نصرالله: الحرب المفترضة ستشكل نهاية إسرائيل

المدن - لبنان

الثلاثاء 2019/09/10

في خطبة مطوّلة صباحية، أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، بختام "مسيرة العاشر من محرم" (عاشوراء)، التي نظمها حزبه في الضاحية الجنوبية لبيروت، أن "المقاومة ليست على الحياد ولن تكون على الحياد في معركة الحق والباطل وفي معركة الحسين ويزيد، والذين يظنون أن الحرب المفترضة إن حصلت ستشكل نهاية محور المقاومة، أقول لهم بقوة وثبات وصدق وإخلاص وعزم وتضحيات هذا المحور، هذه الحرب المفترضة ستشكل نهاية إسرائيل وستشكل نهاية الهيمنة والوجود الأميركي في منطقتنا".

لكنه في المقابل، شدد على أن "لبنان يحترم القرار 1701 وحزب الله جزء من الحكومة التي تحترم هذا القرار، لكن إذا اعتدى الاسرائيلي على لبنان، فسيُرد عليه بالرد المناسب والمتناسب من أجل الدفاع عن لبنان وشعب لبنان وسيادة لبنان وأمن لبنان وكرامة لبنان.. لا خطوط حمراء على الإطلاق، هذا انتهى". ومن الخطاب نقتطف:

فلسطين.. التزام أبدي
"نبدأ من فلسطين، من القضية المركزية لنجدد مع شعبها وحركات المقاومة فيها التأكيد على أنه لا خيار لأمتنا وللشعب الفلسطيني سوى المقاومة، كسبيل لتحريرها ومنع تصفية قضيتها. نؤكد إلتزامنا الأبدي إلى جانب الشعب الفلسطيني وإلى جانب قضية فلسطين، ونحن نعرف أن هذا الموقف يكلفنا الكثير، محلياً وإقليمياً ودولياً، ولكن هذا هو إلتزامنا. وأيضاً، في لبنان نؤكد إلتزامنا بحقوق الشعب الفلسطيني الطبيعية والمشروعة، كلاجئ شريف في أرضنا، يريد ويعمل للعودة إلى وطنه، هذه الحقوق نحن ملتزمين بها وسندافع عنها".

اليمن كربلاء جديدة
"في اليمن، يمضي عام هجري جديد، وعاشوراء جديدة في اليمن، وكربلاء جديدة في اليمن، ويبقى اليمن وشعبه صلباً شامخاً كجباله يواجه الحرب الظالمة، الشعب اليمني اليوم هو عنوان المظلومية وهو عنوان الحصار وهو عنوان الغربة، كما كان الحسين في كربلاء، والحرب عليه تحولت إلى حرب عبثية، إلى جرائم ترتكب ضد الإنسانية في ظل صمت ما يسمى بالمجتمع الدولي، وفي ظل شراكة أميركية بريطانية تقتل النساء والأطفال، وهمها أن تبيع بعشرات مليارات الدولارات السلاح والذخائر والقذائف لقوى العدوان على الشعب اليمني. إن استمرار السعودية والإمارات في هذه الحرب لن يجلب لها أي نصر، لن يجلب لها سوى الهزيمة والذلة والعار الأبدي والتاريخي والخزي والعذاب يوم القيامة".

البحرين.. النظام الخائن
"شعب البحرين ما زال يعاني أيضاً، عام هجري جديد والاستبداد والبطش من هذا النظام الفاسد. ونضيف إليه (صفة) النظام الخائن، وزاد عليه في هذه الأيام إعتداءه على الشعائر الحسينية، ومحاربته لهذا الإحياء الذي يشكل جزءاً من هوية شعب البحرين الثقافية والدينية والاجتماعية والتاريخية، واستدعائه وظلمه للعلماء والخطباء، إضافة إلى ذهابه بعيداً في التطبيع مع العدو الصهيوني، بل أسوأ من ذلك، إلى تبريكه ودعمه لكل اعتداءات الصهاينة في الأسابيع الماضية، على الفلسطينيين، على فلسطين ولبنان وسوريا والعراق. وهذا أبشع أنواع الخيانة. واستضافته الخيانية للمؤتمر الاقتصادي المتعلق بصفقة القرن".

العقوبات الأميركية
"إن العقوبات الأميركية الظالمة والمدانة والمستنكرة على دول محور المقاومة، على الجمهورية الإسلامية في إيران، وعلى الجمهورية العربية السورية، وأيضاً على حركات المقاومة، في فلسطين ولبنان والعراق، هي عدوان تمارسه الإدارة الأميركية للضغط المالي والاقتصادي بعد فشل أمرين. الأول، فشل حروب كيانه الصهيوني ضد المقاومة في لبنان وفي فلسطين. والثاني، هو فشل السياسة الأميركية في حروب الواسطة، عبر الجماعات التكفيرية الإرهابية في لبنان وسوريا والعراق". "المقاومة في لبنان ومنذ سنوات طويلة على لوائح الإرهاب، وعلى لوائح العقوبات، وقلنا هذا الأمر ليس جديداً بيننا وبين الإدارة الأميركية. وهي تقوم بذلك من أجل إسرائيل ولحساب الكيان الصهيوني، لكن أن يتوسع هذا العدوان ليطال آخرين في لبنان، بنوك لا يملكها حزب الله ولا علاقة لها بحزب الله، أو أغنياء أو تجار لمجرد انتمائهم الديني أو المذهبي أو موقفهم السياسي، فهذا يحتاج إلى تعاط مختلف، نحن في حزب الله يجب أن نعيد النظر وأن ندرس خياراتنا جيداً، لأننا قلنا في السابق أنه إذا كان الظلم علينا وحدنا نصبر. أما إذا طال الظلم أناسنا وشعبنا فيجب أن نتصرف بطريقة مختلفة. وعلى الدولة أيضاً وعلى الحكومة أيضا أن تدافع عن اللبنانيين وأن تحميهم، لا أن تسارع بعض مؤسسات الدولة إلى تنفيذ الرغبات والقرارات الأميركية. بل وأن يكون بعضهم ملكيا أكثر من الملك، هذا غير مقبول، هذا مرفوض وهذا مدان. هذا الملف يجب أن يُفتح لأنه وضع لبنان والاقتصاد اللبناني في دائرة الاستهداف".

لبنان.. 1701 وترسيم الحدود
"في لبنان العنوان الأول هو الموضوع الإسرائيلي. لقد أسقط اللبنانيون المحاولة الاسرائيلية الأخيرة لتغيير قواعد الاشتباك المعمول بها منذ العام 2006. رغم كل التهويل والتهديد، نحن اليوم نثبت المعادلات ونعزز قوة الردع التي تحمي بلدنا. وفي مسألة الصراع بيننا وبين العدو، أريد أن أؤكد أنني عندما قلت أن لا خطوط حمر بعد اليوم، فهذا لا يعني على الإطلاق التخلي عن القرار 1701. نحن هنا، من أجل أن لا يقلق أحد ويخاف ويسأل ويتساءل، لبنان يحترم 1701 وحزب الله جزء من الحكومة اللبنانية التي تحترم القرار 1701. لكن إذا اعتدى الاسرائيلي على لبنان، فمن حق اللبنانيين الدفاع عن سيادة لبنان. لذلك، بعيداً عن بعض الضجيج في الداخل، والكثير من التهديد في الخارج، أعيد في يوم الحسين المعادلة التي ثبتها مجاهدو المقاومة الإسلامية : إذا اعتُدي على لبنان سيأتي الرد المناسب المتناسب. لا خطوط حمراء على الإطلاق، هذا انتهى" (...) "على اللبنانيين أن يعرفوا أنهم اليوم أقوياء، أقوياء بالمعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة، وعندما يأتينا مندوب أميركي صديق لإسرائيل وحريص على مصالح إسرائيل ويريد أن يفاوض رؤساءنا على النفط والغاز والحدود، على اللبنانيين أن يعرفوا وأن يتصرفوا من موقع أنهم الأقوياء، القادرين على حماية النفط والغاز والأرض والبحر والسماء إن شاء الله، وبالتالي الأمانة كبيرة جدا في عهدة الرؤساء ومسؤولي الدولة في الحفاظ على حقوق اللبنانيين في النفط والغاز والماء والأرض والحدود".

إيران والخامنئي و"المحور"
"نحن نرفض أي مشروع حرب على الجمهورية الإسلامية في إيران، لأن هذه الحرب ستشعل المنطقة وتدمر دولاً وشعوباً، ولأنها ستكون حرباً على كل محور المقاومة، وتهدف إلى إسقاط آخر الآمال المعقودة لاستعادة فلسطين والمقدسات. وستفتح الباب - في ظنهم - أمام الهيمنة المطلقة لأميركا وإسرائيل في بلادنا ومنطقتنا" (...) "في يوم الحسين، في يوم عاشوراء، نحن نكرر موقفنا كجزء من محور المقاومة، نحن لسنا على الحياد. ولن نكون على الحياد في معركة الحق والباطل، وفي معركة الحسين ويزيد. والذين يظنون أن الحرب المفترضة إن حصلت ستشكل نهاية محور المقاومة، أقول لهم بقوة وثبات وصدق وإخلاص وعزم وتضحيات هذا المحور، هذه الحرب المفترضة ستشكل نهاية إسرائيل وستشكل نهاية الهيمنة والوجود الأميركي في منطقتنا... نحن هنا من لبنان نقول للعالم كله إن إمامنا وقائدنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان هو سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله، وأن الجمهورية الإسلامية في إيران هي قلب المحور وهي مركزه الأساسي وهي داعمه الأقوى وهي عنوانه وعنفوانه وقوته وحقيقته وجوهره. هذا المحور هو الأمل الوحيد أمام الشعوب المظلومة المضطهدة المغتصبة".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024