شهية عون تبطئ التأليف: الوزارات السيادية والمصرف والميدل إيست

منير الربيع

الخميس 2020/10/29
كل الأجواء الإيجابية التي سادت عملية تشكيل الحكومة، في الأيام الماضية، بدأت تخفت نسبياً. هذا لا يعني أن السلبية هي التي تطغى. ولكن هناك نقاط عديدة لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها. نقاط قابلة للحلّ في أي لحظة، إذا ما ارتأى أحد الاطراف تقديم تنازلات.

لا يزال الاتفاق يحتاج إلى مزيد من التشاور بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، قبل توجه الحريري للقاء سائر الأفرقاء، والانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة. لا شك أنه عندما ينجز الحريري اتفاقه مع عون، يعني أن الحكومة ستكون أمام ولادة سريعة. طبعاً، سيحدث هذا إثر لقاءات أو اتصالات سيجريها الحريري مع الرئيس نبيه بري، والخليلين، وتيار المردة والحزب التقدمي الاشتراكي. لكن التفاوض مع كل هذه القوى سيكون سهلاً جداً، بخلاف التفاوض مع عون على توزيع الحقائب وتسمية الوزراء المسيحيين.

في الثلث المعطِّل
يحاول الحريري فرض حكومة من 18 وزيراً. لكن عون يرفض ذلك بشكل قاطع. فلو نجح الحريري بتشكيل حكومة من 18 وزيراً، وعلى الرغم من الاعتراض الميثاقي عليها من قبل الدروز والكاثوليك، فإنه سيكون قد شكّل سابقة أولى منذ أيام الوصاية السورية. وهي عدم حصول أي طرف على الثلث المعطّل. لأنها ستكون حكومة 3 ستات. فحسابات هذه الحكومة وتوزيعتها مختلفة عن التوزيعات السابقة. بمعنى أن الثلث المعطل ما قبل التسوية الرئاسية، كان مختلفاً عن ما بعدها. قبل التسوية كان الثلث يحتسب من حصة حزب الله وحلفائه، أي حصة التيار الوطني الحرّ ضمناً. أما بعد التسوية، فقد تشكلت الحكومة بثلثين معطلين، ثلث للتيار الوطني الحرّ ورئيس الجمهورية، منفصل عن ثلث حزب الله وحلفائه. في حسابات حكومة الـ18، إذا ما اتفق حزب الله وعون والحلفاء على قرار معيّن فعندها يكون الثلث متوفراً لا بل الثلثينن، بينما لا يمتلك أحدهما الثلث المعطل بشكل منفصل عن الآخر.

المداورة والطاقة
يصرّ عون على حكومة من عشرين وزيراً، ويعتبر أنه انتزع هذه الورقة من يد الحريري، لحفظ حصة طلال ارسلان. وبحال رفع عدد وزراء الحكومة إلى عشرين، يعني أن لعبة الثلث المعطل قد عادت مجدداً. كما يعتبر عون أنه انتزع من الحريري وفق مبدأ المداورة وزارة الداخلية مقابل الخارجية للسنّة، واحتفظ بوزارة الدفاع، على أن تؤول إلى ماروني. ما يعني أن المداورة حصلت مذهبياً، فيما يتمسك أيضاً بوزارة العدل، ولا يبدو مستعداً للتخلي عن وزارة الطاقة. ويعمل وسطاء كثر على إيجاد شخصية يتفق عليها الحريري وباسيل، أو على الأقل لا يمانعانها. وهناك امرأة تعمل في مجال الطاقة المتجددة في بنك عودة، يتم البحث في إمكانية توليها حقيبة الطاقة.

في مسار التوزيعات أيضاً والتي تبقى خاضعة للتغيير، قد يتخلى حزب الله عن وزارة الصحة مقابل الحصول على وزارة الأشغال أو التربية، والمردة يطالب عندها بوزارة الاتصالات، فيما تؤول الصحة إما إلى الإشتراكي، أو المستقبل بتعيين فراس الأبيض مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي. ولكن بمعزل عن لعبة التوزيعات هذه القابلة للتغير، تبقى مسألة أساسية يركز عون عليها. فهو يريد تحقيق ما عجز عن تحقيقه في السنوات الأربعة الفائتة من عهده. إذ أنه لا يريد رأس رياض سلامة فقط، بل كل المؤسسات التابعة لمصرف لبنان وخصوصاً طيران الشرق الأوسط. هذه الشروط حاضرة في المفاوضات، أو في الكمائن التي يحاول نصبها على الطريق. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024