إسرائيل: روسيا لم تُبعد حزب الله وإيران من الجولان

سامي خليفة

الأحد 2018/08/05

يبدو أن التطمينات الروسية بإبعاد حزب الله وحلفائه عن الحدود الإسرائيلية في الجولان المحتل لا تُريح الإسرائيليين. فهناك معطيات عند البعض تؤكد لعب حزب الله وغيره من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران دوراً أساسياً في إعادة السيطرة على المنطقة على طول الحدود، رغم التأكيدات الروسية بأنه سيتم إبعادها.

القلق الإسرائيلي من وجود حزب الله في الجولان، تطرق إليه موقع وكالة أخبار "إسرائيل اليوم"، الذي كشف أن الحكومة الإسرائيلية نقلت رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر القنوات الدبلوماسية تُفيد بإغلاق حدودها مع سوريا وتعليق المساعدات الطبية وغيرها من أشكال المساعدات الإنسانية للأشخاص الذين يحاولون العبور إلى إسرائيل. لكن، يبقى أن ترى إسرائيل، وفق الموقع، إذا كان الروس راغبين في التدخل عندما يقوم الرئيس السوري بشار الأسد بقمع اللاجئين، الذين هم في الغالبية من معارضي النظام الذي لا يرحم.

عودة جيش الأسد إلى الحدود الإسرائيلية في مرتفعات الجولان تعني، وفق ما يفترضه الموقع، أن الهجوم الدبلوماسي الذي شنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إبقاء الميليشيات المدعومة من إيران على مسافة لا تقل عن 40 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية قد فشل. ورغم سفره المتكرر إلى موسكو ودعواته المستمرة بوتين إلى مناقشة إنشاء منطقة عازلة خالية من القوات الإيرانية على طول الحدود مع سوريا في هضبة الجولان، إلا أن الوقائع على الأرض ليست كما تمناها نتنياهو.

الوضع على الأرض أوضح، وفق الموقع، أن روسيا ليس لديها نية لمساعدة إسرائيل في حربها ضد الحشد العسكري الإيراني في سوريا، رغم الوعود بأن تمنع الشرطة العسكرية الروسية إيران من الاقتراب من الحدود الإسرائيلية في مرتفعات الجولان. وهذا ما أكده السفير الروسي في إسرائيل أناتولي فيكتوروف للقناة العاشرة بأن روسيا لا تستطيع إجبار القوات الإيرانية على مغادرة سوريا، لأنها تلعب دوراً حاسماً في هزيمة "الإرهابيين".

وبعد يومين من هذا التصريح، ناقض مبعوث بوتين في سوريا ألكسندر لافرينتييف تصريح فيكتوروف، وزعم أن القوات الإيرانية انسحبت بمسافة 85 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية، مؤكداً أن الحكومة الروسية تأخذ الحاجات الأمنية لإسرائيل بالاعتبار. لكن لافرينتييف لم يقل، وفق الموقع، الحقيقة. ففي 22 تموز 2018، قال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين، خلال احتفال في النبطية لمناسبة ذكرى حرب تموز 2006، إن حزب الله لم يغادر جنوب سوريا وأنه شارك في المعركة ضد المعارضين في درعا والقنيطرة في الجنوب السوري.

السيطرة على الحدود مع إسرائيل أرجعها نظام الأسد، وفق الموقع، إلى القوات الخاصة السورية التي "حررت" الجانب السوري المحرر من مرتفعات الجولان. هذه القوات الخاصة مكونة من مقاتلين شيعة تم تجنيدهم من قبل الحرس الثوري الإيراني ويتلقون أوامرهم من قاسم سليماني القائد الذكي لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. لذلك، يخلص الموقع إلى أن لا مبالغة اليوم في القول رسمياً إن إسرائيل تواجه قوات إيرانية مدربة وممولة على جبهتين في شمال البلاد: لبنان وسوريا.

التمويل الإيراني
على صعيد منفصل، نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت تقريراً مفاده أن إيران تدعم حركتي حماس والجهاد الاسلامي سنوياً بمبلغ 100 مليون دولار، 70 مليون دولار مخصصة لحماس، و30 مليون دولار للجهاد الإسلامي. وبعدما كانت طهران تقدم لحزب الله نحو مليار دولار سنوياً، قلصت في العام الماضي المبلغ إلى 800 مليون دولار بسبب الأزمة الاقتصادية، إلا أن المبالغ المخصصة لقطاع غزة تُدفع كاملة.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024