نصر الله: الاحتجاجات الشعبية رهان إسرائيل لإسقاط المقاومة

المدن - لبنان

الجمعة 2020/05/22
ترك أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، الحديث في الملفات اللبنانية وتفاصيلها وأحداث الساعة، إلى إطلالته الأسبوع المقبل، في ذكرى يوم التحرير. لكنه في يوم القدس مهد لما سيقوله بعد أيام، معتبراً أن الضغوط والعقوبات الأميركية تهدف إلى تجويع اللبنانيين لتطويعهم، ودفعهم إلى التخلي عن السلاح والاستسلام في ملف ترسيم الحدود، كما تشترط أميركا وإسرائيل.

الاحتجاجات الشعبية وصندوق النقد
لكن نصر الله بدا جازماً أن لا مجال للتراجع. ولا بد من الانتصار كما انتصرت سوريا وايران على هذه الضغوط، والتي هدفت إلى اسقاط محور المقاومة. طبعاً، ثمن الانتصار سيكون قاسياً وموجعاً ولا بد من الصبر والصمود والتضحية، وهذا يعني ان الضغوط ستزداد.
استبق نصر الله أي تحركات احتجاجية شعبية، واسماً إياها بأنها رهان اسرائيلي لإسقاط حزب الله من الداخل، من خلال التظاهرات الشعبية، والرهان على انقلاب البيئة الحاضنة للحزب. وهذه الاحتجاجات لا تزال الرهان الثابت لدى الأميركيين والإسرائيليين، لأن ليس لديهم أي خيار في الذهاب إلى حرب، لا سيما ان قدرات المقاومة تعاظمت، والهدف هو ضربها اقتصادياً، وفرض الشروط لتطويعها، من خلال صندوق النقد، والذي لن يُسمح له بتقديم المساعدات، إلا اذا تم تقديم تنازلات في السياسة. ومعظم الدول التي لجأت إلى صندوق النقد، استمر فيها الجوع والأزمات.

أميركا.. أميركا
عدا عن ذلك، كرر نصر الله مواقفه المعتادة من القضية الفلسطينية وسوريا واليمن والبحرين والعراق، واعتبر ان طريق المقاومة طويل والمعركة الأساسية هي مع الولايات المتحدة الأميركية التي تروج فرض صفقة القرن. ولا يمكن الشعور باليأس مهما طالت المعركة. مشدداً على انه سيتم استكمال بناء قدرات المقاومة، التي هي ليست ضعيفة. ومن الخطأ الرهان على ضعفها. وقال نصر الله:"إن أميركا تخوض الحروب نيابة عن إسرائيل لتثبيت وجودها"، مراهناً على "حجم صمود محور المقاومة".

ولفت إلى "تعاظم المشكلات الداخلية في كيان العدو"، مؤكداً أن "مسار الأمور تقول أن وجود شعوب حيّة مقاومة لا بد أن تحصل على حقوقها"، موضحاً أن "المعركة الحقيقية هي مع الولايات المتحدة الأميركية، وما إسرائيل إلا ثكنة متقدمة في المنطقة لدى الولايات المتحدة".

وعدد "كل وسائل الدعم التي تقدمها لإسرائيل مادياً وأمنياً وعسكرياً وأسلحة، إضافة إلى تسخير كل أنواع الدعم السياسي"، مستذكراً "رفض الولايات المتحدة إدانة اسرائيل في الأمم المتحدة، ومنها عندما كانت إسرائيل تحتل جزءاً من لبنان".

وتابع: "إن أميركا تخوض الحروب نيابة عن إسرائيل لتثبيت وجودها"، مراهناً على "حجم صمود محور المقاومة".

من إسرائيل إلى إيران
ورأى أن "المشروع الحقيقي بعد ضم القدس والجولان، والتهديد لضم أجزاء من الضفة الغربية، ما يعني أن إسرائيل تسير باتجاه ضم الأراضي المحتلة، ومنها أيضاً القسم المحتل من لبنان"، منبهاً إلى "ضرورة بناء المواقف على خطورة هذه المشاريع".

وأورد نصر الله "تصنيفات عن واقع بعض الدول العربية تجاه فلسطين وانتقال بعضها إلى موقع الصديق مع إسرائيل"، وقال: "هناك دول ما زال لها موقف من قلب الصراع، وفي مقدمها سوريا وإيران وحركات مقاومة في المنطقة". وامتدح "الموقف الشعبي في هذه الدول"، مشيراً إلى "دول عربية مساندة لإسرائيل".

وعرض لـ"النظرة الأميركية تجاه إيران، والتي تتهمها بأنها مركز الثقل في دعم المقاومة. ولذلك، تعمل على استهدافها"، وقال: "إن انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي كان من باب الرهان على تغيير الوضع في إيران. لكن هذا الرهان فشل بسبب صمود إيران وشعبها". وأشار إلى "فشل رهان قيام أميركا بشن حرب على إيران، وباءت خيبات إسرائيل بالفشل في تحريضها لشن هذه الحرب"، ساخراً من "رهان إسرائيل على كورونا بأنه سيؤدي إلى قيام مشاكل تضعف إيران"، وقال: "لقد حصل العكس. خرجت إيران من هذه المحنة بقوة وتجاوز للصعوبات".

أضاف: "هناك رهانات على أن تؤدي العقوبات على إيران إلى إضعاف دعمها لمحور المقاومة، لكن هذا الرهان فشل أيضاً".

واعتبر أن "ما حصل في العراق أخيراً يتنافى مع طموحات المشروع الصهيوني بتدمير العراق، إضافة إلى هزيمة التكفيريين في العراق، وهذا يخدم المقاومة".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024