عيد الجيش: كلام سياسي معسول في واقع سيءّ

المدن - لبنان

السبت 2020/08/01
كما في الأول من آب في كل عام، احتفل الجيش اللبناني بعيده. وهذا العام، في اليوبيل الماسي (75 عاماً) لتأسيس الجيش، تحلّ الذكرى في أصعب الظروف السياسية والاقتصادية والمعيشية. وبينما كان الشعار السياسي لدعم الجيش يقول في العقدين الماضيين "بتحبّ الجيش.. سلّمه سلاحك"، بات الشعار المرحلي "بتحبّ الجيش.. طعميه لحمة". بينما لا يزال السلاح غير الشرعي، المنظّم وغير المنظّم، يحكم البلد قراراً وشعباً ومؤسسات، تدنّى المطلب حتى ليصل إلى غذاء العسكريين. فاللحم انقطع عن وجبات العسكريين منذ أواخر حزيران الماضي، في حين أنّ قيمة رواتب ضباطه وأفراده باتت تتراوح بين 160 و1000 دولار أميركي بحسب سعر صرف الدولار في الأسواق اللبنانية. إلا أنّه بمناسبة عيد الجيش، فاضت المنابر الإعلامية بمواقف الرؤساء والسياسيين الداعمة للجيش كلامياً ومعنوياً، أما واقع الحال الفعلي فمعاكس تماماً.

توجيهات الرئيس
أكد رئيس الجهورية ميشال عون، خلال حفل تخريج ضباط دورة اليوبيل الماسي للجيش، على أنّ "خمسة وسبعين عاماً مضت، كانت لجيشنا فيها محطات مجيدة وحقق انتصارات مذهلة وبإمكانات محدودة، ولكنه أيضاً عاش محطات مرهقة؛ أضنت جيشنا حروب الآخرين على أرضنا وعليه، شرذمته حروب الداخل، أضعفته قوة الميليشيات، ومورست عليه شتّى أنواع الابتزاز". وشدّد عون على أنّ ولاء الجيش "كان للوطن دوماً، ومناقبيته كانت الدرع الذي يحميه من الانزلاق"، مشيراً إلى أنّ "التجارب القاسية علمتنا أن الجيش هو قلب الوطن ولا جسد يبقى إذا ضُرب قلبه. ولذلك ظل يشكّل الأمل اللبنانيين، وحصن الأمان كيفما تقلّبت الأحوال". وتوجّه عون إلى الضباط المتخرّجين مؤكداً لهم أنّ "لبنان يخوض اليوم حرباً من نوع آخر، ولعلّها أشرس من الحروب العسكرية، لأنها تطال كل لبناني بلقمة عيشه، بجنى عمره، وبمستقبل أبنائه، حيث الوضع الاقتصادي والمالي يضغط على الجميع ولم ينج منه أحد وأعداء لبنان في هذه الحرب كثر".

دياب وعكر و"القائد"
ومن جهته، غرّد رئيس الحكومة حسان دياب على توتير قائلاً إنه "كلما حلّ عيد الجيش اللبناني ندرك أهمية هذه المؤسسة التي يكرّس عيدها الوحدة الوطنية بكل تجلّياتها، ونكتشف أن رهان اللبنانيين على جيشهم، لم يضعف ولم يتبدّل، وإنما ازداد صلابة ورسوخاً. بالجيش ثقة ثابتة، فهو صمام أمان الدولة والمجتمع والمواطن، وهو أيضاً سور الحماية للسلم الأهلي والاستقرار الأمني. للجيش تحية من كل لبناني مخلص، عاش الجيش.. عاش لبنان". 

ومن جهتها، أكدت نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر أنّ "الرهان الدائم هو على جيشنا القادر والقوي لحماية لبنان وتحصينه والحفاظ على سيادته"، وأشارت عكر في بيان صادر عنها إلى أنّ "الأزمة الاقتصادية لا تستثني مؤسسة عسكرية، فالعسكريون هم من نبض الناس وخميرتهم وما يشعر به الناس إنما يصيبهم في الصميم ويثابرون معهم"، موجهةً التحية لأرواح الشهداء الأبطال وعائلتهم وكل العسكريين.
وكان قائد الجيش، العماد جوزف عون، التقى الرئيس عون على رأس وفد من قيادة الجيش، حيث أكد قاله العماد عون للرئيس إنّ "الأمل يبقى معلقاً على فخامتكم لأن الحكمة هي ميزتكم ومنكم نستلهم هذه الحكمة في كيفية إدارة الأزمات ومواجهتها بما يحفظ كرامة المواطن واستقرار الوطن".

مواقف سياسية
وسياسياً، طالب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة "القيام بما يلزم لإعادة القرار العسكري الاستراتيجي إلى الجيش، هذا القرار الذي سلب منه بفعل عهد الوصاية هو من أبسط حقوق المؤسسة العسكرية الشرعية". وبعد تهنئة الجيش بعيده، أكد جعجع أنّ "عدم وجود القرار العسكري الاستراتيجي في المؤسسة العسكرية الشرعية كان وما زال أحد الأسباب الرئيسية للوضع الذي يعيشه لبنان حالياً"، لافتاً إلى "التلاعب الحاصل بالجنوب اللبناني على مذبح السياسات الإقليمية، من دون الأخذ في الاعتبار لا مصالح الشعب ولا الأوضاع المزرية خصوصا ًالمعيشية منها والصحية وتبعات أي تصعيد ممكن أن يحصل".

أما رئيس التيار الوطني الحرّ، النائب جبران باسيل، فكتب على توتير قائلاً: "بوطنيّتك وعطائك اجتمع ​اللبنانيون​ حولك على محبة الوطن، وعلى حفظ سيادته واستقلاله. شريفاً مضحياً وفيّاً ستبقى كما أرادك المؤسسون ولن يقوى عليك الطفيليون. كل عام وأنت بخير يا جيش لبنان".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024