زكي التقى الرؤساء الأربعة: طرح برّي يُبنى عليه

المدن - لبنان

الخميس 2021/04/08
جال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، على الرؤساء الأربعة، في زيارة سريعة قام بها إلى بيروت. فالتقى رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسّان دياب، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري. لم يحمل زكي معه، والوفد المرافق، أي مبادرة لحلّ الأزمة في لبنان، بل عرض للمساعدة في الاتصالات والتواصل بين المكوّنات اللبنانية بحثاً عن مخارج للأزمة. فعرض تدخّل الجامعة العربية على هذا الخط، إن رأى المسؤولون في لبنان من حاجة لذلك، مثمّناً الطرح الذي قدّمه الرئيس نبيه برّي لتشكيل الحكومة.

عون يرّحب بـ"الجامعة"
ورحّب الرئيس عون بزيارة زكي، مؤكداً الترحيب "بأي مبادرة تقوم بها جامعة الدول العربية في حل الأزمة اللبنانية الراهنة"، مشيراً إلى أنّ "الاهتمام الذي تبديه الجامعة العربية حيال لبنان هو موضع تقدير، لأنّ لبنان من مؤسسي الجامعة والحريصين على احترام ميثاقها وكل القرارات التي تصدر عنها والتعامل معها بإيجابية". وحسب البيان الصادر عن قصر بعبدا، "شرح الرئيس عون للسفير زكي الأسباب التي حالت حتى الآن دون تشكيل الحكومة والعراقيل التي وضعت في سبيلها"، مؤكداً التزام لبنان تطبيق اتفاق الطائف والعمل استناداً إلى بنوده، لاسيما في كل ما يتصل بإنشاء السلطات الدستورية وعملها وانحلالها. فشدد عون على أنّ "كل ما يقال خلاف ذلك أو يوحي بأن اتفاق الطائف مهدّد، هو كلام لا يستند إلى الواقع وتروجه جهات معروفة ومعنية بالتأليف، مذكراً بأن رئيس الدولة هو الوحيد الذي يقسم اليمين على الدستور للمحافظة عليه".

زكي: أزمتان متلازمتان
وبعد لقائه عون، صرّح السفير زكي من بعبدا قائلاً: "نقلت للرئيس تحيات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وحرصه على متابعة الوضع في لبنان، وهو وضع متأزم". واعتبر أنّ في لبنان "أزمة سياسية وأزمة اقتصادية ضخمة. والأزمتان متلازمتان، ولا يمكن حل الأزمة الاقتصادية من دون الوصول إلى مخرج وتسوية للأزمة السياسية". وأضاف "من هذا المنطلق عرضت على فخامة الرئيس استعداد الأمين العام للمساعدة في الاتصالات بين الأطراف الرئيسية في هذه الأزمة، إذا كان هناك داع للتدخل من الجامعة العربية، وحتى إذا كان الأمر يتطلب أن يكون سقف الجامعة هو السقف المقبول من الجميع، فنحن حاضرون لذلك". ولفت إلى أنّ عون "رحبّ مشكوراً بهذا الطرح، مؤكداً أن لا مشكلة لديه بذلك، وقد تفضل بموافقة ومباركة هذا الأمر. وسوف تكون هناك اتصالات مع الاطراف السياسية لحلحلة الوضع السياسي". وحول اتفاق الطائف، قال إنه "جرى خلال اللقاء الاستفسار عن الكلام الذي كثر في الفترة الأخيرة حول اتفاق الطائف ومصيره وعما إذا كان مهدداً بشكل من الأشكال، فأكد الرئيس عون ان اتفاق الطائف غير مهدد وهو أساس الدستور اللبناني، وبالتالي هو لا يستشعر أي تهديد للاتفاق".

عين التينة
ثم زار زكي عين التينة، حيث التقى الرئيس برّي، وأعرب بعد اللقاء عن "قلقه من الوضع في لبنان، أكان على الصعيد الاقتصادي أو السياسي"، مؤكداً أنه "يجب وضع المسؤولية الوطنية فوق الاعتبارات الضيقة". ورأى زكي أنّ "أفكار برّي يبنى عليها ويمكن أن تشكّل مخرجاً"، مشدداً على أن "الوضع الراهن ينبغي ألا يستمر أكثر من ذلك، والجامعة مستمرة في اتصالاتها مع الأطراف السياسية للمساعدة في الخروج من الأزمة". وشدد على أنّ الجامعة "لا تعمل إلا تحت المظلة العربية ووفق قرارات مجلس الجامعة العربية ورؤية الأمين العام. بالتالي، الوضع الذي نعمل عليه هو تنفيذ فكرة تخرج المأزق السياسي الحالي من الوضع الذي هو فيه، وجامعة الدول العربية سبق أن أيّدت المبادرة الفرنسية من ناحية تشكيل حكومة اختصاصيين تنقذ البلد".

رئيسا الحكومة
ثم التقى زكي رئيس حكومة تصريف الأعمال، وخرج من السرايا الحكومية مشيراً إلى أنّ "الوضع في لبنان حرج ومحفوف بمخاطر كثيرة". كما لفت إلى أنّ الحديث مع دياب "كان صريحاً وتطرّق إلى مستقبل الوضع، وكيف يمكن للمجتمع الدولي والعربي أن يساعد في هذا الشق". وتابع: "أكّدت لدياب أن الوضع يجب أن يشهد حلحلة سياسية، ووجدت تفهّماً حول هذه النقطة"، مضيفاً "ندرك أنّ الوضع الاقتصادي والأزمة السياسية يحتاجان إلى مساعدة عربية ومدّ يد العون للأطراف، وهذا ما نحن مستعدون للقيام به ونأمل الوصول إلى المنهج الأفضل لكيفية مساعدة لبنان للخورج من أزمته".
وانتقل زكي بعدها إلى "بيت الوسط"، وأشار بعد الزيارة إلى أنه "عرضت على الحريري رغبة الجامعة العربية في حلحلة الأزمة الحكومية والرغبة في إخراج لبنان من هذا المأزق الذي يولده تعثر تشكيل الحكومة". وأكد زكي أنه "لا نشخصن الأمور ولكن نعلم المواقف السياسية لكافة الأطراف ونأمل في الخروج من الأزمة. واستمعتُ إلى وجهات النظر وأين تكمن العقبات ولدى الحريري فكرة حول طرح الرئيس برّي المقبولة". وشدد على أنه بصدد إجراء المزيد من الاتصالات لتبيان الموقف، ومنها احتمال الاتصال برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، معتبراً أنّ "الشعب يستحق أن يتم العمل من أجل مصلحته للخروج من الوضع الاقتصادي الصعب. ونريد تدارك الوضع قبل فوات الأوان".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024