بسبب النائبة يعقوبيان.. انفجار الخلاف بين "سبعة" و"تحالف وطني"

وليد حسين

الثلاثاء 2019/03/12
عقب انتهاء الانتخابات النيابية، تمّ التداول بين ناشطي المجتمع المدني في "تحالف وطني"، بخيار إعلان النائبة بولا يعقوبيان مستقلّة عن حزب "سبعة"، الذي ترشّحت باسمه على لائحة "كلّنا وطني"، في دائرة بيروت الأولى. وتمّ التباحث بعدم مشاركة يعقوبيان في اجتماعات المكتب التنفيذي للحزب، كي تكون ممثّلة المجتمع المدني انطلاقاً من "تحالف وطني"، الذي ضمّ مجموعات سياسيّة ومدنيّة لخوض الانتخابات.
لم تخرج هذه الخيارات إلى التداول الإعلامي وبقيت مجرد اقتراحات داخل "التحالف". اليوم، وبعد إعلان حزب "سبعة" إنّ يعقوبيان "نائبة مستقلّة"، بدأت تطفو إلى السطح بعض التباينات بين حزب "سبعة" و"تحالف وطني". فقد استغرب مصدر مطّلع على كواليس التحالف هذه الحملة التي شنّها "سبعة" على يعقوبيان، في هذا الوقت بالتحديد، بعدما خاضت كل هذه المعارك في وجه قوى السلطة.

يعقوبيان تتهرّب
مصادر مقرّبة من "سبعة"، أشارت إلى أنّ الأسباب الموجبة، التي أدّت إلى اتخاذ هذا الإجراء بحق يعقوبيان، واردة في البيان الذي وزّعه الحزب. أما محاولة يعقوبيان التركيز على إظهار مشكلتها مع "سبعة" على أنها مسألة شخصية مع الأمين العام، جاد داغر، فبعيدة عن الواقع، خصوصاً أن القرار بحقها اتّخذ بتصويت أكثريّة أعضاء الهيئة التنفيذية. هذا، فضلاً عن أنّ الدكتور سليم أديب الذي تلى بيان "سبعة" يُعد شخصاً مقرّباً من يعقوبيان. 

أزمة داخل "سبعة"
يقول المصدر في "التحالف" أنّ "سبعة" يعاني من أزمة، تتعلّق بالانتخابات الداخلية للحزب. وقرّر الهروب إلى الأمام من خلال افتعال قضيّة يعقوبيان. وتساءل مستغرباً: طالما أنّ يعقوبيان مستقلّة منذ انتخابها، كونها تمثّل "التحالف" وليس "الحزب"، وهناك تعهّد خطّي منها، مثل سائر المرشحين على لوائح التحالف، بأن تمثّل "التحالف" وليس الجهة التي رشّحتها، فما الداعي إلى إعلان "سبعة" أنها باتت مستقلة؟! ويجيب المصدر: جُلّ ما في الأمر أنّ أمين عام الحزب، جاد داغر، يعاني من تهديد حقيقي في خسارة موقعه برئاسة الحزب، في وجه إحدى المرشحات لهذا المنصب، التي تملك حظوظاً كبيرة وشعبيّة في صفوف "الحزب"، الأمر الذي دفعه إلى افتعال أزمة مع يعقوبيان، لتطيير الانتخابات الداخلية.

يعقوبيان تمثّل "التحالف"
منذ البداية كانت يعقوبيان تمثّل "التحالف" وليس "سبعة"، وفق المصدر، وبالتالي ستكمل نائبة بيروت الأولى نشاطها النيابي، كممثلة لـ"تحالف وطني"، حسب الاتفاق، بمعزل عن رأي "سبعة". ورأى أنّ الحملة عليها ليست بريئة، خصوصاً أن نشاطها النيابي كبير جداً، وبدأ يسبّب مشاكل لقوى السلطة، التي تريد التخلّص منها بأيّ ثمن.

لكن رأي "سبعة" مختلف في هذا الخصوص. فحسب بعض المطّلعين على علاقة "الحزب" بالتحالف، هناك تشويه لحقيقة التعهّد الذي وقّعه المرشحون قبل الانتخابات. إذ تمّ التوافق على أن يمثّل المرشح الفائز مجموعته أوّلاً والتحالف ثانياً. وكشفت تلك المصادر عن وجود مشاكل داخل "التحالف"، معتبرة أنّه بات مجرّد "همروجة" إعلامية وهيكلاً عظمياً وحسب. عملياً، لم يعد هناك أي وجود لتحالفٍ، جميع مكوّناته مضعضعة وخالية من المناصرين. ويعقوبيان تتلطى خلفه، عندما تجد صعوبة في الرد على استفسارات الإعلاميين المحرجة، وفق المصادر.

"سبعة" إلى الانتخابات
من جهة أخرى، نفت مصادر مطّلعة على تحضيرات "الحزب" تمهيداً للانتخابات الداخلية، أي ترابط بين إعلان يعقوبيان كمستقلّة عن الحزب وانتخاباته. ولفتت إلى أنّ الحزب، على عكس ما يشاع، قرّر إجراء الانتخابات قبل موعدها لا تطييرها. وقد بدأت عملية التحضير لهذا الاستحقاق الذي حّدد موعده، من خلال التواصل مع جميع الأعضاء.

أما بخصوص مشكلة يعقوبيان، فتستغرب المصادر تخلّي "الحزب" عن نائب له في البرلمان بسبب انتخاباته الداخلية. فمن غير المنطقي أن يخسر نائباً، كي يحلّ أزمته الداخلية، غير الموجودة أصلاً. وردّت المصادر المشكلة مع يعقوبيان إلى أنّ "الحزب" ضاق ذرعاً من تصرّفاتها، بشنّ هجوم على أطراف محدّدة من قوى السلطة مستثنية أطرافاً أخرى. ففي الوقت الذي يعتبر فيه "سبعة" كل قوى السلطة فاسدة ومسؤولة عن مشاكل البلد، ورفع شعار "كلن يعني كلن"، ركّزت يعقوبيان انتقاداتها على أطراف معيّنة دون سواها. وتساءلت المصادر هل هذا التصرف بريء؟ وما هي الأسباب التي جعلت يعقوبيان تدافع عن الرئيس فؤاد السنيورة منتقدة الحملة التي شُنت عليه؟ ولماذا حيّدت السنيورة عن مشكلة الـ11 مليار؟ 

شهر العسل بين "التحالف" و"سبعة" استمرّ أكثر من سنة، ووقع الطلاق قبل انتخابات طرابلس الفرعية التي ستجري بعد حوالى الشهر. وحسب مصادر خاصّة، بدأ "سبعة" بدراسة إمكانية الإقدام على خطوة ترك "التحالف"، استتباعاً للإجراءات التي اتّخذها بحق يعقوبيان. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024