المدن - لبنان
وأضاف الراعي:"المثالثة تمسّ لبنان وكيانه. لبنان هو العيش المسيحي – الإسلامي، وكانوا يصفونه بالطير ذي الجناحين، لكن إذا وضعت له 3 أجنحة لا يمكنه أن يطير، والمثالثة هي تمزيق للنسيج اللبناني، لبنان ليس دولة طائفية، لبنان دولة مدنية تفصل الدين عن الدولة، لكنها احترمت مكوناته، والولاء يجب أن يكون للبنان، والمواطنة هي الأساس".
جعجع: استقالة الرئيس
موقف الراعي يلاقي قبولاً مسيحياً واسعاً. وقد سارع رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، إلى مساندة موقف البطريرك، داعياً لاستقالة رئيس الجمهورية، والذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة. وقال جعجع:"موقفنا واضح منذ البداية بعدما وصل البلد إلى ما وصل إليه أنه يجب على رئيس الجمهورية الاستقالة، لكن المشكلة تكمن في حال استقال في ظل الأكثرية النيابية الحاكمة الحالية، إذ سيُعاد انتخاب رئيس مثله. لذلك يجب الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة، لتكون هذه الاستقالة مفيدة وتؤدي إلى شيء ما. وبذلك، تصبح هناك أكثرية نيابية أخرى، وهذه الأخيرة تنتخب رئيساً جديداً".
وأضاف جعجع، أنه "إذا استقال رئيس الجمهورية الآن، فهذا طبعاً أمر مرحبّ به. لكن لنفترض فعل ذلك، نعود إلى الأمر ذاته، ونكون من دون حلّ للأزمة الحالية". مؤكداً أن "بكركي صخرة لبنان طوال عمرها، واللبنانيون يلقون كتفهم على هذه الصخرة. ومنذ 100 سنة لغاية اليوم، لم تخذل بكركي اللبنانيين. البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لم يتجه إلى الدعوة لمؤتمر دولي لحل أزمة لبنان، إلا بعدما استنفد كل الوسائل التي بين يديه لإقناع المسؤولين في السلطة، تحديداً رئيس الجمهورية، ورؤساء الحكومات، والمجلس النيابي، وغيرهم، بالقيام بما يلزم لوقف التدهور الحاصل أقله منذ سنة وأربعة أشهر لغاية الآن. لكن لم يستطع فعل شيء. وبعد كل هذه المحاولات، وصل إلى قناعة أنه فالج لا تعالج، وهي القناعة ذاتها التي وصلنا إليها جميعاً".
حسب المعلومات، فإن تحرك الراعي لن يقف عند هذا الحدّ، إنما سيستمر بمساعيه وصولاً لعقد مؤتمر وطني عام في بكركي بين مختلف الجهات السياسية والحزبية وفئات شعبية داعمة لخياره، لبلورة تصور سياسي وإنتاج ورقة يتم التوجه بها إلى المجتمع الدولي لحماية لبنان.