سيناريو جديد للطفيل: الاحتلال النهائي

المدن

السبت 2014/08/16
يبدو أن البقاع والقرى الحدودية أضحت جزءاً لا يتجزأ من المشهد السوري. بغياب الدولة والقوى الأمنية والجيش عن حماية الحدود، يسهل انتهاك السيادة، تارة من جماعات مسلحة وتارة من الجيش السوري بالشراكة مع حزب الله.

جديد البقاع بعد عرسال، بلدة الطفيل الحدودية التي هجر أهلها منها عنوة منذ شهرين وسط صمت مطبق بعد كل الوعود والإجتماعات التي عقدت وكان أبرزها الإجتماع الأمني في وزارة الداخلية بحضور مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" الحاج وفيق صفا.

المعلومات الأولية وعلى ندرتها نتيجة الحصار المطبق على البلدة ومن تبقى فيها، تفيد بأن "حزب الله" نقل الى من بقي في البلدة وعددهم 7 أشخاص من أصل 3000 بعد أن غادر الجميع على دفعات منذ شهرين نتيجة القصف المتكرر على البلدة، رسالة سورية مفادها بوجوب مغادرة الجميع في الساعات الأربع والعشرين المقبلة، والتي تنتهي رسمياً مساء اليوم السبت.

مصادر "المدن" تفيد بأن هذا الطلب لم تعرف خلفياته بعد، وإن كان بعض اهالي الطفيل يرجحون قيام القوات السورية بعمل أمني ما في القرية اللبنانية أو حتى الدخول والتمركز فيها.

ما يحضر للطفيل، لايبدو أنه يستند إلى أي من الحجج او المبررات التي قد تقدم لتغطية ما سيحصل، الأهالي يجزمون أن واقع البلدة وجرودها لا يشبه وضع عرسال وجرودها، اذ ان جرود الطفيل مرتبطة بجرود بريتال التي يسيطر عليها كلياً "حزب الله" اضافة الى أن الطفيل بحد ذاتها دخلها "حزب الله" منذ شهرين وتمركز فيها وفي بعض البيوت بعد نزوح الأهالي.

معاناة أهالي الطفيل لا تقتصر على ما يحضر للقرية المنسية، والخوف على المنازل والأملاك والتي بقي سبعة أشخاص فيها لحراستها، بل أيضاً في تشردهم. وتفيد المصادر ان بعضهم نزح الى عرسال حيث يقيم في خيم مجاورة لمخيمات النازحين السوريين، وبعضهم الآخر نزح الى البقاع فيما نزح قسم ثالث الى بيروت، ولم يبق في القرية أحد خصوصاً أن نزوح الأهالي ترافق مع نزوح النازحين السوريين أيضاً وتوجه معظمهم صوب مخيمات عرسال.

وفق الرسالة التي تلقاها ما تبقى من أهالي الطفيل فيها، ووفق معاناة النزوح والتشرد، تحرك بعض أبناء الطفيل في بيروت للتواصل مع المسؤولين اللبنانيين فلم يلقوا اي آذان صاغية، وهم لهذه الغاية سيعقدون إجتماعاً قريباً مع النائب جمال الجراح، خصوصاً أن مطالبهم لا تتعدى العودة الى القرية برفقة الجيش لأن الطريق خطرة وتمر في الجرود، وتمركز الجيش فيها وفصلها عن المشهد السوري.

الأهالي الذين يحاولون الإستغاثة والتواصل مع أي كان لنجدتهم، لا يتحدثون عن تعويضات ولا عن مسؤوليات، فقط العودة الى قريتهم بحماية الدولة التي نسيتهم لعقود وتكرر جريمتها اليوم، بعد ان وعدتهم بالكثير منذ اشهر، لتتركهم لمصيرهم الاسود لاحقاً.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024