حسان مغربل: قصة معاناة مع كلفة العلاج والفيروسات

حنان حمدان

الثلاثاء 2018/09/18
منذ أيام، وصفحات التواصل الاجتماعي تضج بقصة الشاب حسان مغربل، الموجود في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، مطالبين بمساعدته في تأمين تكاليف الاستشفاء، بسبب عدم قدرة أهله على تحمل جميع هذه الأعباء.


بدأت قصة حسان مع تلف النخاع العظمي في أواخر العام 2017، وتم تأمين كلفة الفحوص المخبرية بقيمة 40 ألف دولار وكلفة العملية أيضاً. لكن، قبل العملية تبين أن حسان يلزمه علاج بحقن داكوجين، ثمن الواحدة منها يتخطى المليونين ونصف الليرة، لكي لا تذهب العملية سدى.

وقد أمنت عائلة حسان الحقن المطلوبة من تركيا قبل أن تؤمن الوزارة 10 منها، لم تستعمل بعد، لأن حسان أصيب بفيروس من الهواء بسبب ضعف مناعته، ما أدخله المستشفى مرات عدة، فتوقف العلاج، ودخل في دوامة علاجه من أثر الفيروس.

حسان الذي كان يعمل في صناعة الإكسسوارات يدوياً، ليس لديه تأمين صحي أو ضمان صحي، وهو اليوم يكافح مرضه حتى آخر نفس متمسكاً بالحياة، مثلما تقول والدته دينا الحلواني.

دأبت الأم منذ اللحظة الأولى على كتابة منشورات على صفحتها في فيسبوك عن الوضع الصحي لابنها. وطلبت مساندة الجميع في رحلة العلاج. وبالفعل، تبرع أفراد كثيرون لحسان، بالدم والأموال، لكن هذه التبرعات لم تكن كفيلة بتأمين نفقات العلاج المرتفعة، وفق ما تؤكد شقيقته، دارين مغربل لـ"المدن"، لاسيما أن دخول حسان يوماً واحداً الطوارئ، ثم نقله إلى قسم القلب ومن ثم إلى العناية الفائقة كلف عائلته 10 آلاف دولار.

منذ نيسان 2018، يتلقى حسان العلاج المطلوب في المستشفى. وقبل يومين، وصل المبلغ المتراكم على حسان إلى نحو 70 مليون ليرة. ووفق شقيقته، فإن وزارة الصحة تحملت 40% منها، وساعد الناس بنحو 15 مليون ليرة، وحسمت المستشفى جزءاً من المبلغ، على أن يتكفل الرئيس سعد الحريري بدفع مبلغ 15 ألف دولار.. فيما أخذت الوزارة على عاتقها سابقاً دفع 50% من قيمة العملية، المحفوظ في المستشفى راهناً. أما المتبقي من التكاليف فهو 49 مليون ليرة.

إلا أن حسان مازال يحتاج إلى مساعدة لإكمال العلاج حتى يشفى ويعاود تلقّي الحقن تحضيراً للعملية، ومراقبة لخمسة أعوام إضافية. إذ تخطت كلفة علاج كل يوم أربعة ملايين ليرة. لذلك، تتمنى عائلته أن يتبنى أي شخص تكاليف علاجه. وتقول شقيقته: "ما عم نقدر نخلص، وما بقى قادرين ندفع، وطريق العلاج طويلة، لقدرنا وصلنا لهون في كتير ناس ساعدتنا، بس تكاليف العلاج صارت فوق قدرة الناس، صرنا نقول ما بدنا كهربا، ما بدنا شي بس بدنا صحة، هيدي أبسط حقوق الإنسان".

وتؤكد مصادر في وزارة الصحة لـ"المدن" أنها فعلت ما يمكنها من أجل حسان، وما زالت مستعدة للمساعدة لأي مريض، ولكن ضمن امكاناتها وصلاحياتها. إذ "هناك أمور تتخطى طاقتنا في الوزارة التي تبلغ ميزانيتها 465 مليار ليرة، وهي لا تكفي لمعالجة جميع اللبنانيين. وهذا ما يحتاج إلى تعديل بقرار من مجلس الوزراء مجتمعاً".

تضيف المصادر: "منذ دخول حسان المستشفى تواصلنا مع المعنيين، وأخذنا الملف على عاتق الوزارة، وتم تأمين 10 حقن له رغم أننا في حكومة تصريف أعمال. وحالياً، طلبنا من المستشفى أن تتم مساعدته بقدر امكاناتنا. وليس هناك سوى مخرج وحيد لتحمل نفقاته، وهو أن يقرر مجلس الوزراء استثنائياً تغطية كلفة علاجه فيما بعد".

وهناك حالات كثيرة مشابهة لحسان، لم نسمع عنها أو نعرفها عانت وتعاني المرض، وتحتاج إلى مساعدة، كما حسان الذي مازال يحتاج إلى الدعم عبر التبرع له بالدم أو بالمال. ويمكن التواصل مع العائلة على رقم الهاتف: 03685407.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024