"مصيبة" العهد تجمع المردة والكتائب

المدن - لبنان

الخميس 2019/04/25

"المصيبة"، لا غيرها، هي التي تجمع الزعماء الموارنة في لبنان. مصيبة ترشيح الرئيس سعد الحريري لسليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، هي التي جمعت ميشال عون وسمير جعجع، ودفعت الأخير إلى دعم ترشيح الأول لرئاسة الجمهورية. ومصيبة تصرفات الوزير جبران باسيل، كـ"وزير أول"، يريد محاصرة كل القوى المسيحية الخارجة عن تياره، هي التي جمعت سمير جعجع وسليمان فرنجية قبل أشهر، فيما كانت القوات اللبنانية وتيار المردة يتعرضان لحصار من باسيل على صعيد الحصص الحكومية. واليوم مصيبة باسيل وسطوته، هي التي تجمع المردة بحزب الكتائب، وتسهم في عقد اللقاء بين فرنجية والنائب سامي الجميل.

بين موالاة ومعارضة 
صحيح أن اللقاءات والاتصالات بين الطرفين لم تنقطع، لكن تعزيزها اليوم ينطلق من مبدأ التعاضد ما بين هذه القوى، المخاصمة للتيار الوطني الحرّ، كي لا تخلو الساحة له. وربما تُقرأ فحوى اللقاء بين الرجلين من الموقف الذي أعلنه فرنجية، إذ اعتبر أنه كتيار "نصف موالاة ونصف معارضة" يلتقي مع "معارضة" الجميّل للعهد.

وشدد فرنجية على أن "التنسيق مستمر، وسيستمر في المستقبل بكافة المواضيع، حتى نخرج من هذا الجو الاقتصادي والاجتماعي. فالناس يئست من السياسة ويهمها الوضع الاقتصادي والاجتماعي"، مضيفاً: "في الموضوع السياسي، سامي والأصدقاء يعرفون أننا في موقعين مختلفين. ولكن الأهم أن يكون الاختلاف ديموقراطياً، لكن أموراً كثيرة تجمعنا في الواقع اللبناني وبما يتصل بمصلحة الناس". وقال: "نحن ممثلون في الحكومة، ولكننا لسنا راضين عن طرح الموازنة بتخفيض الرواتب".

وجزم فرنجية أن "المطلوب تقليص النفقات في الموازنة، والقيام بقراءة مالية جديدة، وتقديم طرح بديل. وهذه الإجراءات ضرورية جداً. ونحن نعارض بعض الأمور ونوافق على أخرى. وندرس كيف يمكن أن نتصرف تجاه الأمور المختلفة، ونحن لدينا وزير داخل اللجنة التي تدرس خطة الكهرباء، وجرى نقاشها اليوم. وهناك موضوع الهيئة الناظمة، التي نرى ضرورة وجودها". وعن إمكانية زيارته الى معراب، ذكّر فرنجية: "أعلنا أن المصالحة لن ترجع إلى الوراء، ومن المؤكد أننا سنلتقي ولكن الموقع غير مهم".

ندرة الصدق والأخلاق
في المقابل، أكد الجميّل أن "الزيارة عزيزة علينا. وما يجمعنا مع سليمان فرنجية وتيار المردة قيم مشتركة. وهي بالدرجة الأولى الصدق والأخلاق. وهي أمور نادرة في حياتنا السياسية". واعتبر الجميل أن "التطورات يمكن أن توصلنا لتموضع استراتيجي بيننا".

وحسب ما تشير مصادر متابعة لمجريات اللقاءات، فإن وفد تيار المردة تحدث على ضرورة التعاضد للأيام المقبلة، فلا يمكن ترك الساحة المسيحية للوزير باسيل "يسرح ويمرح" لوحده. ولا بد من التنسيق من الآن إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد ثلاث سنوات، وإن لم يتم البحث في الأسماء أو طرح التوافق على إسم منذ الآن. لكن لا بد من الاتفاق على إطار معين، للتحضير للمواجهة، وتشكيل هذه الجبهة، التي ستكون قادرة على فرض ما تريده رئاسياً، بخلاف ما جرى في تسوية انتخاب الرئيس ميشال عون.

وتلفت بعض المصادر إلى أن اللقاء بين فرنجية والجميل، يأتي بمساع من قبل المردة، التي لم تستطع الحصول على موقف واضح من القوات اللبنانية لدعم فرنجية، لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، فكان لا بد من تعزيز فرنجية لموقفه عبر الانفتاح على الكتائب.. لتبقى الأمور مرهونة بالمسار المستقبلي. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024