عملية حزب الله تلتزم قواعد الاشتباك.. و"الرسائل الحامية" مستمرة

منير الربيع

الإثنين 2020/07/27

الضربة التي استهدف فيها حزب الله قوة إسرائيلية، بعد ظهر الإثنين 27 تموز، هي مؤشر على التزامه قواعد الاشتباك القائمة وعدم تغييرها أو إسقاطها. تبقى معادلة ضربة مقابل ضربة قائمة. وتشير المعطيات إلى عدم الذهاب إلى معركة أوسع أو أكبر. إلا إذا لجأ الإسرائيلي إلى خيار يضع فيه الجميع تحت الأمر الواقع في ذهابه إلى مواجهة كبيرة.

الرسائل الحامية
بمعزل عن تطور الوضع العسكري في الجنوب، يبدو أن ما يجري من توتر يشير إلى إن تلك المنطقة، وحركة حزب الله العسكرية فيها، وترسيم الحدود وعمل قوات الطوارئ الدولية، هي المدخل لأي حلّ سياسي للأزمات المترابطة.

العنوان العام الذي ينطبق على الوضع اللبناني الراهن مع المجتمع الدولي، هو رسائل حامية تهدف إلى تبريد الجبهات.

وينطبق هذا على الملفات الداهمة كلها على الساحة اللبنانية: من الوضع المتوتر في الجنوب - الذي يشهد كل يوم حدثاً قابلاً للانفجار بشكل واسع في أي لحظة، وشهد اشتباكاً محدوداً - إلى الأوضاع السياسية الداخلية والاقتصادية والمالية.

الخواء السياسي
داخلياً يتسيد الفراغ المشهد. وأزمة كورونا التي تجتاج المناطق، قد تسهم في إراحة السياسيين من انعدام نشاطهم السياسي، فيكتمل غياب أي نقاش سياسي حقيقي.

الوضع المالي والاقتصادي على حاله في انهياره الرتيب أيضاً. والموقف الدولي واضح، وأُبلغ للحكومة اللبنانية: لا مساعدات قبل تحقيق الإصلاحات الاقتصادية والإدارية السياسية. والرسالة الأهم: لا تعاون مع هذه الحكومة.

وهذا هدفه، في ظل الخواء السياسي اللبناني العام، التصرف بجدية، لمنع البلد من الانهيار الكامل والشامل. 

رسائل الجنوب
لكن الرسائل التحذيرية الحامية والأهم التي يتلقاها لبنان الرسمي، تتناول التطورات المستمرة في الجنوب. أكثر من رسالة تلقاها لبنان من المجتمع الدولي مباشرة في هذا المجال. وهناك أيضاً رسائل غير مباشرة تلقاها من الإسرائيليين الذين يحملون الدولة اللبنانية مسؤولية أي رد يقوم به حزب الله.

يختلف كثر في الداخل اللبناني حول حقيقة الرسالة الإسرائيلية التي وصلت عبر الأمم المتحدة. ويجذب المشهد في الجنوب اللبناني الاهتمام كله: من سقوط الدرون الإسرائيلية، إلى ما جرى في منطقة كفرشوبا وأدى إلى رفع منسوب الاستنفار بعد إطلاق النار الذي حصل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. فيما عمل الإسرائيليون طوال الأيام الماضية على تعزيز وجودهم العسكري على الجبهة الشمالية، تحسباً لأي تطورات. وقد أوحت حشودهم وكأنها استعداد لمعركة طويلة، نظراً لعدد الجنود الذين نقلوا إلى الحدود، إضافة إلى زيارات مسؤولين إسرائيليين المتكررة إلى تلك المنطقة.

أميركا - إيران 
التوتر قائم ومستمر. لكن حتى الآن لا شيء يوحي بتغيير قواعد الاشتباك. رد حزب الله جاء كما درجت العادة بعد تبادل هذا النوع من الرسائل، لاستقراء رد الفعل الدولي وطريقة التصرف مع هذا الوضع. وهو رد يستبطن عدم الذهاب نحو حرب أوسع أو أشمل، لبنان واللبنانيون في غنى عنها.

لكن هذا لا يعني إبعاد شبح التوتير الذي سيبقى قائماً، وتتوافر فيه كل مقومات التصعيد. طالما أن التصعيد الأميركي - الإيراني مستمر، وطالما أن واشنطن ماضية في ضغوطها على حزب الله ولبنان، المرتبطة بالتصعيد في ملف قوات اليونيفيل التي يطالها التوتر بعد ما جرى يوم الأحد من استنفار بينها وبين أهالي بعض القرى الجنوبية.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024