استقبال عائلي لتاج الدين.. وبيان الأسرة يشكر السلطات الأميركية

حسين سعد

الأربعاء 2020/07/08

الأمر المهم بالنسبة لعائلة رجل الأعمال قاسم محمد تاج الدين، هو أنه خرج إلى الحرية، بعد ثلاث سنوات ونيف من الاعتقال في السجون الأميركية. وليس المهم إن كان قد أُفرج عنه بصفقة أميركية - أيرانية أو بداعي وضعه الصحي وخطر وباء كورونا.

ما أفرح أسرة تاج الدين، المؤلفة من زوجته وثلاثة أبناء وبنت واحدة، أن رب الاسرة الذي هرب من الفقر في بداية ثمانينات القرن الماضي إلى إفريقيا، وأسس لاحقاً امبراطورية مالية، صار طليقاً وبين أحضان العائلة التي سبقتها دموع الفرح والسعادة.

استقبال عائلي
هناك في مطار بيروت الدولي، ولدى نزوله من سلم الطائرة الخاصة، كان أكبر أبنائه، محمد، أول المعانقين، والذي انحنى مقبّلاً قدمي والده، حيث كان الانتظار على أحرّ من الجمر لملاقاته وعودته، التي تأمنت قبل انهاء حكمه بثلاث سنوات، بعدما وافق القضاء الأميركي على خفض مدة محكوميته لأسباب صحية ووقاية من انتشار وباء كورونا وخطر إصابته نظراً لتقدمه في السن.

في بلدته، حناويه، الواقعة إلى الشرق من مدينة صور في جنوب لبنان، حيث أقام فيها عدداً من المشاريع العقارية والسياحية مع أشقائه، وساهم مع مغتربين آخرين في تنميتها، حلت أجواء من الارتياح والسكون في آن معاً، بانتظار أن ينتقل إليها غداً ليستقبله أهلها، بعد إمضاء وقت قليل من الراحة في منزله في العاصمة بيروت.

المنزل ضاقت صالاته بأفراد العائلة والأحفاد والأخوة والمقربين، الذين نثروا الأرز والورود ترحيباً بعودته إلى الحرية.

بيان العائلة
العائلة المنشغلة باحتضانه ومحادثته والاهتمام به، فضّلت عدم الحديث إلى الإعلام، واكتفت حالياً بالبيان الرسمي الذي وزعته على الصحافة.

وقد رحّبت العائلة ببيانها الهادئ، الذي كُتب بحذر واتقان وحرفية، بعودته إلى بيروت، وقالت فيه: "عودة الحاج قاسم تمّت بالتماسٍ إنسانيّ قدّمه محاموه أمام المحكمة الفيدرالية في واشنطن، استناداً إلى القانون الأميركي الذي يسمح بإطلاق سراح من يواجه بسبب سنّه خطر تعقيدات فيروس كورونا، وأمضى جزءاً مهمأً من محكوميته، ولا يشكّل خطراً على المجتمع".

وشكرت العائلة، في بيانها، "مجموعة المحامين على عملهم المهني الرفيع، وعلى وجه الخصوص المحامين من شركة زوكرمان سبايدر، والبروفسور الرئاسي بول كاسّل من جامعة يوتاه، والتي أقنعت مرافعاتهم المحكمة الفيدرالية على إطلاق سراحه في 27 أيار 2020 فور انقضاء فترة حجر صحي لمدة 14 يوماً. كما نشكر مكتب المحامي الدولي البروفسور شبلي ملّاط على تفانيه في العمل القانوني دفاعاً عن زوجنا ووالدنا".

تابعت "وبما أن الحاج قاسم ليس مواطناً أميركياً، فإن عودته إلى بيروت كانت مرتبطة بآليات معقدة بسبب وضعه القانوني، وبأوضاع السفر الحالية، التي أخّرت هذه العودة حتى تَوفّر طائرة نقلته من الولايات المتحدة إلى لبنان، وصلت بيروت هذا الصباح" (الأربعاء 8 تموز).

وشكرت في البيان، "السلطات الأميركية والسلطات اللبنانية على تسهيل هذه العودة، وفي لبنان خاصة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. كما شكرت الصحافة الرصينة على احترام خصوصيتنا كعائلة والابتعاد عن التكهنات والأراجيف، والاعتماد المهني على الوثائق الوفيرة في هذا المسار القضائي الطويل، لا سيما ما يصدر عن قاسم تاج الدين والأشخاص الموثوقين منه".

قاسم تاج الدين، المعروف بالحاج قاسم (66 عاماً) هو أكبر أشقائه الذين يعملون في تجارة العقارات والمواد الغذائية وسواها في لبنان والعالم. كان قد أُوقف في مطار محمد الخامس في المغرب في 12 اذار 2017 قادماً من كوناكري، بناء لمذكرة دولية صادرة عن الولايات المتحدة تتهمه بتبييض الأموال والإرهاب والمساهمة في تمويل حزب الله، الذي تصنفه أميركا تنظيماً إرهابياً، وتم تسليمه بعد أسبوع إلى السلطات الأميركية، التي حكمت لاحقاً بسجنه خمس سنوات وتغريمه خمسين مليون دولار أميركي.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024