغير معادلة توزيع الوزارات السيادية، التي كانت تتوزع على الموارنة والأرثوذكس والسنة والشيعة. بحال حصل كاثوليكي على وزارة الخارجية، سيكون نائب رئيس الحكومة الأرثوذوكسي معززاً بحقيبة وازنة، وسينال الأرثوذوكس أيضاً حقيبة ثانية وزانة.