المدن - لبنان
صفقة؟!
على أي حال، لا تزال الأسباب الكامنة خلف إطلاق سراح تاج الدين مجهولة. وحسب ما يدّعي الأميركيون، فإن إطلاق سراحه جاء بعد إمضائه فترة تتخطى نصف مدة المحكومية بسجنه، إضافة إلى التعلل بأسباب صحية والتخوف من فيروس كورونا. أما حزب الله فبقي متكتماً لوقت طويل حول قضية تاج الدين، ولم يعلّق عليها بعد. علماً، أن الإفراج عنه يأتي بعد سلسلة عمليات تبادل للمعتقلين بين الأميركيين والإيرانيين، وبعد أشهر على إطلاق سراح العميل عامر الفاخوري ومغادرته للبنان بطائرة خاصة.
يوم أطلق سراح الفاخوري، سرت معلومات في لبنان أن المقابل سيكون إطلاق تاج الدين. حزب الله أصرّ على رفضه لهذه المعادلة. وكان ثمة معطيات أخرى تقاطعت مع وجهة النظر هذه. أي أن إطلاق سراح الفاخوري جاء كاستجابة لبنانية للضغوط الأميركية، لتجنب فرض عقوبات على عدد من الشخصيات السياسية، وأن واشنطن لن تقدّم شيئاً في المقابل.
خازن الأسرار
تحتاج حكاية الإفراج عن تاج الدين إلى وقت ليس بالقصير حتى تتكشف، وما إذا كانت عبارة عن مفاوضات "على القطعة" بين الطرفين، أم أنها مقدمة لتفاوض أوسع وأشمل. في ظل التصعيد الأميركي الإيراني الذي يبلغ ذروته في هذه المرحلة.
يعتبر تاج الدين خازن أسرار حزب الله المالية، والعارف بتفاصيل كثيرة حول آلية نشاط حزب الله. والبعض يعتبر أن الضغوط الأميركية على الحزب بطرقها الجديدة كانت إحدى نتائج التحقيق مع تاج الدين، والحصول منه على أسرار وخفايا كثيرة. وهو الذي اعتقل في العام 2017 في مطار الدار البيضاء في المغرب. وتمت إحالته إلى أميركا، حيث حكم عليه بالسجن لخمس سنوات، ودفع غرامة قدرها 50 مليون دولار أميركي.
هذا ولا يزال هناك العديد من المعتقلين في الولايات المتحدة الأميركية، والذين لهم علاقة بأنشطة حزب الله المالية والضالعين بأساليب الالتفاف على العقوبات.