المحافظ نهرا يهدد إعلامياً بهراوة.. وينكر

جنى الدهيبي

السبت 2017/09/23

موجة غضبٍ وانتقاداتٍ جديدة يواجهها محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا. وهذه المرة، ليس اعتراضاً على أدائه الموصوف بـ"التمييز والمحسوبية لمصلحة جهةٍ على حساب أخرى"، إنّما لتهجمه بهراةٍ مجهزة بمسامير حديديّة على مدير الوكالة الوطنية للإعلام في طرابلس الزميل عبد الكريم فيّاض، محاولاً ضربه ومهدداً إيّاه بالقتل.

وفي تفاصيل الحادث، فإنّ فيّاض عندما دخل صباح الجمعة، في 22 أيلول، باحة سراي طرابلس ليركن سيّارته في المواقف المخصصة للإعلاميين ويتوجه إلى عمله، لم يجد مكاناً شاغراً، فركنها أمام إحدى السيارات المتوقفة في الموقف المخصص له. وبعد صلاة الظهر، عاد فيّاض إلى عمله، فوجد ج.ش.، وهي موظفة في قلم المحافظة، تقف أمام سيّارته وتجرحها بآلةٍ حديديّة. وعندما سألها عما تفعله، أجابته: "هيدي سيارتك؟ وأنت مسكر على سيارتي"، وضربته بالآلة الحديديّة التي بيدها.

لاحقاً، توجهت الموظفة إلى مكتب المحافظ نهرا، وطلب بدوره فيّاض للاستماع إليه وإنهاء الموضوع. لكنّ، فيّاض وبعد اعتراف الموظفة بجرح سيّارته واعتدائها عليه، بقي مصراً على عدم إنهاء الموضوع من دون أن تتكفل الموظفة بإصلاح السيارة. ما أثار غضب المحافظ، فأخرج من خلف مكتبه هراوة فيها عشرات المسامير الحديدية وانهال بالشتائم على فياض وقال له: "بدي اضربك بدي اقتلك".

هذا التصرف العدائي من نهرا تجاه فيّاض، كان شاهداً عليه زميل فيّاض الصحافي راشد فتفت، وعدد من الحراس والعسكريين. غير أنّ نهرا يصرُّ على نكرانه، وينفي تعرضه لفيّاض ويضع الحادثة في اتصالٍ مع "المدن"، في خانة "الإشكال الفردي". ويقول: "لم أتعرض إلى فيّاض بصفته صحافيّاً، إنما كنت أدافع عن الموظفة التي ظلمها واعتدى عليها".

يُذكر أنّ فيّاض الذي بدأ عمله في الوكالة الوطنية للإعلام منذ العام 1996، لم يقع يوماً في أيّ إشكالٍ مع أحد من مسؤولي وسياسيي طرابلس، وإنّما اشتُهر في طرابلس بمهنيّته وعدم عمله لمصلحة أحد أو ارتهانه لأي جهةٍ سياسية.

وطالبت الهيئة الإدارية للنادي الإعلامي في الشمال المحافظ نهرا بالمبادرة إلى القيام بما يلزم لحفظ كرامة فياض والإعلاميين. كما طلبت إحضار تسجيلات الكاميرات الموجودة داخل مكتب نهرا وعرضها أمام الرأي العام بشكل كامل، و"إلا سيكون لنا مواقف وخطوات وتحركات تصعيدية بدءاً من يوم الاثنين".

ووفق معلومات "المدن"، ثمّة تحضير لاعتصام يضمّ زملاء فياض وهيئات من المجتمع المدني أمام سراي طرابلس لمطالبة نهرا بـ"الاعتذار" من فيّاض والتراجع عن نفي الحادثة التي يتوفر فيها الشهود حين كان نهرا يهدده بالضرب والقتل. وفي حال لم يقم بذلك، سيلجأون إلى القضاء لتقديم شكوى رسميّة ضدّ المحافظ.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024