بعد العاشرة من ليل الثلاثاء 12 تشرين الثاني، أنهى الرئيس ميشال عون مقابلته التلفزيونية.. منهياً آخر الأوهام عن بقاء شيء من عهده، ومختتماً آخر حيرة عن تاريخ "الجنرال".

في تلك اللحظة الدرامية التي صاغها الرئيس العجوز تحت إشراف صهره وأمام الكاميرا، وشاهدها ملايين اللبنانيين، توضح مآل الأيام المقبلة: الثورة مستمرة والتحدي مستمر.. وأسلحة المواجهة المدنية والسلمية ستُشهربكامل عنفوانها وأناقتها.

عاد الرئيس إلى الصفر، إلى عناده الشهير، طالباً من المواطنين أن يعودوا إلى منازلهم، طائعين مستسلمين. لذا، وعلى سوية هذا العناد كان الرد "الصاعق": العودة إلى الطرق، إلى تحريرها من اللامبالاة والإنكار.  

لا تأخر الوقت ولا الذهول منعا مئات آلاف المواطنين من الخروج من منازلهم، من أقصى الشمال إلى الجنوب، ومن البقاع والجبل إلى الساحل، سخطاً وغضباً وإصراراً.

ومن ليل الثلاثاء إلى نهار الأربعاء ومسائه، كان اللبنانيون يصنعون صورة ثورتهم فرادى وجماعات، ويمارسون بكل وسائل المقاومة السلمية والمدنية المشروعة احتجاجهم الذي لم يهدأ على مدى 26 يوماً.

مسيرة في طرابلس (نذير حلواني)


إضاءة الشموع في شارع بلس لروح الشهيد علاء أبو فخر (عباس سلمان)