باسيل: جعجع يروج الأكاذيب.. ومصالحة الجبل سطحية

المدن - لبنان

الأربعاء 2019/08/07

شن رئيس "التيار الوطني الحر"، الوزير جبران باسيل، في مهرجان وضع حجر الأساس للمقر العام لـ"التيار" في ضبية، هجوماً لاذعاً على رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع. كما هاجم الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه وليد جنبلاط من دون أن يسميهما. وكان واضحاً في انزعاجه من بيان السفارة الأميركية الصادر يوم الأربعاء بخصوص حادثة قبرشمون ومسارها السياسي والقضائي. وجدد باسيل موقفه من "مصالحة الجبل" باعتبارها غير حقيقية.

فلس الأرملة
بدأ كلمته قائلاً "إننا في 7 آب (2001) حملنا الظلم لوحدنا ولا زلنا، والبرهان اننا نحتفل بهذه الذكرى لوحدنا. نحمل شعار حرية وسيادة واستقلال بوجه قوى سياسية. يقولون أننا ننكأ الجراح ونقول نحن أننا نستذكر الماضي الذي نفتخر به. في 7 آب ضربنا وحبسنا وانتصرنا، ولذلك اخترنا 7 آب لوضع حجر أساس لبيتنا".

وقال: "العماد عون كان يقول أننا أحجار الزاوية في البيت اللبناني، ومصرون على سياسة التفاهمات مع كل الناس، نريد أن نبني بيتاً لبنانياً. أي دولة وليس مزرعة. وهذا جوهر الخلاف في البلد. بيت التيار نريد أن نبنيه بفلس الأرملة، لذلك نحن بحاجة إلى مساعدتكم.. نبني بيتنا من تبرعات الناس. ستسمعون الكثير من الانتقادات ممن لديهم قصور بنوها من أموال الخوات وأموال الخارج. ويبقى شرفنا بالتيار أننا لا نمد يدنا على جيوب الناس ولا على أموال الدولة، ولا نمد يدنا إلى الخارج لنبيع القضية. بنوا قلاعهم من الخوات ومن تمويل الخارج ويعيبون علينا فقرنا، ويتم وصفنا بالفاسدين".

نصب الحقيقة ودرس في الأخلاق
وأكمل باسيل: "سيكون هناك نصب للحقيقة في بيت التيار، لأن الحقيقة تحررنا. وهي أعلى قيمة في حياتنا العامة، سقف الحرية هو الحقيقة. قررنا دفن الكذبة والشائعة. وسنعطي درساً لكل الكاذبين. عهدي لكم أن لا يتم إعفاء أي شخص من الذين يكذبون عنا، وأن نلقنهم درساً في الأخلاق.. سنبقى لبنانيين وطنيين ومشرقيين، وسنحافظ على هذه الأرض ونبني البيت على صخرة الاستقلال، لنقول أن لبنان صخرتنا. لا بديل لنا عن هذا الكيان برسالته وتنوعه، ولا يوجد بقعة أرض في العالم تعطينا عنه بديلا، لا بديل عن لبنان طالما فينا نبض، وسنبقى هنا من أجل الدفاع عن لبناننا".

المصالحة العميقة!
ثم ارتفعت نبرة خطابه: "نتعرض إلى 7 آب سياسي بعد 18 عاماً. 7 آب نتيجة ما سمي مصالحة الجبل، وتم اعتقالنا جماعياً مع تلفيق التهم. اليوم ما زلنا وحدنا نعمل، لأننا نريد المصالحة العميقة لا السطحية. العودة بدأناها سياسياً وأتينا بنوابنا. عودة المهجرين أردنا انهاءها من خلال وضع خطة تهدف لاقفال الوزارة، المصالحة العميقة عبرنا عنها بقداس دير القمر وظهر لاحقاً الرفض لنفس كميل شمعون في الجبل".

أضاف: "أهلنا في الجبل لهم الحق بالانماء الحقيقي من دون أي تمييز. ردة فعلنا عدم الوقوع في الكمين والشرك السياسي، ولن نسمح بمشكل درزي - مسيحي في الجبل، ونعمل بثبات من أجل الشراكة ولا تراجع مهما كذبوا. قطع الطريق والاعتداء حصل على وزراء ونواب يزورون مناطقهم وناسهم، الوقائع واضحة ولن يستطيع ان يتهرب منها أي قضاء عسكري أو عدلي أو جنائي.. لن نستأذن أحدا لندخل إلى بيوتنا في الجبل، ولن نسمح بالإقطاعيات السياسية. والجيش من واجبه أن يحمينا. تعاطينا ما قبل الحادثة هو مفهوم الدولة مقابل اللادولة. ترون اليوم منطق المليشيا مقابل منطق الدولة، الميليشيا مرتبطة بأجهزة الاستخبارات والسفارات، مرتبطة بالخارج، أما نحن فدولة القانون التي نريدها محصنة ضد الخروقات من الخارج، وسنبقى عابرين للطوائف ونعمل من أجل المصالحة العميقة بالنفوس مهما عرقلوها".

هجوم على جعجع ولعب فوتبول
وقال: "اتعهد أن لا أمسّ في أي يوم بالمصالحة المسيحية - المسيحية، لذلك تحملت الظلم والكذب اعتقاداً مني أنني أحميها، وتبين انني أسيرها، وأعتقد انه ما زال ممكناً إنقاذ اتفاق معراب. والاتفاق غير المصالحة التي حصلت في الرابية. لن نعود مهما حصل للاقتتال الداخلي، أما اتفاق معراب فهو اتفاق سياسي، طالب فيه سمير جعجع ببدل سياسي مقابل تأييد العماد ميشال عون للرئاسة، وتم تعميم جو أننا أخلينا بالاتفاق. والحقيقة أن جوهر الاتفاق أن نكون معاً بدعم الرئيس، وأن نتفاهم على التعيينات والانتخابات، وأراد أن يأخذ التعيينات والحكومة. واكتشف أن ربحه بالمعارضة والشعبية هو باتهامنا بالفساد. وبدأ يشن الحملات الكاذبة علينا. وبدل أن يكون معنا كما هو الاتفاق، ذهب ليعرقل الحلول بحجة الفساد. وبات عمله محاربة الرئيس ورئيس الحكومة، وصولا إلى دعم علني لاختطاف رئيسها".

أبلغت جميع الوسطاء أن لا مشكلة بالعودة إلى الاتفاق، شرط وقف برنامج الكذب ضدنا. وأقول أمام الجمهور: إن سياسة السكوت وتحمل الظلم انتهت. وأعطي فرصة أخيرة للعودة إلى روحية الاتفاق وتطبيقه. وإذا تعهدوا وقف الكذب نعود إلى الاتفاق غداً. من يقتل السمعة هو مثل الذي يقتل الكرامة والحياة.. وانا بقيت صامتاً وواصلت لعب "الفوتبول"... لكن إلى متى؟
أضاف: "نبهته أن هذا السلوك سيؤدي إلى إيقاف الاتفاق بيننا. إنما هو اختار الاستمرار بسياسة الكذب بدل الحفاظ على الاتفاق، وبات يستسهلون الافتراء من دون ملف. لا تقفوا معنا بمشاريع إنقاذ البلد واستعادة الحقوق ولا الشراكة بالجبل، على الأقل لا تقفوا ضدنا من أجل حسابات لا تستأهل. الرئاسة أرخص من حقوقنا وأرخص من الكرامة في الجبل. لا نقبل الانتقال من المناصفة إلا إلى دولة مدنية مع مجلس شيوخ ولا مركزية ادارية ومالية موسعة، والغاء الطائفية السياسية وحدها لا يكفي".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024