الراعي: التعطيل لإسقاط لبنان الكبير.. وجعجع يهاجم "محور المقاومة"

المدن - لبنان

الأحد 2020/11/15
أعاد البطريرك الماروني، بشارة الراعي، التأكيد على أنّ الحلّ الوحيد لأزمة البلد لن تكون إلا بتشكيل حكومة مستقلة بكامل وزرائها. فشنّ هجوماً جديداً على الطبقة السياسية وأكد على رفض الاصطفافات التقسيمية التي تفتّت الشراكة وتحوّل لبنان إلى ساحة للصراع. وفي عظته ليوم الأحد في بكركي، عبّر الراعي عن رجائه بخلاص لبنان "بمسّ ضمائر المسؤولين السياسيين والنافذين وقلوبهم، لكي يسهلوا بتجرد وإخلاص للوطن تشكيل حكومة قادرة على إنهاضه من حالة البؤس".

مؤامرة على لبنان
وتقدّم الراعي بمجموعة من الأسئلة والتساؤلات حول الواقع في لبنان وتعاطي القوى السياسية مع الأزمة الراهنة "في ظلّ إلحاح الدول الصديقة على تشكيل حكومة والشروع بالإصلاحات". فسأل الراعي عن كون "التمادي في تعطيل تشكيل الحكومة والإستهتار بمصالح الشعب والوطن جزءاً من مشروع إسقاط دولة لبنان الكبير لوضع اليد على مخلفاتها"؟ مضيفاً أنّ لا هدف آخر لهذا التعطيل المتمادي "المرفق بإسقاط ممنهج للقدرة المالية والمصرفية، وبإفقار الشعب حتى جعله متسولاً، وبإرغام قواه الحية وخيرة شبابه المثقف على الهجرة". وسأل عن رغبة "المعطلين المتمادين من مختلف الأطراف بدولة مدنية تفصل بين الدين والدولة، مستشهداً "بالبطريرك الكبير المكرم الياس الحويك حين أعلن في مؤتمر السلام في Versailles سنة 1919: في لبنان طائفة واحدة إسمها لبنان، والطوائف المتعددة فيه تشكل نسيجه الاجتماعي"؟

التلاقي والحياد
وتوجّه الراعي بأسئلة حول رغبة المعطّلين بجعل لبنان مكاناً للتلاقي والحوار، وعن دور لبنان "كدولة حيادية ذات سيادة كاملة تفرض هيبة القانون والعدالة في الداخل، وتدافع عن نفسها بقواها الذاتية بوجه أي إعتداء خارجي، وتلعب دور الوسيط من أجل الاستقرار والسلام وتعزيز حقوق الإنسان والشعوب في المنطقة"؟ وأضاف أنّ من لا يرغب بذلك "يستبيح الدستور والميثاق وهوية لبنان ورسالته في الأسرتين العربية والدولية"، مشيراً إلى "الهوة بينكم وبين الشعب اللبناني الذي هو سيّد الأرض لا أنتم، وهو مصدر كل سلطة". وشدّد الراعي على أنّ اللبنانيين يريدون حكومة مستقلة بكامل وزرائها لا بقسم منهم، "وهذا هو المخرج الوحيد لحل الأزمة العالقة". وأكد على أنّ "الكنيسة تؤمن بمشروع عيش مشترك يبنى كل يوم، ومشروع شراكة حضارية، لا شراكة عددية، ولذلك ترفض أي اصطفاف تقسيمي، يفتت الشراكة، ويحول لبنان إلى ساحة صراع بين مشروعي الأقليات والأكثريات في المنطقة".

جعجع والحكومة
على مستوى آخر، لفت رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، إلى أنّ زيارة المبعوث الفرنسي إلى لبنان جاءت "ليقول لهم خلصنا، أي أن الوقت انتهى. وبالتالي، إما أن تشكلوا الحكومة أو أن كل ما كنتم تأملون به من مؤتمر سيدر إلى تبرعات جديدة من الدول الصديقة للبنان أو صندوق النقد الدولي سيذهب في مهب الريح". وفي كلمة له أمام وفد من مصلحة الأطباء في الحزب، أشار جعجع إلى أنّ "الرئيس المكلّف سعد الحريري يحاول اليوم منفرداً تحسين نوعية الحكومة العتيدة، إلا أنّ الفرقاء الآخرين همّهم لعبتهم، التي هي اليوم كسر رأس أميركا بغض النظر عما يعانيه المواطن. فهذا غير مهم لهم، يريدون لعب الكباش معها وتكسير رأسها". وعن تأخير تشكيل الحكومة، قال جعجع إنه "بسبب أحد المتحالفين مع محور المقاومة وهو الوزير جبران باسيل، الذي فرضت عليه عقوبات أميركية، يريدون التعويض عليه بإعطائه مكاسب في تشكيل الحكومة. الأمر الذي أدى إلى تعطيل تشكيل الحكومة".

... و"محور المقاومة"
وشنّ جعجع هجوماً على محور حزب الله –حركة أمل –التيار الوطني الحرّ قائلاً: "نحن بأمسّ الحاجة لحكومة جديدة، إلا أنه بالنسبة لمحور المقاومة هذا أمر لا يهمّ، فالمهم الوحيد لديهم هو أن يتقدم محور المقاومة بشكل من الأشكال، محافظاً على حلفائه مهما كانوا فاسدين ويخربون البلاد ومهما عاثوا خراباً فيها، وبقدر ما يهرّبون إلى سوريا". وأضاف أنّ كل ما يعانيه اللبنانيون اليوم من مشّقات ومصاعب "ليس مجاناً، بل انطلاقاً من رغبة محور المقاومة في السيطرة على البلاد، لذلك علينا أكثر من أي وقت آخر التشبث بأرضنا وبيوتنا وعائلاتنا وتاريخنا وأجدادنا وببلدنا حتى النهاية، لنمنع محور المقاومة من وضع يده عليه". وأشار جعجع إلى أنّ المرحلة تذكّره بالحرب الأهلية اللبنانية، "فكانت الحرب بالرصاص والقذائف واليوم بالاقتصاد والمال. واليوم أيضاً ثمة خطة جدية من قبل أصدقاء محور المقاومة، ومن يسمون أنفسهم بمحور المقاومة، للسيطرة على الوضع في لبنان".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024